معضلة إسرائيل حول شن هجوم على لبنان أصبحت علنية
إسرائيل بالعربي | masdar
٢٨:
٠٦
م +02:00 EET
الاربعاء ٥ يوليو ٢٠١٧
مسؤولون إسرائيليّون يترددون علنا حول كيف يجب العمل في ظل إقامة مصنع صواريخ إيرانيّ في الأراضي اللبنانية ولكن إضافة إلى السؤال هل ستهاجم إسرائيل أم لا، هناك سؤال آخر حول سبب كشف المسؤولين عن ترددهم أمام وسائل الإعلام
أصبح قادة الجيش الإسرائيلي منذ أشهر قلقين إزاء ما يحدث في الأراضي اللبنانية، حيث بدأت فيها أعمال بنى تحتية لإقامة مصانع أسلحة دقيقة وفتاكة برعاية إيرانيّة. لا شك أن الصواريخ التي ستُصنع في المصنع معدّة لمهاجمة إسرائيل، وقد يؤدي استخدامها إلى رد فعل إسرائيلي خطير وإلى خسائر خطيرة في كلا الجانبين.
وفق النشر في وسائل الإعلام الأجنبية، أحبط سلاح الجو الإسرائيلي في السنوات الماضية الكثير من إرساليات الأسلحة الاستراتيجية الإيرانية إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا. وفق التقديرات، فقد تم إحباط أكثر من %60 من هذه الإرساليات وقد أدت هذه الخطوة إلى خسائر كبيرة. الهدف من إقامة مصنع الصواريخ المتقدم على الأراضي اللبنانية هو حل مشكلة الهجوم الذي تشنه إسرائيلي ضد إرساليات الأسلحة.
وردت للمرة الأولى تقارير في صحيفة "الجريدة" الكويتية عن إقامة مصانع الصواريخ الدقيقة في لبنان. التقارير التي وردت مؤخرا ويبدو أنها كانت مسربة من قبل إسرائيل، حظيت باعتراف رسمي عندما تحدث رئيس شعبة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي، اللواء هرتسي ليفي، في مؤتمر علني في الأسبوع الماضي قائلا: "في السنة الماضية، بدأت تعمل إيران على إقامة بنى تحتية لإنتاج أسلحة دقيقة في لبنان واليمن أيضا. نحن لسنا قادرين عن أن نبقى لا مبالين إزاء هذا الوضع - ولن نبقى".
رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلي، اللواء هرتسي هليفي (Flash90)
لكن هل تهديدات شن الهجوم هذه هي حقيقية؟ حتى وقتنا هذا، تجنب الجيش الإسرائيلي شن هجوم غالبًا ضد إرساليات الأسلحة في الأراضي اللبنانية وهاجمها عندما كانت في الأراضي السورية فقط. إن شن هجوم ضد أهداف حزب الله في الأراضي اللبنانية قد يمنح الجيش الإسرائيلي في الواقع أفضلية استراتيجية، ولكنه قد يؤدي إلى اندلاع حرب لبنان الثالثة، التي من المتوقع أن تكون قاسية بشكل خاصّ.
يؤكد الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة استعداده للحرب ضد لبنان. قال رئيس الأركان، غادي أيزنكوت: "لو كان يعرف نصر الله المعلومات التي نعرفه عنه، فلم يفكر في خوض الحرب". قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء أمير إيشل، مؤخرا أيضا: "يعرف سلاح الجو الإسرائيلي في وقتنا هذا كيف يعمل خلال 48 ساعة ما فعله في حرب لبنان الثانية بأكملها".
لكن من جهة، يمكن أن يحدث دمار في تل أبيب، وهجرة جماعية لسكان جنوب لبنان، ومن جهة أخرى، ستكون هذه الحالة نتيجة محتملة في حال تفاقم الوضع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. عندما تلحق الصواريخ الدقيقة التابعة لحزب الله والمصنّعة من قبل إيران ضررا بالمباني في تل أبيب، سيبدأ سلاح الجو الإسرائيلي بالعمل وسيكون الضرر الذي سيلحق بحزب الله في لبنان بشكل خاص والمناطق الأخرى بشكل عام هائلا.
لذا يُطرح السؤال لماذا اختار قادة المنظومة الأمنية الإسرائيلية الكشف عن معلومات استخباراتية استراتيجية ونقاشات سرية أمام الكاميرات، وهل يخططون لشن هجوم من هذا النوع في الأراضي اللبنانية، أو أنهم معنيون بطرح هذه الإمكانية والتصريح عن أنها واردة. يقدر محللون إسرائيليّون أن قادة إسرائيل معنيون أولا بنقل رسالة إلى حزب الله وإيران مفادها أن إسرائيل تولي أهمية كبيرة لإقامة المصنع الجديد لصنع الصواريخ ولن تسكت. رويدا رويدا، فهم ينقلون أيضا رسالة إلى المواطنين الإسرائيليين، الذين قد يصبحون قريبًا هدفا لحزب الله في ذروة الحرب.
الكلمات المتعلقة