الأقباط متحدون - المحتاجون إلى الشفاء شفاهم
  • ٢٠:٠٠
  • الجمعة , ١٤ يوليو ٢٠١٧
English version

المحتاجون إلى الشفاء شفاهم

أوليفر

مساحة رأي

٠٤: ٠٧ م +02:00 EET

الجمعة ١٤ يوليو ٢٠١٧

المحتاجون إلى الشفاء شفاهم
المحتاجون إلى الشفاء شفاهم
Oliverكتبها 
حدث شفاء بواسطة انبياء و قديسين لكن شفاءك أنت يا مسيحنا الحلو لا مثيل له.عيناك تبصران أين الداء أما الأنبياء فما كانوا يعلمون ماذا بمرضاهم.كنت ترصد هل يقع الألم فى الجسد أم فى النفس أم في الروح.و من يستطيع أن يرصد تلك المفارق التي بين الجسد و النفس و الروح و من يعرف ما المفاصل التي في النفس أو في الروح عب4: 12 .كانت نظرتك الفاحصة العابرة أكثر دقة من ألف ألف أشعة نعرفها.
 
- قبل أن تطأ قدماك أرضك و أرضنا كان الشفاء هو أن يتعافي الجسد.أما بك يا مسيحنا الحنون فقد صار الشفاء كاملاً.لم تعد للأمراض المستعصية أو المزمنة قائمة على الأرض.فالشفاء للأحياء كما هو للموتي أيضاً لقد تعدى شفاؤك حدود الأرض و إمتد حتي إلى الجحيم حيث من هناك إسترديت أرواح الموتى و أعدتهم إلى الوجود ما هذا شفاء نعرفه .الشفاء عندك خَلق جديد للكيان كما فعلت مع المولود أعمى و كما فعلت بالخمس خبزات و السمكتين و كما فعلت في عرس قانا الجليل و خلقت من الماء خمراً .لقد تخطيت تعريف الشفاء الأرضي إلى لمسة إلهية تضيف وجوداً لغير الموجود فصار الشفاء كإسترداد الوجود من العدم.
 
- الشفاء عندك ليس كما كان قديماً للجسد فحسب.أما معك صار شفاء من الوجع و أيضاً من الخطية.صار شفاء و مغفرة. فإذا أنت تكلل عهد النعمة بشفاء الناس من خطاياها و هي التي قصدتك لأجل أجسادها.ها أنت تعط أكثر مما سألك المفلوج و اصدقاؤه.
 
- الشفاء عندك فريد مثلك.أنت وحدك الذى كان يرى أرواح الشياطين ترتع في أجساد البشر .أنت وحدك قهرتهم و إنتهرتهم.أنت وحدك الذى إستطاع أن يخرج الأرواح النجسة.ما كان يحدث مثل هذا في القديم لو9: 42. حتي أننا نستطيع أن نسمي العهد الجديد عهد النصرة على إبليس وجنوده.عهد ندوس فيه الأرواح الشريرة كالملوك و ندوس العقارب.
 
- كان عند المرأة نازفة الدم مفهوم خاطئ عن المسيح يمنعها أن تلمسه شخصياً و تكتفي أن تلمس هدب ثوبه لئلا يتنجس من نزيفها.هي تؤمن به حسب معرفتها و هو كشف إيمانها للنور لكي تنمو في إيمانها بعد أن تحنن و شفاها.كان شفاء الناس من الأرواح النجسة و شفاء الأبرص نموذجاً للفداء.فكما لمس المسيح الأبرص فشفى دون أن ينتقل البرص للمسيح.و كما شفي المسيح من الأرواح النجسة دون أن يتنجس المسيح هكذا بالفداء حمل عنا خطايانا دون أن يرتكبها.داس الموت دون أن يسود عليه موتنا.النور حين يشرق على المزبلة يطهرها دون أن يتضرر مما في المزبلة.المسيح حين يأخذ الضال في حضنه ينقله إلى النعمة دون أن يتأثر مما فيه من قذارة. هذا الرجاء مشجع لشفاء الجميع مهما كان بؤسه و مرضه .الشفاء عند المسيح كالفداء و قد أكمله للنهاية بالصليب.أحلى شفاء لإنسان حين ينقله إلى الفداء و تتحول المعجزة إلى حياة جديدة مع المسيح هنا فقط تكون معجزة الشفاء مدخلاً لمعجزة الأبدية.
- الشفاء عندك لم يكن ينتظر سؤالاً بل ينتظر شعور البشر بالحاجة إلي الشفاء.فكنت تشفي المحتاجون إلي الشفاء لأنك في الحقيقة تشفي المحتاجون إلي المسيح.كل من أتي إليه مريضاً نال منه شفاءا لأنه أتي إليه مؤمناً به .
 
- على أن من أعجب أنواع الشفاء هو بقاء المرض مع زيادة النعمة و الأكاليل حتي يتحول المرض عند البعض إلى سبب قوى لحياة شكرا دائمة و إحساس بالنعمة لا ينقطع.هذا ما أحس به بولس الرسول الذى كان يخدم و هو يتألم حاملاً في جسده سمات الرب يسوع هذا أجمل شفاء أن يتحول الألم إلى سمات الرب يسوع و من ينالها لا يطلب شفاءا منها بل يدخل منها إلى شركة آلام المسيح و ما أعجبها شركة.لذلك لا نتعجب لو سمعنا عن قديسين إقتنوا الألم كالكنز لأنه يدخلهم في شركة آلام المسيح.آلامهم كآلامك صارت وثيقة حب.هذا الشفاء هو إرتفاع  عن سلطان الجسد و آلامه إلى محبة المسيح التي تنسى هؤلاء ما يؤلمهم فتصير آلامهم عظة عن الشكر و صلواتهم الشاكرة تسبيحاً زكياً.هذا التسبيح لا يختبره سوي من تسمو به النعمة من ألم الجسد إلى مجد الروح.هؤلاء لا يطلبوا شفاءا بل مجداً.
 
أعظم شفاء هو شفاء من هلك بالفعل.ذهب إلى الجحيم و أخفته الظلمة هناك عن الأعين.لكن المسيح رب المجد بدم صليبه صنع فداءا و شفاءاً في آن واحد.شفى هؤلاء الأسري و حررهم من الجحيم و هم في عداد الهالكين.ثم قدم شفاءا مجانياً لكل البشرية هو دمه السكيب ممتد من لحظة الصلب و حتى اليوم لنأخذ منه خلاصاً و غفراناً و حياة أبدية.ما هذا الشفاء الذى يقترن به الحياة الأبدية إلا شفاء المسيح.فليس بعده شفاء.هو منتهي الشفاء و كماله.