الأقباط متحدون - من أحمس إلى منسي.. احكي يا تاريخ
  • ١٢:٤٨
  • الاثنين , ١٠ يوليو ٢٠١٧
English version

من أحمس إلى منسي.. احكي يا تاريخ

د. عايدة نصيف

مساحة رأي

٥١: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ١٠ يوليو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د/ عايدة نصيف
إن الحرب على الإرهاب مستمرة ومتوقعة مادامت هناك دول ترعى الإرهاب، وهي حرب غير تقليدية وغير معلنة، حرب جيش نظامي مع عصابات ممولة، وفى مقابل ذلك نجد أبناء وأبطال الجيش المصري والشرطة يطلقون رصاص الإرهاب الأسود دفاعًا عن تراب هذا الوطن، ولذا أقول تعيش ياجيش مصر وتعيش تضحيتك من أجل تراب الوطن، ويعيش رجال مصر الذين يضحون بأنفسهم مؤكدين أن مصر للمصريين على مدى الزمان وطول التاريخ وجهودهم في القضاء على محاولة تمزيق الوطن، فالجيش يوجه ضربات قاضية للمحاولات الإرهابية بل ضربات قاضية على نزعات الخوف وعلى المخططات الواهية والخسيسة على أرض سيناء الحبيبة البوابة الشرقية لمصر والتي خطى ترابها الأنبياء والرسل.

فما حدث يوم الجمعة الماضي هو عمل إرهابى خسيس والذي استهدف نقاط الارتكاز في جنوب رفح بمحافظة شمال سيناء، وأسفر عن مقتل 40 تكفيريًا لا علاقة لهم بالإنسانية وإصابة العشرات منهم واستشهاد 26 بطلا من أبطال القوات المسلحة ومن أشرف رجال مصر، ظلوا يدفعون عن تراب سيناء الحبيبة لآخر قطرة في دمائهم الغالية والذكية، وعلى رأسهم قائد الكتيبة (العقيد الشهيد أحمد منسي)، لم يتذكر وهو يدافع عن تراب بلده سوى العرض والشرف وحماية الوطن.. لم يتوان هو وزملاؤه عن أرض المعركة لحظة واحدة في مقابل مجموعات خائنة وخسيسة..

فقد خرج هؤلاء كأذرع لأيديولوجيات خائنة مأجورة وتوهموا أنهم يستطيعون كسر الجيش المصري؛ لأنهم لا يعلمون تاريخ الجيش ولا عقيدته ولا وطنيته، الجيش الذي حمى مصر من الكبوات ومن محاولات الاستعمار بكل أشكاله على مدى التاريخ سواء كان استعمارًا عسكريًا أو اقتصاديًا أو حتى أيديولوجيًا، نسوا هؤلاء أن مصر هي التي علمت العالم الحضارة وتاريخها طويل ضارب بجذوره في أعماق الزمن؛ فالجيش المصري ليس جيشًا حديثًا ولا مجموعات مسلحة، وإنما جيش يحمل هوية ويحمل الأصل ويحمل الشخصية المصرية عبقرية الزمان والمكان..

الجيش المصري يمتد بجذوره إلى التاريخ الفرعونى من أيام جيش أحمس وطرده للهكسوس إلى العقيد الشهيد البطل أحمد منسى؛ فالجيش المصرى له عنوان وله أصل وله تاريخ وله أيضًا الحاضر والحفاظ على المستقبل، مستقبل مصر الحبيبة وشعبها الجسور؛ هذا هو الجيش المصري الذي يصنف من أعظم وأقوى جيوش العالم.

هذا هو الجيش الذي يربي أبناءه على البسالة والتضحية والذي رأينا نموذج منه الجمعة الماضي، في أرض سيناء الحبيبة، الكلمات تعجز عن وصف بسالة أبناء القوات المسلحة والشهداء الأبطال، وفى مقابل هذا المشهد الذي يمثل ـيقونة مصرية نجد أيضًا قلوب وعقول المصريين، تحشد وراء الجيش إزاء ما حدث يوم الجمعة الماضي، وتجاه استشهاد خيرة رجال مصر الشرفاء دفاعًا عن الأرض، رد فعل المصريين غير متوقع لدى من يملون ويدعمون الإرهاب بالرغم من تقصير بعض المنابر الإعلامية..

ولكن نسى هؤلاء هذه المرة أن هذا الجيش هو الجيش المصري، وهذا الشعب هو الشعب المصرى المدرك وصاحب الوطنية المخلصة ونسوا أيضًا عندما خرج الشعب بالملايين متوحدًا مع جيشه وشرطته للحفاظ على أرض مصر الأبية من يد الجماعة الإرهابية التي توهمت أنها تحكم مصر، جماعة حاولت تهديد مصر جغرافيًّا وتاريخيًّا عندما هدفت إلى تقسيم الوطن، وتهديد الأمن القومى، وهدم تاريخ الدولة الوطنية، وفشلت فشل عظيم أمام عنوان "الشعب والجيش والشرطة" هم سيد الموقف وهم العنوان لمصر دائمًا.

من أحمس إلى العقيد الشهيد منسى يعيش الوطن ويجب مساندة الوطن وأطرح السؤال الآن عزيزى القارئ: هل نترك مواجهة الإرهاب للجيش والشرطة فقط ونقف موقف المشاهد والمتفرج، مرت بمصر بعد 30 يونيو أحداث إرهابية متعددة وكان الجيش والشرطة والأقباط مستهدفين، وكانت هناك دعوات لتجديد الخطاب الدينى والثقافى ولم يحدث حتى الآن كل ما يحدث مؤتمرات في قاعات مغلقة وكأنه حوار الطرشان، مناهج التعليم كما هي وقصور الثقافة المنتشرة في ربوع مصر لا يوجد بها نشاط ثقافى للتوعية، ووزارة الشباب تعمل في إطار عدد محدود من الشباب، فالجماعات والدول التي تربى الإرهاب في بلادنا تجد بيئة حاضنة لنشر مخططها، ولذا لابد من القيام بخطة طويلة المدى وخاصة مع وجود الإرهاب بكل صوره بين الحين والآخر، يجب أن نحلل مناهج التعليم تحليلا نقديًا عن طريق حذف كل عبارة ترتبط بالتشدد والفكر غير الصحيح..

ويجب نشر الأفكار التنويرية والمشاريع الفكرية الإصلاحية التي تركها لنا كتابنا العظماء والموجودة على الأرفف من سنوات وسنوات، والترويج لها عن طريق الفضائيات والقنوات والبرامج، فالجيش يحارب الإرهابيين وعلينا نحن محاربة الإرهاب وعلى المؤسسات المدنية إذا أرادت القضاء على الإرهاب أن تجعل الأفكار التنويرية في المقدمة وأن يقوم المثقفين بدورهم الفاعل في مشروع ثقافي يعبر عن هوية مصر، كما نص الدستور في باب المقومات الثقافية، بدلا من البحث عن إقرار قانون الكراهية، فالتنوير هو القضية الأساسية، بجانب مجهودات الدولة للقضاء على فكر أسود وتاريخ إرهابي مرتبط بالجهل يجب أن تكون هناك إرادة جماعية بجانب الإرادة السياسية والتحركات الآنية للتخلص من هذا المخطط.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد