الأقباط متحدون - إعمل نفسك ميت ...!!
  • ١٦:٤٣
  • الخميس , ٦ يوليو ٢٠١٧
English version

إعمل نفسك ميت ...!!

جاكلين جرجس

مساحة رأي

٢٤: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ٦ يوليو ٢٠١٧

المقبرة
المقبرة
ݘاكلين جرجس 
النهاردة ميعادنا مع حلقة جديدة من برنامجكم " دنيا الغرائب الكونية " هتشوفوا معانا مواقف وطرائف مدهشة وغرائب مذهلة فى كرة العجايب كرتنا الأرضية وفي قارتنا السوده العنيدة وفي قلب عالمنا العربي اللي اتمزع مليون حته ياولداه للأسف الشديد !!!  
 
دلوقتي ولظروف خاصة جداً هنعمل هبوط اضطرارى بطائرتنا المصرية اللي بيستقلها فريق عمل البرنامج و من نواكشوط العاصمة الموريتانية نحدثكم الآن ،حيث تناقلت الأنباء خبر خروج بعض الموتى من مقابرهم .. ازاى ده حصل و هو معقول الحكاية دى حقيقية ..هو فى كده فى الدنيا ؟ ده الـ هنعرفه دلوقتى واحنا بنقرب من المقبرة الرئيسية بنواكشوط !!
 
والآن نما إلى علم برنامجنا إن الشرطة الموريتانية فتحت تحقيق موسع حوالين إمكانية خروج بعض الموتى من قبورهم بمقاطعة "الرياض" بعد دخول دورية للشرطة في مشادات مع بعض "الموتى" ...أيوه ( امنعوا الضحك ) إحنا دلوقتى فى حضرة الموتى بالمقبرة الرئيسية بنواكشوط.
 
اللي حصل بالضبط  أحبائى المشاهدين إن مجموعة من الشبان الغاضبين من سلوك الشرطة الوطنية وتعاملها الخشن الغبي العنيف مع السكان المحليين ، قرروا انهم يعملوا مفاجأة لدورية كانت دايما موجودة  قرب المقبرة الرئيسية بالعاصمة وهما لابسين أكفان الموتى ، و يصرخوا في وش عناصر الشرطة "احنا الأموات ياللي مسبتوناش نرتاح لا ليل ولا نهار، حرام عليكم عذبتونا في قبورنا بالرشاوى ومكبرات الأصوات المزعجة .
 
وبالفعل نجحت خطة الشبان دول ،وعناصر الشرطة جريوا فزعاً وبلغوا فرار و أخدوا ذيلهم فى سنانهم وقالوا يا فكيك  وتقولنا الحكاية الواقعية القديمة شويه دي من دفتر وقائع العاصمة إن عناصر الشرطة لاذوا فعلا بالفرار، وإن الحاكم والمفوض والعمدة تم ابلاغهم جميعهم بالحادث ،لكن بعد المعاينة تم التأكد أن الحمد لله الموتى في قبورهم الأصلية.
 
وبعد الحادث الكوميدي ده قالت صحيفة شهيرة هناك إن الجهات المعنية قررت إغلاق ملف القضية بعد أن اطمأن واستراح القادمون من أصحاب السيارات والمقبرة من عمليات تفتيش عناصر الشرطة و حالة الخصام اللي شهدته النقطة الثابتة دي للأمن قرب المقبرة في كل ليله ...
 
و في الآخر عزيزي القارئ ، احنا أمام موقف غريب في الشكل ومدلولات الأحداث والتفاصيل الدراماتيكية  ..هل كان يخطر ببال أحد إنه نشوف مشهد من  الحياة دي تفاصيله في منطقتنا العربية ؟!!
 
هل  حالة الجهل و التراجع الفكرى و الثقافى في منطقتنا العربية وقد أثرت على العامة والبسطاء يمكن أن تصل بنا إلى مدن أهل الشعوذة والخزعبلات والتديين الزائف المضلل الموجه لتصرفاتنا حتى نكون عناصر وشخوص في حكاوي الهبل العبيطة وكوارث التطرف الإرهابية ؟!! .. أين نحن من إعمل العقل و أصل وثوابت الأديان  ؟!!... 
 
وعادت بنا طائرة البرنامج تكتسي ملامحنا علامات الأسى والحزن ، وكدنا نتعاطف مع من أدعوا أننا أمة جاهزة للاختفاء من على الكرة الأرضية !!!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع