الأقباط متحدون - أنا ابن الشهيد فلان
  • ١٨:٠٧
  • الخميس , ٢٠ يوليو ٢٠١٧
English version

أنا ابن الشهيد فلان

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٢٠ يوليو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

 لن أحدثكم عن محنة أسر الشهداء من الجيش والشرطة بعد الانفضاض عن التشييع والجنازات الرسمية والشعبية، جميعا نبكيهم دماً على وقتها ونتخارج سراعا من المشهد إلى مشاغل الحياة.

 
«ما يحس النار إلا اللى عافس فيها»، بمعنى شعبى «ما يحس النار إلا اللى كابشها»، الأسرة تكتوى بنار الفراق، تعيش على الذكريات، تعلق صورة الشهيد فى الأرجاء، تتنسم ريحه كل صباح، وبالدمع جودى يا عين.
 
مشكورة تتحمس بعض المحليات بإطلاق اسم الشهيد على ميدان أو شارع أو حارة، وكل حين تتعطف الدولة بتكريمات، وتخصص لهم عيدا، عيد الشهيد، جزاء وفاقا، لن أحدثكم عن دعم الرئيس السيسى لأسر الشهداء، وهو من يبكى حزنا الشهداء، ويكرمهم فى مفتتح كل الاحتفالات، ويدعو آباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأولادهم إلى مائدته فى رمضان، مائدة الأسرة المصرية، ولا يفوّت فرصة إلا ويذكّر بفضل الشهداء.
 
ولن أتحدث عن معاش الشهيد، هذا أقل القليل، قليل من كثير، هذا حق الشهيد، ولكن الوفاء الحقيقى والجزاء المقدر هو نفرة أعضاء مجلس النواب فى أول انعقاد بوضع قانون «الشهداء الأحياء» أولوية أولى لا تسبقه أولويات، لأن من يجود بالروح هو الأولى والأحق برعاية نواب الشعب.
 
مشروع قانون النائب أحمد حلمى الشريف، وكيل البرلمان، بشأن معاملة الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة معاملة خاصة تشمل استمرار ترقياتهم ورواتبهم أسوة بزملائهم الأحياء حتى الوصول إلى رتبة لواء، تقديراً وتكريماً لهم، هو الأولى برلمانيا، وليت الرئيس السيسى شخصياً يدعم هذا القانون.
 
القانون يرسم الشهداء أحياء على الأرض كما هم أحياء فى السماء، اتساقا مع حكمة المولى عز وجل الذى أخبرنا فى كتابه العزيز: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» صدق الله العظيم.
 
القانون منصف وعادل، ويعوض الأسرة عن الفقد الحزين، ويقرر استمرار ترقيات ورواتب شهداء الجيش والشرطة، تكريما لهم على تضحياتهم من أجل الوطن، وتوفير حياة كريمة لأسرهم، وأقتبس من كلام النائب: هذا الاقتراح فيه عدالة، وهو أبسط حقوق الابن والابنة والزوجة والأب والأم المكلومين، ومكافأتهم ماديا وأدبيا، وحتى يخرج الطفل الذى حُرم من والده الشهيد ويقول: «أنا ابن الشهيد فلان».
 
قانون الشهيد لا يحتاج إلى مناقشات برلمانية، الشهيد لم يمارِ فى حق الوطن، وليس أغلى من الروح فداء، ولم يحسبها بالورقة والقلم وبمواد القانون والأحكام، ولم يطّلع على الدستور، بل جاد بالنفس عزيزة، وسقط مضرجا فى دمائه شهيدا، ونام قرير العين صاعدا إلى السماء.
 
القانون المقترح حق وليس منة ولا هبة ولا عطفا، بل هو من قبيل رد الجميل، ويقيناً سيحظى بدعم القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق صدقى صبحى، ودعم وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، وكلاهما يقود قافلة الشهداء فى سيناء دفاعا عن الحدود.
 
ولن يتأخر عنه نواب الشعب، وسيكون محل حفاوة جموع الشعب المصرى، عائلات الشهداء يجب ألا تعانى من الفقد، وكل ترقية لاسم الشهيد تمنحهم صبرا واحتمالا وفخرا بالشهيد، يرتقى منزلته بين الشهداء الأحياء، ويترقى مثل زملائه ودفعته، ويتحول اسم الشهيد إلى حالة تلهم إخوانه الأحياء معنى الشهادة وتطمئنهم على أسرهم وهم يصعدون شهداء فى السماء.
نقلا عن المصري اليوم 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع