بقلم: تيتو عبريال
لا أعرف لماذا قفزت إلى ذهنى أثناء مظاهرة الأقباط القضية الفلسطينية والحل الذى طرحته الولايات المتحدة الأمريكية والمعروف ب"خارطة الطريق" وما تضمنته من نقاط خلاف أهمها :-
عودة اللاجئين
إن من ضمن مطالب الأقباط عودتهم لديارهم وبلدهم وهنا التشابه واضح بين سيناريو مطلب الأقباط وسيناريومطلب الفلسطينين الذين لم يتمكنوا من العودة لبلادهم بسبب رفض قوات الإحتلال قد نفهم أن هناك خلاف تاريخى دينى بين الإسرائليين والفلسطينين لكن الأمر مختلف بالنسبة للأقباط فهم فى أرضهم ووطنهم ...
المسألة الأمنية
يطالب الأقباط أيضاً بحمايتهم أمنياً كما يطالب الفلسطينين فكلاهما يعاني من نفس المشكلة الأمنية . إن الحماية الأمنية التى يريدها الأقباط والمطروحة الآن هى تدخل أمنى وعسكرى من قبل الحكومة لحين
تغير التركيبة العقلية لبعض الإخوة المتشددين والسلفيين الرافضين لقبول الأخر سواء كان هذا الآخر مسلم حقيقى أو قبطى فالحماية الأمنية مطلوبة لأى إنسان خاصة فى بلده ...
الإستيطان
تمارس إسرائيل عدوانها على الفلسطينين ببناء المزيد من المستعمرات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية بعد تهجيرهم منها بالقوة فالتشابه واضح بين الأقباط والفلسطينين ، فبعد تهجير الأقباط لبلدهم ومنازلهم وأملاكهم وأرضهم سيتم الإستيلاء عليها...
إقامة دولة فلسطينية
إن من حق الفلسطينين أن يكون لهم وطن مستقل ذات سيادة يتمتعون فيه بكل حقوقهم، والأقباط لهم وطن لكنهم لم يتمتعوا بأى حق فيه فكلاهما حقه مغتصب،وإن كانت إسرائيل تستمد قوتها من أمريكا فالمتشددون يستمدون قوتهم من الأفكار السلفية والمشروع الوهابى والتمويل الخارجى وغياب القانون ...
تسمية القضية
الغريب أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى يطلق عليه إجمالاً "القضية الفلسطينية " أو " المشكلة الفلسطينية " كذلك المشاكل الطائفية فى مصر يطلق عليها إسم " مشاكل الأقباط " أو " المشكلة القبطية " وكأن الفلسطينين هم سبب الصراع الفلسطينى الإسرائيلى والأقباط سبب المشكلة الطائفية !!!
الإعلام المغيب
تمتلك إسرائيل إمبراطورية إعلامية ضخمة تستطيع من خلالها التأثير فى ضمير العالم وتحوير الحقائق وتشويه صورة الفلسطينين ،، هكذا الإعلام المصرى ذلك الحاضر الغائب نعم لدينا إعلام حاضرلكنه غائب عن الحقيقة .إعلام تعامل مع ثورة الأقباط كما تعامل مع ثورة25يناير رغم أننا لا ننكر أنه أصبح إعلاماً يخطو خطواته الأولى نحو إعلام مصرى عالمى إلا أن بعض المذيعين كما أبدوا تعجبهم من إستمرار التظاهر رغم تنفيذ كافة المطالب بعد أن إتهموهم ضمنياً بإرتفاع سقف مطالبهم ولم يتسآل لماذا هم مستمرون فى التظاهر لأنهم بصراحة لم يستجاب لمطالبهم المشروعة - والتى نادى وينادى بها قبلهم إخوتهم المسلمين - وكل ماتم وعدهم به هو حبر على ورق مثل ما يحدث من أمريكا للفلسطينين ...
هدم الأقصى وهدم الكنيسة
ألم يكن ما يقوم به المتشددين من إخوتنا المسلمين - ولو أننى أدرك وكلى ثقة أن عددهم قليلاً لايذكر بالنسبة لأعداد إخوتى المسلمين الغفيرة الرافضين لمثل هذه الأفعال غير المسئولة والتى سيتصدون لها قبل إخوتهم الأقباط - بهدم كنيسة صول مركز أطفيح ومحاولة بناء جامع بدلا من الكنيسة ً
وأنا واثق أنها إشاعة من فلول النظام القديم الممثل فى بقايا حزبه الفاسد وجهازه السابق مباحث أمن الدولة كورقة أخيرة لإنجاح ثورته المضادة والتى لم يسمح لها الشعب المصرى بالنجاح - مثلما تفعل قوات الإحتلال ومحاولاتها لهدم الأقصى لإعادة بناء هيكل سليمان !!! وهنا نقف لنتسال لماذا لم يبدأ البناء فى الكنيسة وهى الخطوة التى من شأنها تهدأة الأوضاع ونفوس الأقباط والمسلمين الثائرين ؟! لماذا يتحمل الأقباط نتائج أفعال قوات الإحتلال غيرالإنسانية ضد الفلسطينين ؟! لماذا يكون الأقباط كبش الفداء للقرارات الأمريكية والإسرائلية ؟! لماذا يتحمل الأقباط رد الفعل الإسلامى الغاضب لأى سلوك ضد المسلمين المتشددين فى البلاد الأوربية ؟! إنها تساؤلات كثيرة تطرح نفسها وستكون أولى الحلول هو أن يبدأ العقلاء من إخوتنا المسلمين وهم كثيرين وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبرشيخ الجامع الأزهر الشريف ومعه الكثير من شيوخ الأزهر الكرام أصاحب العقلية الوطنية المصرية الإسلامية الناضجة والمسئولين والمثقفين والأدباء والمفكرين والفنانين والإعلاميين بتصحيح المفاهيم عن الأقباط شركاء هذا الوطن بالإضافة لسن القوانين التى تجرم مثل هذه الأفعال التى من شأنها حرق مصروالسرعة فى قتل الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم...وفى النهاية كل ما أرجوه هو إلتفاف الشعب المصرى حول جيشه العظيم وحكومته الشعبية المحترمة لبناء مصرنا الحبيبة...