نساء الإرهاب.. وسر القناصة الألمانية فى صفوف داعش
مقالات مختارة | أكرم القصاص
٠٦:
١٠
ص +02:00 EET
الخميس ٢٠ يوليو ٢٠١٧
سوف يظل تنظيم داعش واحدا من أكبر الألغاز التى ظهرت خلال الألفية، ولا أحد يعرف احتمالات الكشف عن كل الأوراق والمفاتيح التى تحيط بهذا التنظيم، وأى مراقب يتابع نشأة ومسيرة التنظيم فى العراق وسوريا، وما يجرى من تحولات حالية يمكنه التعرف على مدى التشابك بين داعش وتنظيمات مسلحة أخرى، وأيضا حجم التداخل بين العناصر الخارجية والدولية، فضلا عن علاقات الإرهاب الداخلى فى أى دولة، بهذه الخطوط الممتدة.
وآخر اكتشافات التحرك على ساحات الإرهاب كان إعلان القبض على عدد كبير من المقاتلين الأجانب بين صفوف داعش فى الموصل، والمقاتلون الأجانب هنا ليسوا من هم من خارج العراق لكن المنتمين لدول أوروبية. كانت التقديرات تشير إلى أن بين مقاتلى داعش «أفغان وشيشان أو عرب» من دول الشرق الأوسط وبينهم الخليج ومصر، وهؤلاء محترفون أو مرتزقة أو مقاتلون تم تجنيدهم بطريقة تقليدية.
كانت التقارير قدرت مقاتلى داعش من أوروبا أنهم حوالى 1500 من 12 دولة أوروبية، وأن الشباب بين 20 و28 سنة، مولودون فى أوروبا وليسوا مهاجرين أو مجنسين، وبعضهم ليس من أصول مسلمة، وقدرت بعض التقارير أعداد هؤلاء المقاتلين الأوروبيين بين 1500 و5000 ينتمون إلى 12 دولة أوروبية، منها فرنسا وبريطانيا والسويد والنمسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا والدنمارك والنرويج وإيطاليا وفنلندا.
الجديد ليس فقط وجود مقاتلين أوروبيين بين صفوف داعش ولكن مقاتلات بأعداد كبيرة من أوروبا بين صفوف التنظيم، ونقلت تقارير إعلامية عن ضابط فى قوات مكافحة الإرهاب العراقية، أن القوات العراقية قبضت على 20 من المقاتلات الأجنبيات فى صفوف «داعش» بينهن 5 ألمانيات بالموصل، كن يختبئن فى أحد الأنفاق التابعة لتنظيم «داعش»، وكان بحوزتهن أسلحة وأحزمة ناسفة، اتضح أنهن كن يعملن فى شرطة التنظيم، لافتا إلى أنهن ينتمين إلى عدة دول، من بينها تركيا وكندا، وبعضهن من الشيشان.
وأشارت صحيفة «فيلت» الألمانية إلى أن من بين النسوة المحتجزات فى الموصل تلميذة ألمانية عمرها 16 عاما، من ولاية ساكسونيا، ونقل موقع «دويتشه فيله» عن مصادر برلمانية عراقية أن رجال الأمن العراقيين ألقوا القبض على فتاة ألمانية عملت قناصا فى صفوف تنظيم «داعش» خلال معارك الموصل الأخيرة، تنتمى إلى العاصمة الألمانية برلين، وأنها سافرت إلى الموصل للانضمام لتنظيم «داعش» بعد أن أنهت دراستها.
هذه التفاصيل تكشف عن أن المقاتلات الأجنبيات لم ينخرطن من أجل جهاد النكاح أو المغامرة، ولكنهن مقاتلات وقناصات، وهذه التقارير تكشف أن الحال أكثر تعقيدا مما بدا، وتؤكد التقارير التى تشير إلى أعداد الأجانب فى تنظيمات الإرهاب فى سوريا والعراق وليبيا، وحجم التحديات التى واجهت القوات المصرية وهى تواجه الإرهاب فى سيناء، وكيف واجهت تحديا أكبر مما يبدو فى الظاهر.
نقلا عن اليوم السابع