بعد شهر من المقاطعة.. ماذا حدث لقطر؟

الدوحة تلجأ للإعلام الدولي لتحسين صورتها.. وتشكل لجنة للتعويض عن الخسائر
الاقتصاد القطري ينزف.. ومكانتها السياسية تهتز في العالم كله

كتب - نعيم يوسف
منذ حوالي شهر، وبالتحديد في الخامس من يونيو الماضي، أعلنت كل من مصر والإمارات والسعودية والبحرين، ولحقتها دول أخرى، عن مقاطعة قطر، وإغلاق حدودها البحرية والجوية والبرية في وجه الدوحة.

مكابرة واعتراف
ظلت الدوحة تتفاخر بالاحتياطي النقدي والاستراتيجي لها، مؤكدة أن المقاطعة لن تؤثر عليها، إلا أنها مؤخرا اعترفت بخسائرها، بل وطالبت بتعويض من الدول التي قاطعتها بسبب الإرهاب.

المطالبة بتعويضات
وقررت قطر تشكيل لجنة للمطالبة بتعويضات، يرأسها النائب العام علي بن فطيس المري، لافتة إلى أن الآلاف من مواطنيها تأثروا بإجراءات المقاطعة، موضحة أن الإجراءات أثرت على 140 طالبا قطريا يدرسون في الإمارات والسعودية والبحرين.

نزيف الريال والتجارة
خلال الشهر الماضي، هبطت البورصة القطرية لأكثر من 10%، وانخفضت أسهم 17 من أصل 19 مدرجة، بينما وصل الريال القطري لأدنى مستوى في العشر سنوات الأخيرة، حيث وصل إلى 3.81 مقابل الدولار، كما حدث شلل كاملًا للتجارة البرية لاقتصار الحدود البرية على السعودية، نظرا لأن  السعودية والإمارات من أهم الشركاء التجاريين لقطر.

البنك المركزي وشركات الشحن
هذا، وقام البنك المركزي القطري بتعليق المزاد الشهري لأذون الخزانة، حيث ضغطت المقاطعة الخليجية على مستوياتِ السيولة في قطر، ما أدّى إلى ارتفاعِ سعر الفائدة بين البنوك القطرية لفترة الثلاثة أشهر، من 2% إلى 2,44% وهو أعلى مستوى لها في عدة سنوات، كما علقت كبرى شركات الشحن العالمية، وهي ميرسك وEvergreen وOOCL وCOSCO خدمات الشحن من وإلى ميناء حمد القطري.

الخطوط الجوية القطرية
وتدخل الصندوق القطري السيادي لأول مرة منذ 2009، لدعم البنوك المحلية بالسيولة، بينما أوقفت الخطوط القطرية أكثر من خمسين رحلة يومية إلى الدول المقاطعة، وقامت وكالة "موديز" مؤخرا بتغيير نظرتها المستقبلية لقطر إلى سلبية، أما "فيتش" فوضعت قطر على قائمة المراجعة السلبية.

قطر.. والإرهاب
سياسيًا.. أصبحت "الدوحة" موصومة بالإرهاب، في معظم عواصم العالم، وقد ظهر ذلك في العلن، بعد مطالبة عدة دول لقطر بوقف دعم الإرهاب وتمويل الحركات المتطرفة، وقد كررها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة مرات في خطابات وتدوينات عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مطالبا نظام الأمير تميم بوقف دعم الإرهاب.

مصر تقود حرب دبلوماسية
من جانبها، شنت مصر هجومًا دبلوماسيا شديدا على قطر في مجلس الأمن، وطالبت بالتحقيق معها في تورطها بدعم الإرهاب، أما الجيش الليبي، فقد عقد عدة مؤتمرات نشر فيها وثائق ومستندات، بعضها بالصوت والصورة تثبت تورط قطر في تدمير وتخريب ليبيا.

قطر والإعلام العالمي
وبعد ما وصل إليه حال قطر، اضطرت إلى دفع مليارات الدولارات الآن للإعلام الدولي والعالمي لتحسين صورتهم وإظهارهم في صورة الحلم وليس الذئاب.