الأقباط متحدون - أزمة شباب أم أزمة حكم أم أزمة وطن ؟
  • ٠٠:٥٢
  • الاثنين , ٣ يوليو ٢٠١٧
English version

أزمة شباب أم أزمة حكم أم أزمة وطن ؟

سليمان شفيق

حالة

٤٠: ٠٢ م +02:00 EET

الاثنين ٣ يوليو ٢٠١٧

بثورة 30 يونيو
بثورة 30 يونيو
سليمان شفيق
نحتفل هذا الاسبوع بثورة 30 يونيو وعيد الفطر المبارك ، ولكن الراي العام فوجئ بتطبيق شروط البنك الدولي علي الاصلاح الاقتصادي ، والتصديق الرئاسي علي قرار مجلس النواب الخاص بتيران وصنافير، وحملة قبض علي بعض المعارضين الشباب ، الامر الذي وضعنا في حالة انفصام وطني بين الفرح بذكري هذة الثورة التي حررت مصر والمصريين من الحكم الاخواني "الثيوقراطي" الفاشي وعيد الفطر المبارك ، وبين الصدمات التي اتخذتها الحكومة وأجهزة الامن وادت الي الاغتراب وعدم المقدرة علي أعمال الفرح .. وفوجئت بحملة منظمة من الشتائم والسخرية من ثوابت وطنية وأبرزها الجيش المصري .. واندهشت حينما تذكرت كيف كان هؤلاء الشباب يتصورون مع الجنود والضباط ويرفعون شعار:"الجيش والشعب ايد واحدة" ، وكيف تحول الامر الي هتافات مثل:"يسقط حكم العسكر" وانكار تام لدور الجيش في الانحياز للشعب في 25 يناير وفي 30 يونيو؟!!
 
هذا الاندهاش قادني الي مقال سابق  كتبتة من وحي تلك ثورة 25 يناير في 28 سبتمبر 2011 باليوم السابع كتبت، " النخبة المصرية وادمان الفشل " جاء فية :
(كتب المفكر السوداني د منصور خالد كتابا بعنوان:"النخب السودانية وادمان الفشل" حول جدل العلاقة بين النخب المدنية السودانية والعسكريين السودانيين ، والاخوان السودانيين ، وكيف كانت النخب المدنية السودانية تستقوي بالعسكريين لاقصاء الاخوان وتسلمة بنفسها للعسكريين ، وبعد ان يختلف المدنيين مع العسكريين علي طريقة ادارة البلاد يستقوون بالاخوان في اسقاط حكم العسكريين وهكذا ؟!!
 
هنا في مصر المحروسة توجد اوجة شبه كبيرة ، من قبل ثورة 25 يناير قامت الجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاية بالتحالف مع الاخوان ، وحينما نجحت ثورة 25 يناير تحالف اكثر من 40 حزب وحركة منهم الوفد والناصريين وتيار من الماركسيين والليبراليين مع الاخوان في انتخابات 2012، ولم يكن ضد ذلك سوي تحالف الكتلة الوطنية :"المصريين الاحرار والمصري الاجتماعي الديمقراطي والتجمع" ، وفي انتخابات الرئاسة اسرع هؤلاء ومعهم قطاعات كبيرة من المثقفين المصريين فيما سمي ب "جبهة فيرمونت" وعاصري الليمون في التحالف مع المرشح الاخواني محمد مرسي واتوا به الي سدة الرئاسة .
 
ولكن حينما ضرب الاخوان كل هؤلاء علي مؤخراتهم ، وانفردوا بحكم البلاد ، اسرع كل هؤلاء الي التظاهر امام وزارة الدفاع لدعوة الجيش الي اسقاط حكم الاخوان وبالفعل قاد الجيش ثورة الشعب واسقط حكم الاخوان ، وبعدها هتفوا وتظاهروا وكتبوا وذهبوا افواجا لاقناع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالترشح ، وبعد ضغوط عديدة قبل الرجل ، وللاسف اتت الرياح بما لا تشتهي سفن هؤلاء، واختلفوا مع بعض سياسات السيسي فوجدناهم ينكرون تماما كل ذلك ويحاولون استغفال الشعب المصري بشعارات اخري منافية للحقيقة والوقائع العنيدة التي ذكرتها الان ؟!!
 
علي الجانب الاخر قامت كل الجهات من الدوله والاجهزة والتيارات المدنية بعد ثورة 25 يناير بتدليل وتقديس الشباب ، ولم تخلو صحيفة او برنامج من هؤلاء الشباب حتي تم "تسليعهم" وجعلهم قادة راي واعلاميين ـ حتي ان عبد الرحمن ابن يوسف القرضاوي كان له برنامجين تلفزيونيين ويكتب مقلات في خمسة صحف ـ !
 
وبعد ثورة 30 يونيو قامت جهات بعينها بشيطنة هؤلاء الشباب ، وكالعادة حجب عنهم الاعلام ، وبعد اسقاط وزارة الببلاوي وهروب البرادعي انقلب السحر علي الساحر وبعد ان كان هؤلاء الشباب ينتقمون ممن يسمونهم "الفلول" عاد انصار "الفلول" الي ملء الفراغ الذي تركة هؤلاء الشباب ، واستخدمت نفس وسائل " الاعلام التسريبي" ، واصبح الاعلام مرتع لتصفية الحسابات ، وتم تأمين او تأميم قطاعات واسعة بعد صفقات مع بارونات الاستثمار الاعلامي ، واصبح اصحاب الخبرات من " كبار السن " خارج المعادلة ، 25 يناير وظفت شباب ، و30 يونيو وظفت شباب اخر ، وتحكمت جهات بعينها فيما تبقي من حياة حزبية ، وتوارت المؤسسات البحثية ، واصبح الرئيس عبد الفتاح السيسي يقاوم الارهاب بيد والفساد باليد الاخري ، ولا اشك لحظة ان الاعلام اصبح مرتع لصراع الاجهزة والمؤسسات ، وتوغل رأسمال الدولة علي حرية التعبير ، واصبحنا نتحسس اقلامنا قبل ان نكتب ونعتمد علي ثقة أل الحكم في وطنيتنا  واحترام رؤساء التحرير لخبرتنا وبقية من خجل تجاهنا ، هكذا صارت حالة معظم اصحاب الخبرات والموالين للدولة والرئاسة ، بحيث اشعر ان اصحاب الخبرات ومن كبار السن هم الفئة المضطهدة منذ 25 يناير 2011 وحتي الان ، ومع كامل احترامي لمعظم من يتقربون الي عتبات الاتحادية يقولون ويكتبون ما يرضي الحلقة الضيقة القريبة من الرئيس السيسي ، والا اصبحوا خارج دائرة الضوء ، بكل الحب والعرفان بالجميل الوطني ادعوا للرئيس : " اللهم احمي السيسي من بعض انصارة اما اعدائة فهو كفيل بهم "