الأقباط متحدون - «طرفا الكوم» قرية ضحايا الهجرة غير الشرعية: دموع وصراخ وانتظار.. والأهالى: «ولادنا فين يا حكومة؟»
  • ٠٥:٠٦
  • الثلاثاء , ١١ يوليو ٢٠١٧
English version

«طرفا الكوم» قرية ضحايا الهجرة غير الشرعية: دموع وصراخ وانتظار.. والأهالى: «ولادنا فين يا حكومة؟»

أخبار مصرية | الوطن

٥٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١١ يوليو ٢٠١٧

«محمود» يحمل أطفال شقيقه «يوسف»
«محمود» يحمل أطفال شقيقه «يوسف»

شباب فى عمر الزهور هلك عطشاً فى صحراء ليبيا، ليترك أُماً تبكى على فراق ابنها الوحيد وزوجها المصاب دون رؤيتهما، وأخاً يحمل أبناء شقيقه الثلاثة باكياً، وأب يصرخ: «منعته من السفر وقال لى هقعد أعمل إيه فى الغُلب ده؟»، وجدّة تبكى ابنها وحفيدها: «عايزة أشوفهم قبل ما أموت»، هذا هو حال قرية طرفا الكوم التابعة لمركز سمالوط فى المنيا، بعد أن فقدت 3 من شبابها ماتوا فى صحراء ليبيا جوعاً وعطشاً بعد خروجهم من البلاد من خلال سماسرة الهجرة غير الشرعية.

علاء سعيد شحات، 17 عاماً، لم يكمل تعليمه على حد قول أمه، فاطمة محمد، التى أوضحت: خرج ابنى وزوجى مع سمسار يدعى سيف من قرية دلقام بمركز سمالوط، الفقر والعوز والحاجة دفعته وغيره من الشباب إلى الهجرة والمغامرة بحياتهم وأرواحهم من أجل لقمة العيش بعد أن فقدوا الأمل، وضاقت بهم السبل، وساءت أحوالهم، فلم يجدوا لقمة العيش فى بلادهم فاضطروا أن يبيعوا عفش بيوتهم، من أجل دخول الأراضى الليبية ولو على حساب أنفسهم وأرواحهم، أملاً فى أن يعيش ذووهم وأسرهم حياة كريمة.

وتضيف: زوجى سافر مع ابنى الوحيد، الذى لم يكمل تعليمه بسبب الظروف السيئة، وحاولت منعه من السفر إلا أننى فوجئت بسفره ووالده مع السمسار سيف، مقابل دفع مبلغ 5 آلاف جنيه عن كل واحد، واضطر ابنى لذلك من أجل سداد ديون متراكمة على والده وتجهيز نفسه للزواج، لكنه مات هناك ودفنه أبوه بعدما نجا من الموت، حيث خلع جلابيته وكفّنه بها، فيما دخل زوجى المستشفى، وما زال يرقد هناك، وعرفنا الخبر منه بعد تحسن حالته الصحية فى مستشفى طبرق، وتابعت: «ابنى وزوجى فى وقت واحد، الأول مش قادر ينزل، والثانى مات وسط الرمال، بعدما رفض أحد العربان أن يسقيهما جرعة مياه وتركهما».

«سعيد» كفّن ابنه الوحيد فى جلبابه ودفنه فى صحراء «طبرق».. و«يوسف» ترك 3 أطفال وزوجة ليبنى منزلاً جديداً

وتقول جدة علاء لأبيه، فاطمة رضوان، 71 سنة: «أنا مش عايزة حاجة من الدنيا غير أن يعود ابنى من ليبيا، أما حفيدى فاحتسبته شهيداً عند الله، والسمسار سيف ضحك على ابنى وحفيدى وخد كل الفلوس اللى كانت معاه»، مشيرة إلى أن ابنها ونجله كانا يسافران كثيراً، من أجل لقمة العيش، وأضافت: «تلقينا العزاء فى حفيدى وأنتظر عودة ابنى كى يرتاح قلبى قبل مماتى». ويقول سمير سيد، عم المتوفى «علاء»: «جثة ابن أخويا فين؟ ياريت الحكومة ترجعها، كما أن والده ما زال فى المستشفى ومش عارف يرجع من ليبيا، وياريت الحكومة توفر عمل للشباب بدلاً من المخاطرة بحياتهم بسبب الفقر، فالشباب فى ليبيا يموت إما بالقتل أو العطش، بعد تركهم فى الصحراء دون طعام وشراب».

وأوضح: «شقيقى سعيد اصطحب نجله علاء، وتوجه إلى ليبيا، وكان معهم أيضاً زوج ابنتى ويدعى عبدالله محمود عبدالله، غير أن الدليل الذى رافقهم فى الرحلة غدر بهم، وهناك البعض يقول إنه أغلق عليهم باب مخبأ سرى فى الصحراء، وانصرف لإحضار ماء وطعام ووعدهم بالعودة خلال نصف ساعة ولم يعد، ليلقى معظم الشباب حتفهم من شدة الجوع والعطش، لكن شقيقى سيد تحمل حتى تم إنقاذه بمعرفة أشخاص مجهولين قاموا باصطحابه وآخرين كانوا على قيد الحياة إلى مستشفيات ليبية، واتصلوا بذويهم وأقاربهم وحصلوا على مبلغ 3000 دينار ليبى عن كل ناجٍ قاموا بمساعدته وإيصاله للمستشفى، وعقب ذلك تم نقلهم لمستشفيات أخرى بمعرفة أقاربهم المصريين لأنهم ما زالوا يشعرون بالإعياء جراء الجوع والعطش الذى فتك بهم» مشيراً إلى أنه تواصل مع شقيقه الناجى «سعيد» مرة واحدة، ثم انقطع الاتصال نهائياً.

ويقول محمود عبدالله، شقيق المتوفى يوسف عبدالله محمود: شقيقى عمره 30 عاماً، وكان يسكن فى منزل مبنىّ بالطوب اللبن مع زوجته وأبنائه محمد وأحمد وزياد وزوجته الحامل فى شهرها الرابع، وسافر منذ 10 أيام لكن الخبر جاءنا من ليبيا، أنه مات فى الصحراء، مضيفاً: السمسار ضحك عليهم، ومعرفناش أنه سافر إلا بعد عدة ساعات، وحصل السمسار منه على أموال بس منعرفش كام لكن عرفنا أن أخويا مات هناك بعد 6 أيام من سفره، مؤكداً أن وزارة الخارجية لم تتحرك حتى الآن، مطالباً بإعادة جثث المتوفين ورعاية المصابين هناك.

وتقول والدته: «يوسف ابنى هَجّ من الفقر والغُلب والحاجة، لو كان فيه لقمة عيش هنا فى مصر مكنش سافر وضحّى بروحه علشان لقمة العيش وترك الأولاد الثلاثة، وزوجته ربة منزل، حامل بجنين، وليس لديها ما تملكه» وتابعت: البلد فقيرة ومفيهاش شغل، الشباب يعمل إيه، الناس غلابة ماتعرفش تروح فين حتى قسم الشرطة مانعرفش طريقه علشان نبلغ الحكومة.

وقال خليفة أحمد، مزارع، إن نجله إبراهيم، 26 سنة، سافر إلى ليبيا للعمل بسبب فشله فى الحصول على فرصة عمل وحتى يتمكن من تدبير مصاريف زواجه، وأنه تدخل مراراً لمنعه من السفر بعد علمه أنه سيسافر بطريقة غير شرعية، وأن «أحد أبناء القرية، ويدعى محروس، اتفق معه على مساعدته على السفر للعمل فى ليبيا مقابل الحصول على مبلغ 5 آلاف جنيه، وعقب ذلك التقيت بمحروس وعنفته ووبخته حتى تعهد أمامى بعدم اصطحاب ابنى بين الشباب المسافر لكنه لم يفِ بعهده وفوجئت بسفر نجلى يوم الخميس قبل الماضى، حتى عرفت قبل أيام أنه لقى مصرعه بين آخرين ممن سافروا بطريقة غير شرعية»، مؤكداً أن الشخص الذى أقنع نجله بالسفر مقابل الحصول على مبلغ مالى «محروس» اختفى تماماً من القرية، عقب حدوث الواقعة.


تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.