الأقباط متحدون - من يحكم إيران
  • ٠٤:٣٧
  • الاربعاء , ١٢ يوليو ٢٠١٧
English version

من يحكم إيران

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤١: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٢ يوليو ٢٠١٧

 إيران
إيران
د. مينا ملاك عازر
 
عنوان هذا المقال هو عنوان كتاب ألفه ويلفريد بوشتا الباحث في معهد دراسات الشرق الأدنى بواشنطن، وسؤال لطالما وجهه كل الدبلوماسيين الغربيين وقادة أركان جيوش أوروبا الذين تفاوضوا عبر سنوات مع نظرائهم الإيرانيين حول برنامج طهران النووي، وتزداد ضرورة الإجابة على هذا السؤال بمناسبة إعادة انتخاب الشيخ حسن روحاني لفترة رئاسية ثانية، وتبدو الإجابة على هذا السؤال في غاية البساطة: إنه الله.
 
فطبقا للمادة الثانية من الدستور الإيراني :"الله يمارس السيادة المطلقة في إيران ويشرف على إعداد القوانين".
 
أما - بالنسبة للسلطة على الأرض فإن من يمارسها طبقا للمذهب الشيعي الاثنا عشري، هم الأئمة المنحدرون من نسل الإمام علي بن أبي طالب ، وأخرهم الإمام المهدي المنتظر الملقب ب"الحي الغائب" أو "معلم الزمان" الذي اختفى حينما كان عمره خمس سنوات ويقول الشيعة أنه سيظهر أخر الزمان ليخلص البشرية مما هي فيه من تخبط وضلال، وعلى مدار قرون كان كل أئمة الشيعة يحرمون على رجال الدين ممارسة السياسة لأن ذلك من وجهة نظرهم بمثابة اغتصاب لسلطة الإمام المهدي المنتظر، غير أن الإمام الخميني استطاع تغيير هذه الفكرة بعد مئات السنين، وأفتى بأنه يتعين على رجال الدين المتفقهين فيه ممارسة دور الإمام المهدي المنتظر حتى يظهر ذلك الأخير ومن هنا أنشأ الخميني مذهبه الشهير المعروف باسم "ولاية الفقيه".
 
- وبناء عليه أصبحت المادة الخامسة من الدستور الإيراني تنص على :" في ظل غياب معلم الزمان -عجل الله بظهوره- فإن السلطة تؤول لإمام عالم عادل زاهد فقيه ولديه قدرات إدارية".
 
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو - من هو الإمام الفقيه في إيران حاليا؟ هو بلا شك آية الله العظمى علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وخلال فترة توليه منصبه منذ عام1989 تعاقب عليه 4 رؤساء هم : هاشمي رفسنجاني، ومحمد خاتمي، ومحمود أحمدي نجاد، والرئيس المعاد انتخابه لفترة ثانية حسن روحاني.
 
وطبقا للمادة 110 من الدستور الإيراني، التي تمت إضافتها في عهده، فإن المرشد الأعلى هو من يعين مدير عام التلفزيون والراديو وكل قادة أسلحة الجيش.
-لا أحد يمكنه أن ينازع الرجل فيما يملكه من سلطات وصلاحيات, فقوات "الباسدران "-الحرس الثوري الإيراني غير تابع للجيش النظامي الخاص بالدولة- تقسم بالولاء والطاعة العمياء للمرشد ولا أحد غيره، والشيء ذاته يفعله القضاء والبرلمان ومجلس حراس الثورة وجمعية الخبراء، وقبل كل هؤلاء مؤسسة الرئاسة والسيد رئيس الجمهورية.
 
ولك أن تعلم أن - النصوص الدستورية معقدة ومتشابكة لدرجة تجعل من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية رجل بحصانة وبصلاحيات لم يعرفها أي حاكم في تاريخ البشرية، فمن الناحية النظرية فإن جمعية خبراء النظام التي تضم 86 من رجال الدين يمكنها عزل المرشد واختيار خليفة له، ولكن الأعضاء الـ86 يتم اختيارهم بمعرفة مجلس الحرس الثوري البالغ عدد أعضائه 12 فرداً، يقوم المرشد بتعيين نصفهم فيما يتم اختيار النصف الأخر بأصوات أعضاء البرلمان بناء على توصية من وزير العدل الذي يعينه المرشد.
 
الآن وقد عرفنا الكثير عن الوضع الدستوري والسلطوي في إيران وهي التي أعلن عليها ترامب من الرياض الحرب، ويحاول توريط العرب بها، علينا دراسة قدراتها العسكرية لنسأل أنفسنا مدى الجدوى من الحرب عليها وإن كنا نستطيع أم لا؟
المختصر المفيد لا لتوريطنا في المزيد من حروب فكفانا ما نحن به.