الأقباط متحدون - أفكار اقتصادية2-2
  • ٢٢:١٠
  • الثلاثاء , ٤ يوليو ٢٠١٧
English version

أفكار اقتصادية2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٧: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٤ يوليو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
نستأنف هنا الحديث حول الوضع الاقتصادي المصري، ونرد على بعض الأفكار الاقتصادية التي ساقها المطبلاتية للحكومة وللمسؤولين في هذا البلد المأزوم حتى في المطبلاتية بتوعه.

ونعود لما يعرف بــ  Cost of living index، فمصر في Cost of living index  لما تتقارن بدول العالم (دور على cost of living index by country)  جاية آخر واحدة في القائمة، وده معناه إن مصر أرخص دولة في العالم للمعيشة، بس فيه مفارقة صغيرة هنا ممكن تضحكك وممكن لأ، إنها رخيصة لأي حد براها بس، أغلى بلد يعيش فيها ناسها.

أضافة: "معامل تكلفة المعيشة" Cost of living index ده بيبقى داخل فيه الضرائب، يعني ده الصافي علشان بس الصورة تكمل! 

أحد المسؤولون قال أن احتياطي البنك المركزي وصل لأعلى مستوى من 2011 بسبب مجهودات الحكومة، والاجراءات اللي بتعملها طبعاً، ده كلام فارغ، فالاحتياطي كله قروض مش احتياطي حقيقي وارتفاعه الأخير الى 31 مليار دولار هو بسبب اقتراض الحكومة أكثر من 15 مليار دولار في الستة أشهر الأخيرة اقترضت 8.4 مليار دولار في صورة شراء أجانب لأذون وسندات خزانة مصرية، وبفائدة 20 %، واقترضت 7 مليار دولار في صورة سندات دولارية في البورصات العالمية بفائدة على الدولار وصلت إلى 8 % ده سبب ارتفاع الاحتياطي النقدي في آخر ست شهور مش إجراءات ولا استثمارات ولا غيره، لكن قروض من الأجانب وبفائدة مرتفعة جداً، وطبعاً النصف الثاني من الاحتياطي معروف أن أغلبه ودائع خليجية فكان لازم تبقى الجزيرتين المصريتين الأصل قبل ما تكون هناك دولة سعودية سعوديتان! يعني الموضوع لا مجهودات حكومة ولا نجاح لكن اقتراض واحتياطي وهمي وإغراق للبلد بالديون زي اللي بيستلف بالدين ويحط الفلوس في البنك ويقول قدام الناس أنا عندي رصيد في البنك وهو مش عارف يسدده ازاي؟!

صدقوني المشكلة مش أن الحكومة  زودت سعر البنزين 3  مرات وخلت فاتورة الكهربا والميه والغاز 3  أضعاف، ولا أن الدولار وصل ل 18  جنيه، ولا أنها عملت قانون خدمه مدنية، وضريبة القيمة المضافة، ولا أنها لجأت لصندوق النقد الدولي وعومت الجنيه، ولا أن قناه السويس بتخسر والسياحة خربت، وأن الدين الداخلي  3 تريليون والدين الخارجي 65 مليار دولار، وأنك قفلت معظم القنوات المعارضة وبتحاول تخلي الإعلام كله صوت واحد بيطبل لها، ولا أنها وافقت ومضت على بناء سد النهضة واعترفت بأحقية إثيوبيا في نهر النيل، وباعت تيران وصنافير للسعودية.

الكارثة الحقيقية أن في ناس متخيلة أن كل ده مقدمات لمستقبل مشرق! على العموم ربنا خلاف الظنون، ويارب توقعاتي تطلع خطأ لأنه ببساطة لسه فيه أمل، والموضوع ما خلصشي كده، المشكلة ببساطة أن الحكومة اختارت الطرق الطويلة والمؤلمة مع أنه هناك طرق أقصر وأقل ألم، بل بالعكس ممتعة وباعثة على الأمل والتفاؤل، الأمل الآن كل الأمل أن تحسن الحكومة القيادة في هذه الطرق التي اختارتها وإلا حايبقى ألم في الطريق وألم في نهايته.
المختصر المفيد يا ريت تعرفوا تختاروا اللي بيطبلوا لكم، يمكن يهونوا على الناس بلاويكم.