الأقباط متحدون - بولا الشقراء نادية لطفى الجدعة
  • ٠٣:٤٤
  • الاربعاء , ١٩ يوليو ٢٠١٧
English version

بولا الشقراء نادية لطفى الجدعة

مقالات مختارة | خالد منتصر

٢١: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٩ يوليو ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

من حجرتها فى مستشفى المعادى، وعلى كرسيها المتحرك، ذهبت لتصافح مصابى رفح من الجنود، وتطمئن عليهم بنفسها، وتقبّل جبينهم، وتقدم لهم الشكر، إنها بولا شفيق الشقراء، الشهيرة بنادية لطفى، صورة أسرتنى وهزّتنى، أولاً لصدقها الواضح من نظرة صاحبتها، التى لم تعرف الكذب يوماً، وثانياً لأننى أعرف أن نادية لطفى هى الست الجدعة قبل أن تكون الفنانة الشهيرة، هذا الجمال الأسطورى خلفه قلب جامح لا يعرف الحسابات أو التوازنات، أعصاب عارية تشحن بطارية الفن أمام الكاميرا، وأيضاً بطارية الإحساس والإنسانية خلفها،

تقف وتدعم وتساعد وتساند بكل جوارحها بلا حساب لفقدان فلوس أو انسحاب أضواء أو خصام نظام، شادى عبدالسلام العبقرى يحتاج تمويلاً لفيلم غير جماهيرى، مغامرة فنية مجهولة المصير اسمها المومياء، يحتاج دعم نجمة لتكون قاطرة لهذا المشروع الحلم، وافقت نادية لطفى على أداء دور لا يتعدى عدة دقائق، تظهر فيه عابرة بدون حوار، عيناها فقط تنطقان بالمكنون، وملامحها تشى بالمسكوت عنه، وما أدراك ما تقوله عينا «نادية» وملامحها حينما تستحضر الإحساس والشجن حتى ولو كانت لثوانٍ، تمكن المرض من «شادى» وافترسه السرطان اللعين، ظلت إلى جانبه حتى آخر لحظة، دعمت كل مَن كان يحتاج يد العون بلا أى نظرة لمصلحة أو مكسب، اسألوا الفنان جورج سيدهم، والكاتب مفيد فوزى، وغيرهما ممن قادهم القدر إلى معرفة تلك الأيقونة الإنسانية الرائعة،

هذا الصوت الناعم المبحوح الذى يحتضنك كالقطيفة، سرعان ما تحول إلى زئير فى حصار بيروت عندما تحدت الجميع، وأخذت الكاميرا لتساند الزعيم ياسر عرفات وتعرض نفسها للموت، جنون الفن لديها لا حدود له، ولا سقف يصد طموحه، من نعومة «الخطايا» إلى خشونة «السمان والخريف»، لا يمكن أن تتصور تلك القطة الشقراء فى دور «ريرى» بمكياجها الصارخ ونظراتها المتحدية المتجاوزة، من رقة «لويزا» فى «الناصر صلاح الدين» إلى تعالى وغطرسة «مادى» فى «النظارة السوداء»، من زهق وملل «قسمت» بطلة «على ورق سيلوفان» إلى «نانى» المغلوبة على أمرها المقهورة فى حبها لرجل ضعيف الشخصية فى «المستحيل»، برقية إعجاب وحب إلى نادية لطفى التى تعالج الآن فى مستشفى المعادى، لك كل الحب والتقدير فى زمن ندرت فيه الجدعنة والعطاء والحب، إلى موديل الجاذبية وإشعاع الأنوثة وبصمة الجمال، إلى نادية لطفى، وحشتينا وشكراً لمواقفك الإنسانية قبل الفنية.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع