ترمب يصل برياح التغيير الى الإعلام الأميركي الناطق بالعربية
أخبار عالمية | إيلاف
الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧
استعانة بخبرات سفير سابق ملم بلغة الضاد
سرعة رياح التغيير في واشنطن تزداد مع انخراط ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب أكثر فأكثر في الحكم. القضية لم تعد مقتصرة على وظائف الخارجية والعدل والاقسام الأخرى.
الاعلام الأميركي الناطق بالعربية والممول من واشنطن، يستعد لاستقبال رئيسه او منقذه الجديد كما يُقال في العاصمة الاميركية، ففريق ترمب، درس ملف شبكة الشرق الأوسط للإرسال (تلفزيون الحرة وراديو سوا)، ووصل الى نتيجة مفادها ضرورة القيام بإجراءات إنقاذية لوقف التدهور الحاصل.
دبلوماسي يتكلم لغة الضاد
المهمة أوكلت الى السفير البيرتو فرنانديز، الكوبي الاصل والعالم بشؤون الشرق الاوسط، الدبلوماسي الذي تنقل بين نيكاراغوا ودول الخليج ومصر واليمن والسودان ودول اخرى ملم بلغة الضاد، ويحضر نفسه خلال الايام القليلة القادمة لإطلاق صافرة بدء مشروع التغيير الذي ارادته الادارة وانتدبته لتنفيذه.
العقيدة الإعلامية
قبل ان يحط رحاله في مركز عمله الجديد في مقر الذراع الاعلامية الاميركية الناطقة بالعربية، اختار فرنانديز الذي شغل مؤخرا منصب نائب رئيس معهد بحوث إعلام الشرق الاوسط توديع متابعيه بمقالة تحدث فيها عن الاعلام ودوره في المعركة، حيث كتب يقول، "في حين استعد لتولي مسؤولياتي كمدير لشبكة الشرق الاوسط الناطقة باللغة العربية والممولة من الولايات المتحدة الاميركية، يبدو من الضروري واكثر من اي وقت مضى التفكير في ما يمكن ان تصنعه العقيدة الاعلامية الهادفة والجادة لدول وشعوب المنطقة. ليس من اجل شبكة الشرق الاوسط وقنوات الحرة وراديو سوا والولايات المتحدة وحسب، وانما من اجل منطقة الشرق الاوسط ايضا".
تداعيات الربيع العربي
ويرى فرنانديز ان "منطقة الشرق الاوسط في حالة تغير مستمر، و تداعيات الربيع العربي مازالت ماثلة ومؤثرة في المشهد، فعلى الرغم من ان الانظمة الاستبدادية تبدو هي المنتصرة حتى الان الا انها بالتأكيد باتت اضعف من اي وقت مضى. اما الحركات الاسلامية والتيارات الجهادية فإنها فقدت الكثير من بريقها خلال السنوات القليلة الماضية، لكن الامراض الاجتماعية التي دعمت طرفي الاستبداد السلطوي والديني فلا تزال موجودة وعميقة في المجتمع. اما التيارات الليبرالية والاصلاحية العلمانية وبقية الاصوات المعارضة لهذين التيارين المتنافسين (رجل السلطة ورجل الدين) فغالبا ما يتم سحقها او تهميشها."
ويعتبر "ان كل المحطات والمنصات والوسائل الاعلامية في منطقة الشرق الاوسط جرى توظيفها واستخدامها من قبل هذين الطرفين. وسائل اعلام السلطة تبدو ليبرالية ومنفتحة، لكنها في الوقت نفسه تتبنى الاصوات الطائفية المسمومة وتروّج للدعاية السياسية، بينما وسائل اعلام الايديولوجيا الدينية فتلبس رداء ثوريا منتقدا وتحريضيا".
دور الاعلام الاميركي
وعن دور الاعلام الاميركي الناطق بالعربية، يعتبر "ان هذا الانقسام الاعلامي الحاد وضع ادارة شبكة الشرق الاوسط وقنوات الحرة وراديو سوا في خضم اختبار مهني دقيق وغير مسبوق، فما بين الدعاية والتحريض وتصاعد الخطاب الطائفي نشأت حالة انحراف اعلامي وفراغ سياسي كان لا بد من ان تملأه اصوات اخرى، معتدلة، موضوعية وهادفة. الحرة لم تكن للاسف ذلك الصوت البديل، لكنها اذا اردنا يمكن ان تتطور لتلعب هذا الدور، كانت للحرة محاولة خجولة مؤخرا ضد افكار داعش المتطرفة لكن مشاكل المنطقة تتجاوز داعش بكثير ولم يتم التطرق اليها او تشخيصها عبر اية وسيلة اعلامية"، ويضيف، " قد يقول البعض إن وسيلة اعلام تمولها الولايات المتحدة لن يكتب لها النجاح في المنطقة، وانا لا اتفق مع هذا الرأي، فالامر يتعلق بما تقوم به وتقدمه تلك الوسيلة لمشاهديها، وبحسب خبرتي في منطقة الشرق الاوسط، اعتقد ان هناك رغبة مستمرة لدى شعوب المنطقة في فهم الطريقة التي تفكر بها الولايات المتحدة ازاء قضاياهم ومشاكلهم حتى لو انتقدها او اساء فهمها الكثير من الناس".
تحدي الاعلام الناطق بالعربية
السفير السابق يعرب عن اعتقاده، "ان التحدي الاول لأية وسيلة اعلامية تموّلها الولايات المتحدة هو ليس كونها اميركية، وانما عدم كونها اميركية بما فيه الكفاية، وعلى سبيل المثال، بعض الاحكام التي صدرت عن المحكمة العليا الاميركية ودافعت عن حرية الاديان والمعتقدات وحرية التعبير كان يمكن ان تكون فرصة سانحة لاطلاع المشاهدين في الشرق الاوسط على روحية القيم الاميركية المتسامحة، لكن لم يجر استثمارها. آلية الانتخاب والعمل الراسخ للمؤسسات بما يحول دون وقوع فوضى يمكن ان يكون مثالا اخر يضيء على القيم الديمقراطية. حرية التعبير المصانة للكتاب والصحافيين وحقهم في الانتقاد دون خشية امر آخر يمكن الحديث عنه ايضا. وبعيدا عن الولايات المتحدة يمكن التطرق الى مشكلات وامراض اجتماعية في المنطقة تتصل بالتمييز العرقي او الديني او بين الجنسين ناهيك عن قضايا الفساد وغيرها من الامور الاخرى التي يمكن مقاربتها بصورة هادفة وموضوعية".
ويقول، "كوسيلة اعلام اميركية ارى من الواجب ان يكون هناك مساحة للاصوات التي اهملها الاعلام العربي الذي تحكمه السلطة والاسلاميون، فاذا لم تصنع وسيلة اعلام اميركية هذه المساحة للمفكرين واصحاب الرأي فمن سيفعل؟".
موقفه من المنطقة العربية
يهتم فيرنانديز بالاحداث الجارية في المنطقة العربية، فعلى حسابه على موقع تويتر يمكن ملاحظة المواقف التي يطلقها خصوصا حيال ما يجري في الخليج. السفير السابق علق على خبر استخدام قطر لورقة حقوق الانسان في واشنطن بالقول، الدولة التي يذهب فيها شاعر الى السجن بسبب انتقاده الحاكم لا يحق لها استخدام ورقة حقوق الانسان، وعن الاتفاق الذي وقع بين دول الخليج 2013-2014، يقول ان قطر لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه.