ظلمناكِ وأنتِ تصمتين
زهير دعيم
الثلاثاء ٤ يوليو ٢٠١٧
زهير دعيم
ظلمناكِ وما زلتِ في قاموسنا " عضو قاصر" ...أنثى ...ولا غرو فجهنم والمصيبة والنائبة والكارثة والواقعة ونون النسوة مرادفات لكِ.
ظلمناك وجمعنا ابن آوى جمع مؤنث : بنات آوى تيمّنًا بكِ وتكريمًا!!
ظلمناكِ وما زلنا نقول عند مجيئك الميمون الى الدّنيا : "بنت!!"..يلّلا الله يعوّض ...المهمّ الحمد لله على السّلامة .أمّا اذا كان المولود ذكرًا فتعلو الزغاريد ، وتُوزّع الحلوى ...فقد جاء الى الدنيا وليّ العهد.
ظلمناكِ وأنتِ تصمتين ...ظلمناك في الشّرق وأنت تقبلين على مضَض حينًا ،وحينًا آخر بغصّة ، ولكنّ الذي يؤلمني – أنا الرجل-هو صويحبات لك وصديقات من بنات جنسكِ يدافعن ويقف الى جانب الظلم والظالمين ، ويعتبرن الوضع المُتحيّز طبيعيًا والأدهى الهيًا !!! والاله يقول ذكرًا وأنثى خلقهما...وليس الرجل من دون المرأة ، وليست المرأة من دون الرجل.
ظلمناك في الشّرق ، وأنتِ حلاوته وشهده المُصفّى وحنانه الدّفّاق.
ظلمناك في الشّرق فغصنا في الظلمات والأوحال فسبقَنا الغرب والشمال بأشواط وما عدنا نرى حتى قفاه!!...وكيف لا يسبقنا ونحن نُقيّدك بالأغلال ، ونُثقل عنقك بالعبودية ، ونقول : الرُّكبة عوْرة ...والشَّعر عورة وتعليمك حرام ، والحوَر في عينك من الشيطان ، والبسمة على ثغرك جريمة ، وانت اخت له......؟!!!
ننتظر ان تُشرق الشّمس !!! والشمس في شرقنا حارقة ؛ تحرق الطحالب وأعشاب الظلّ.
ننتظر ان تُشرق الشمس، فتضيء الحنايا والمرتفعات والأودية ، وتُجفّف الرطوبة والعفونة ، فتُطلّ الأزهار من بين الحجارة شامخة.
كلّما أقول بالعاميّة " قرّبتْ " اجد نفسي أقول لا انها " بعّدتْ" فالظروف غير مؤاتية ، بل تسير القهقرى ، فقد عدنا او ما زلنا عند عهد الحريم ، عهد الوصاية ، عهد وُلدت لتلد وتُربّي ، ولدت لتعيش بين الجدران الأربعة، فالشمس تضرّ بها ، والنّور يؤذيها، والحضارة تسرق قدسيتها !!!
أترانا حُكمَ علينا في الشّرق لنُصفِّق بيدٍ واحدة ؟
أترانا اقتنعنا أنّ النصف منّا لا يساوي شيئًا ، وأنّ الذكوريّة هي الكلّ في الكلّ ؟
كنت اتخبّط في حياتي الماليّة ، الى ان فُتح المجال أمام زوجتي للعمل – والعمل في قاموسي كلمة مرادفة للشرف-فانتعشتُ وانتعش اقتصادنا وأزهرت نفوسنا وآمالنا ، فالنفس العاملة مزهرة ، مضيئة ، مثمرة لا تعرف الخمول ولا اليأس ، فالاندماج في ميدان العمل للرجل كما المرأة حياة ، وأيّة حياة !
أعطوها أن تعمل ، أطلقوها بربكم من عبوديتكم ، فالبنطال ليس جريمة ، وسياقة السيّارة متعة وهدف وغاية سامية ، والعمل السياسي لها تحدٍّ ، فهي تمتلك العقل وسداد الرأي والحنان ما قد لا تجده عند الرجال.
قد أظلم الشرق برمته ، فهناك من بدأ يفهم ويتفهّم ويشعر بقيمة هذا العنصر المرهف الحِسّ ، العنصر الضروريّ في حياتنا ، فمدَّه بالتشجيع وسانده ، ولكننا ما زلنا نحبو في كثير من البلدان العربية والشرقية بل هناك ما زال في القماط.