النخب تبرر نحر البسطاء!
مقالات مختارة | بقلم : حمدي رزق
٣٤:
٠٣
م +02:00 EET
الاربعاء ١٩ يوليو ٢٠١٧
النخب الفيسبوكية لا هم لها إلا رفض كل ما يصدر عن الدولة المصرية، وكما قال الكبير كمال زاخر: «النخب تبرر نحر البسطاء»، وقال: «هل الحل أن تعود الرحلات والموالد وننتظر قوائم الضحايا».. هذا كلام العقلاء.
لو لم تتخذ وزارة الداخلية هذا الإجراء بمنع الزيارات إلى الأديرة، وحدث لا قدر الله، لكان تقصيرا جسيما، لماذا ندفن الرؤوس فى الرمال؟ الكنائس والأديرة مستهدفة دوما من جماعات الإرهاب، وموجة الإرهاب العاتية كلفتنا كثيرا من الشهداء، وبكت الكنيسة بدل الدموع دم، هل نقدم للإرهاب أولادنا لقمة سائغة على المدقات الصحراوية التى تفضى إلى الأديرة؟!.
أذكّركم وأذكر نفسى وكل إخوتنا وأحبتنا بمذبحة دير الأنبا صموئيل، ولاتزال دماء إخوتنا طرية لم تجف، اصطاد الإرهاب الأفراخ الصغار على مدق صحراوى يفضى إلى الدير فى الصحراء، واستفردوا بالعزل الآمنين، وقتلوهم بدم بارد، ولم يرحموا حتى الأطفال فى أحضان الأمهات.
لماذا كل هذا الغضب من منع الرحلات والمؤتمرات، إجراء احترازى خشية مخطط إرهابى يكلفنا ما لا نطيق، ولا نحتمل، المسيحيون المصريون نزفوا كثيرا، ولم يعد هناك مجال للمخاطرة بأرواح جديدة، ومن لم يزر الدير خلال هذا الشهر أمامه بقية العام، أمامه بقية العمر، لماذا الغضب من إجراء أمنى موقوت وموقوف على حجم التهديدات الإرهابية؟!.
لماذا المزايدة على الدماء، علما بأن الأديرة لم تغلق أبوابها، والزيارات العادية مستمرة، هل تم منع الزيارات الفردية؟ الخشية على التجمعات، الإرهاب يتربص بكم الدوائر، هل من الحكمة تسيير رحلات صيدا ثمينا للإرهاب يسكن الصحراء؟!
يقينا ليس هناك تسلط فى القرار، قرار بحجم التهديدات، لماذا لا توصف الإجراءات الاحترازية تعسفا، هل هناك عاقل يعقل أن الأمن مثلا يتعنت بمنع الزيارات الجماعية إلى الأديرة؟ منذ متى هذا الذى يتحدث به المزايدون؟ إنه إجراء أمنى وقتى حتى تزول الغمة، وستزول وتعود الرحلات والمؤتمرات وتسعد الأديرة بزيارة الأحبة.
تفهم آباء الكنائس الثلاث الإجراء بتعقل شديد، وعقل راجح، وأصدروا التعليمات، لم يصدرها الأمن، بل حدث تفهم للإجراء المؤقت، لأن الأمر جد خطير، لماذا يُقابل الإجراء بهذه الموجة من الاستياء بين إخوتنا وأحبتنا فى الفضاء الإلكترونى؟ لماذا المزايدة على الدماء فى وقت محنة؟!
لا يمارى عاقل فى أن الخطر على أحبتنا داهم، وكنائسنا وأديرتنا مستهدفة، إذا كان الأمر يتطلب حراسات مشددة على الكنائس والأديرة، أليس من الحكمة وقف الرحلات مؤقتا، حتى تزول الغمة وتنقشع، لا تنسوا أن الأديرة عادة فى الصحراء، هل يعجبكم تحرك الزوار فى حماية المدرعات؟ أليس هذا عبئا أمنيا مضافا على الأجهزة الأمنية التى تحارب معركة الإرهاب؟!
وقف الرحلات والمؤتمرات كإجراء احترازى ليس قرارا «قراقوشيا» بمنع الصلوات، ولكن الحكمة ضالة المؤمن، والحكمة هنا ماثلة، دماء المسيحيين يحب أن تُحمى وتُصان، بالله عليكم هل يصمت مصرى إذا جرى لمسيحى لا قدر الله مكروه، دعوا الأمن يتحسب، ويتوقى، ويتخذ الإجراءات، لأنه فى النهاية هناك مسؤول أمنى يحدد طبيعة المخاطر، ويعلم حجم التهديدات، فإذا كان فى المصلحة وقف الرحلات لشهر أو شهرين، فليكن. دماء الشهداء أثمن من المزايدات، صدقت ياعم كمال، النخب تبرر نحر البسطاء؟!.
نقلا عن المصرى اليوم