- تنبؤات السينما المصرية والتنبؤات الشاهينية لثورة 25 يناير
- أحد مصابي "المقطم" لـ"الأقباط متحدون": رأيت شبابًا مسيحيًا ينطق بالشهادتين تحت تهديد السلاح
- المتظاهرون يتوافدون بكثافة إلى "ماسبيرو" ومنع فضائيات مسيحية من تغطية المظاهرة
- محاولات اعتداء على الدير الأبيض بـ"سوهاج"
- اعتداءات على محلات أقباط بمدينة "المنيا"
اعـــتـــذار وإصـــرار
بقلم: أنطوني ويلسون
أولًا: الاعتذار...
أعتذر للقراء عن ذلك الخطأ الذي ارتكبته في مقال الأسبوع الماضي "زكاة وجزية الإخوان" عندما كتبت عن الملك سليمان الحكيم" ...ولإنتقال الملك إلى إبنه سليمان الذي لقب بالحكيم والذي بنى الهيكل لكنه خان الرب بوضع تماثيل لألهة أخرى في الهيكل " وهذا خطأ وقعت فيه نتيجة اعتمادي على الذاكرة، وأشكر شقيقي الذي إتصل بي ولفت إنتباهي إلى ذلك الخطأ وأيضا إلى خطأ أخر في نفس السياق " مما أغضب الرب فانقسمت المملكة بعد موت سليمان إلى قسمين تولى ولداه كل منهما مملكة عرفتا بأسم مملكة يهوذا والأخرى مملكة إسرائيل ." والحقيقة أن الملك سليمان لم يضع تماثيل لألهة أخرى في الهيكل ولكنه سمح لزوجاته بإحضار تماثيل ألهتهم ووضعها في المدينة ، وحقيقة إنقسمت المملكة لكن ليس بين ولديه فقد قتل أحدهما بأيدي من ثاروا على التوريث وكانوا من المعارضين للملك سليمان مما دفع بهم الهروب إلى مصر ، والعودة بعد موت الملك سليمان .
لذا أرجو من القراء قراءة ما جاء في الكتاب المقدس وفي العهد القديم وسفر " الملوك الأول " والأصحاح الحادي عشر لمعرفة أسباب إنقسام المملكة .
, طبيعي كان غرضي من ذلك السرد في المقال إثبات عدم نجاح الدولة الدينية حتى لو كان القائم عليها أحد أبناء الأنبياء .
ثانيا : الإصــرار ...
لكل منا أحلامه وتمنياته وتطلعاته يسعى إلى تحقيقها . وهكذا الأمم أيضا لها أحلامها وتمنياتها وتطلعاتها لكن هل دائما وأبدا ننجح كأفراد في تحقيق أي من أحلامنا أو تمنياتنا أوتطلعاتنا ؟ الحقيقة لا .. ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، لكن تؤخذ الدنيا غلابا .. بمعنى لايكفي الأنسان الحلم أو التمنى أو التطلع . بل عليه أن يحدد ما يريد تحقيقه لأن كل ما نريده غالبا ما يبدأ بحلم . وليس من المهم أن يكون الحلم هو حلم المنام . إنما أحلام اليقظة لها من الأهمية بمكان يعود إلى الكثير ممن حققوا نجحات كانت لهم أحلام يقظة لكنهم إستفادوا من أحلامهم بتدبير أمورهم ومعرفة مواضع النجاح والفشل وخططوا لأحلامهم ليحققوها نجاحا على أرض الواقع بعد تجنبهم مواضع الفشل .
وهكذا يكون النجاح أن يكون للأنسان رؤية واضحة لما يريد أن يحقق ما يريد من أحلام أو أمنيات أو تطلعات .لأنه بدون رؤية في عقل ووجدان الأنسان لما يريد تحقيقه يضيع وسط مشاكل الحياة اليومية ويظل يحلم ويتمنى ويتطلع دون المقدرة على أخذ رؤيته لما يريد إلى أرض الواقع .
مصر الأن تمر بمرحلة حرجة في تاريخها بعد ثورة الشباب في الخامس والعشرين من شهر يناير هذا العام 2011 .
أحلام وتمنيات وتطلعات الشعب المصري إستطاع الشباب في ذلك اليوم أن يفجره في ضرورة إسقاط النظام الذي يمثله الرئيس السابق محمد حسني مبارك . وبالفعل تم له ذلك وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المسئولية لأدارة شئون الوطن في المرحلة الأنتقالية حتى يتم الأستقرار عل تعديل الدستور الحالى بما يتماشى وتمنيات الشعب المصري ، إلى حين إصدار دستور جديد مصر في أشد الحاجة إليه .
مما لاشك فيه مصر ستواجه ما أطلق عليه بالثورة المضادة . وقد حدث ذلك بالفعل بإثارة الفتن بين أبناء الوطن من مسيحيين ومسلمين وهي بالفعل على صفيح ساخن نتيجة نفخ النظام السابق في نار الفتنة ليلتهي الشعب وبأسم الدين الذي سيعوضهم عن تعب الحياة على الأرض بسعادة في الآخرة .
نضيف إلى ذلك تدخلات الجماعات الأسلامية وعلى رأسها الأخوان المسلمين الذين إستخدمهم النظام كفزاعة يخيف بها شرائح من الشعب المصري تعرف بأسم الأقلية من مسيحيين وبهائيين ونوبيين وأيضا بدو سيناء .إستغل الأخوان ذلك وسيطروا سيطرة تامة على الشارع المصري . وبهذا يكون النظام قد نجح في بث الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد ليخلو له الجو لفعل مايريد فعله هو وزبانيته دون حسيب أو رقيب .
بدأ الأخوان اللعب على أوتار الطائفية وإقناع عامة الشعب المصري بأن المسيحيين المهاجرين الذين أطلقوا عليهم " أقباط المهجر " يعملون ضد مصر ويتأمرون مع أعداء مصرالأمريكان والصهاينة لذا هم خونة ويجب الأبتعاد عنهم وعدم الأستماع إليهم فهم غير مصريين .
لعب الأخوان دورهم تجاه المسيحيين المقيميين في دول المهجر بمهارة فائقة فإذا حدثت ضائقة في مصر ينسبونها فورا إلى أقباط المهجر ، على سبيل المثال لا الحصر . عدم تواجد الخبز أو إرتفاع سعر " رغيف العيش " عندما يسأل المواطن العادي البسيط عن السبب في عدم وجود " رغيف العيش " أو إرتفاع سعره ، يكون ردهم أقباط المهجر هم السبب لأتصالاتهم بالكونجرس الأميركي والمسئولين في أوروبا المسيحيين مثلهم مطالبينهم بعدم إرسال معونات إلى مصر وأهمها القمح . وقد ترسخ ذلك في عقول وأفئدة أبناء مصر الطيبين المطحونين فأتسعت الفجوة بين أبناء مصر وأصبحت العلاقات بينهما على صفيح ساخن ، يلتهب مع أي فعل أو عمل يصدر من أي من الطرفين تجاه الأخر فيتطاير لهيب الأحتقان شرارا يحرق الأخضر واليابس .
وما يحدث هذه الأيام من حرق وتدمير كنيسة صول بأطفيح محافظة حلوان له خير دليل على تفعيل الفتنة الطائفية بين أبناء مصربسبب علاقة بين مسلمة ومسيحي في القرية يخرج المشايخ وعمدة القرية يدعون لحرق الكنيسة وحرق الكفار وبيوتهم وتهجيرهم . وقد تم لهم ذلك .
وأسأل ماذا لو كان الأمر غير ذلك مسيحية على علاقة بمسلم في نفس القرية ، هل سيخرج مشايخ وعمدة القرية لدعوة أهل القرية ولن أقول بحرق المسجد وبيت المسلم وطرد أهل البيت خارج القرية ؟ او القبض عليهما وتقديمهما للعدالة .
بالطبع لا ، لن يحدث هذا . والسبب بسيط ، لأنها مسيحية .
مسلمة على علاقة بمسيحي ولن أسأل عن نوع هذه العلاقة ، هل يستحق أهل القرية من المسيحيين القتل والتهجير وحرق كنيستهم وبيوتهم ؟؟؟!!!
لكن في غياب القانون وتفعيل الدين يحدث هذا وقد حدث قبل ذلك ونتمنى أن لا يحدث مستقبلا .
إذا تم ضبط مسيحي في علاقة غير أخلاقية مع مسلمة نسأل أولا هل تمت تلك العلاقة بينهما دون إرادة المرأة أم بإرادتها ؟ فإذا كانت بغير إرادتها يتضاعف الجزاء على المسيحي لأنه إغتصاب . أما إذا كانت بإرادتها ، نسأل هل هي متزوجة أم لا ؟ فإذا كانت متزوجة يحق لزوجها رفع قضية زنا عليها ويحق لزوجة الرجل إذا كان متزوجا رفع نفس القضية عليه ويحال كليهما إلى المحكمة لتطبيق القانون عليهما ، أما ما حدث إن دل على شيء إنما يدل على أن ثورة الشباب لا تملك عصا سحرية لتغير ما رسخ من مفاهيم باطلة طوال عقود وعقود من الظلام . وهذه حقيقة أنها لا تملك هذه العصا السحرية . لكنها تملك الحلم والتمني والتطلع إلى غد أفضل لمصرلهذا قد تم لها تحقيق أهم شيء بالتخلص من النظام السابق ، وكنت أتمنى أن يكون شباب الثورة من مسلمين ومسيحيين هم المحتجون والمطالبون بالردع لمن قام بذلك ومعاقبة من شجع على ذلك الفعل المشين وبناء الكنيسة في مكانها وليس في مكان أخر من أجل قتلة وغوغاء المسلمين ، لا المسيحيين من أهل القرية .
كفانا مهازل كامليا ووفاء . وكفانا حرق الوطن من أجل إنسان أو إنسانة لا يرعى أي منهما حرمة الجيرة والعرض . ومن يضبط بأي فعل مخالف التقاليد والعرف والأديان السماوية يقدم للمحاكمة ويجازى هو أو هي أو هما لا أهل أي منهما ولا التابعين لأي دين أو ملة أومذهب أو عقيدة أي منهما .
وقد أثلج صدري وجود رجل مثل اللواء حسن الريني قائد المنطقة المركزية العسكرية والخطوات التي إتخذها بموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يترأسه سيادة المشير حسين طنطاوي ببناء أو إعادة ترميم الكنيسة وإعادة 7000 مسيحي مهجر إلى بيوتهم مع تقديم المتهمين إلى المحاكم لمحاكمتهم على ما فعلوا . شكرا سيادة اللواء حسن الريني وشكرا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على ما قمتم به من أجل وئد الفتنة الطائفية في أطفيح محافظة حلوان . بل لا يفوتني أن أشكركم على قرار الأفراج عن القس متاؤس الذي كان قد حكم عليه ظلما بالسجن لمدة خمس سنوات قضى منهم سنتين على الرغم أن هذا الأفراج ليس إفراجا نهائيا قبل النظر في الطعن المقدم للمحكمة ، لكن أملنا كبير في عدالة السماء.
عن نفسي أصر على الحلم والتمني والتطلع لمستقبل أفضل لمصربالأستمرار في رفع صوت الحق بالحرف وبالكلمة وبالجملة الإيجابية لإعادة مصر إلى سالف عهدها ومكانتها التي تستحقها بين الأمم ، ولن أتخلى عن النداء بفصل الدين عن الدولة وترسيخ الدولة المدنية والتي قوامها العدالة والمساواة والحرية ، و... عاش الهلال مع الصليب .والأصرار على تحقيق الأحلام والأمنيات والتطلعات برؤية إيجابية هو الحل للخروج من قوقعة التخلف والرجعية وما وصل إليه الحال بمصر .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :