الثانوية العامة
د. مينا ملاك عازر
٢٨:
٠١
م +02:00 EET
الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
تحية للدولة والجهات التي فكرت، وعقبال الباقي، وتحية للإرادة السياسية التي متى توافرت وتوفرت في شيء نجحت البلد، ولعل هناك الكثير من الأمور في هذا البلد بحاجة لأن تتوافر الإرادة السياسية لها للعبور من عنق الزجاجة الطويل الذي انحشرنا فيه ولا نقدر على الخروج منه.
وبينما تخرج النتيجة للنور، يخرج الساخرون من الفاشلين والناجحين للنور، يسخرون من الذين تفوقوا والذين تخلفوا، والذين لم يفعلوا شيء والمتوسطين في قدراتهم وتحصيلهم، وتسمع تعليقات من نوعية ده يدخل ينام، وده فاشل، وده ساقط، وده ما منهوش فايدة، وده دحيح، وكان بيدكن وما بيبانشي عليه.
وهكذا هي الحياة، بين ناجح وبين مكافح، وفي النهاية الكل يسعى ولو عرف الغير موفقين أنهم ما داموا اجتهدوا، فالله غير ظالم، ويختار لهم الأحسن، لارتاحت ضمائرهم ونفسياتهم، في ذلك السباق المحموم على نجاح وهمي في الحقيقة، هو الذي يؤزم الحياة، النجاح حلو لا أنكر، وشيء يشرف لا أنكر، لكن أكم من خريجي طب فشلة، وأكم من غير متعلمين ناجحين، فعليك أن تجتهد وعلى الله التوفيق.
لا أقول لك ألا تسعى، بل أكرر أن عليك الاجتهاد وعليك أن تؤمن بأن الله يختار لك الأفضل، ولا أفضل مما يختاره الله لك، وبينما يسخر الساخرون من الكل سواء الناجح أو الراسب أو المتفوق أو العادي يدب اليأس في نفوس البعض، وهنا أنا أعني هؤلاء، وأود أن أقول لهم، لا مجال لليأس فالثانوية العامة لا تزد عن كونها معركة كسبتها أو اكتسحتها أو لم توفق فيها، فاعلم أن لك الفرصة في أن تحسن أوضاعك، وتغير منها، والأمر بيدك كلياً.
المختصر المفيد تحية للدولة التي نجحت، وللوزير الذي حيّا سابقه واضع كنظام البوكليت، الذي أثبت نجاحه، فاستحق الاثنين التحية، وتحية لكل من خاض السباق ووفق، ومواساة لمن لم يوفق، وغداً أفضل.