الأقباط متحدون - بالصور.. زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لبودابست
  • ١٤:٣٠
  • الخميس , ٢٠ يوليو ٢٠١٧
English version

بالصور.. زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لبودابست

محرر الأقباط متحدون

إسرائيل بالعربي

٥٦: ٠٨ م +02:00 EET

الخميس ٢٠ يوليو ٢٠١٧

زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لبودابست
زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لبودابست
محرر الأقباط متحدون 
فيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء التي ألقاها أثناء لقاء مع رؤساء الجالية اليهودية في مدينة بودابست:
"أود التوجه بالشكر لرئيس الوزراء (أوربان) وقرينته على استقبالي واستقال وفدي بأكمله بمثل هذه الحرارة والحفاوة، وعلى إعطاء الفرصة في طي هذه الصفحة التاريخية وهو أمر طال انتظاره أكثر من اللازم.
 
في عام 1860 بدأ من هذا المكان بالذات انبعاث الشعب اليهودي عندما وُلد في مكان ليس بعيداً من هنا مثيل موسى العصري وهو بنيامين زئيف هرتزل.

لقد كان عبقرياً، ليس من ناحية ذكائه وقدرته على التنبؤ التحليلي فحسب بل من ناحية روحه ونسمته أيضاً.

فعندما استشرف نار معاداة السامية التي كانت ستلتهم الجاليات اليهودية العائشة في أوروبا، كان يستطيع الهروب أو الوقوف مكتوف الأيدي.

ولكنه أحدث أكبر ثورة في تاريخ الشعوب. إنه نفخ الروح في جسد شعب كان على ما يبدو ميتاً، وقال إن حل المشكلة اليهودية كما سمّوها آنذاك لا يكمن إلا في إقامة دولة يهودية.
 
كما وجد في هذه المدينة شريكاً.
فكلنا نعرف هرتزل ولكن كم منا ورده خبر ماكس نورداو. في التسعينات من الفرن الـ 19 كانت شهرة نورداو تفوق شهرة هرتزل بكثير. إنه كان أحد المثقفين الثلاث المهمين الذين أدركوا الفترة التي سمّيت "الحقبة الجميلة". وكان عبقرياً كذلك.

وقد أقام هذان العبقران المجريان الشراكة التي شكلت نقطة بداية الصهيونية العصرية، وهما سبب وقوفي أماكم اليوم بصفتي رئيس وزراء الدولة اليهودية الوحيدة – دولة إسرائيل السيادية – وذلك بفضل زئيف هرتزل وماكس نورداو.
 
وبالتزامن مع ولادة الصهيونية حدثت تلك الإبادة الرهيبة التي استشرفها هرتزل – وليس الإبادة الفعلية للكنائس وكل شيء يعود لليهود فحسب.
سيادة رئيس الوزراء، دعني أشكرك.

لقد زرنا للتو كنيساً فخماً للغاية. ولكني أعلم أنك بادرت بإعادة ترميم كنيس يعود للجالية اليهودية الصربية في دولة أخرى. وأتوقع أنه سيتم تدشينه شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل وننوي إرسال ممثل عنا إلى ذلك الحدث.
 
إن ذلك يخلد كذلك الدمار الهائل التي ألحِق باليهود الأوروبيين تماماً مثلما استشرفه هرتزل. فقبل إقامة دولة إسرائيل بخمسين عاماً، قال هرتزل إن ذلك ربما لن يحدث في فترة حياته، ولكنه استشرف أنه بعد ذلك بخمسين عاماً ستقام دولة يهودية، وكان له الحق في ذلك. وصوّر كيف سيكون حال الدولة اليهودية.

إنه لم يتنبأ بكل شيء بشكل دقيق. فأخطأ شيئاً ما أو شيئين، وعلى سبيل المثال كان يفكر أننا سنتكلم اللغة الألمانية. لقد أعدنا إحياء لغة قديمة تبلغ 3000 عام من عمرها. فنجلنا، الذي فاز بمسابقة معرفة التوراة الإسرائيلية لمّا بلغ الـ 15 من عمره، و تمكّن في عمر سبع سنوات من القراءة في مخطوطات قمران من سيفر يهوشواع، حسب الصيغة التي تم العثور عليها بالضبط.
 
لقد أخذنا تلك اللغة التي كنا نصونها وجعلناها لغة نستعملها في مجالات مثل السايبر والتكنولوجيا والسيارات وإنتاج الحليب وأي مجال آخر. لكننا حققنا ذلك، على النحو الذي تنبأ به هرتزل.

وقال إنه وسط الطغيان السائد في الشرق ستلمع جوهرة واحدة من العلم، التكنولوجيا والتقدم. إنه استشرف كل ذلك وقال إنه في غضون 50 عاماً ستقام دولة يهودية؛ وأشار إلى كونها مصدراً للحكمة البشرية كما حدث فعلاً.
 
الآن قد رجعنا إليها، وهي المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس وزراء إسرائيلي وهو في منصبه بزيارة للمجر. إنه شيء لا يصدق.
 
هناك مرة أولى واحدة فقط. وستتلوها مرة ثانية وثالثة والكثير من الزيارات الإضافية. إنها المرة الأولى حيث تشرفت بلقاء مجموعة فيشغراد والمرة القادمة حيث نلتقي ببعضنا البعض ستكون في إسرائيل ونحن دائماً نردد المقولة "السنة القادمة في أورشليم"؛ بينما أقول أنا "السنة القادمة في أورشليم"، فيشغراد في أورشليم.
 
إن ذلك لحدث جوهري فهو يرمز إلى أن إسرائيل تجد مكانها المشروع وسط الشعوب. ويرمز إلى أن الشعب اليهودي يجد مكانه وسط الشعوب.
 
هناك اعتراض على ذلك. بلى، هناك العديد من الحركات المعادية للسامية. وينجم هذا الاعتراض جزئياً عن معاداة السامية التقليدية وفي جزئه الآخر عن معاداة السامية الجديدة، التي تشكل مزيجاً ما بين معاداة السامية الفوضوية اليسارية التي تحالفت مع قوى الإسلام الراديكالي. وهذا أمر يصعب عليّ تصديقه فكان يُفترض أنهم أعداء ولكنهم موحدون بفعل كراهيتهم تجاه اليهود.
 
لقد وصلت إلى هنا من باريس حيث التقيت بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وعلى فكرة، لمّا فارقنا بعضنا البعض، سألته إن كان يعرف معنى اسم "إيمانويل"، فقال "الله معنا". فتمنيت له أن يكون الله معه.
 
وقال إيمانويل ماكرون إن معاداة الصهيونية مظهر من مظاهر معاداة السامية. فلا يجوز لك القول إنه لا مشكلة لك مع اليهود وإنما تعارض فكرة وجود دولة يهودية. ولا يمكنك القول: "إنني لست بمن يناهض الأمريكيين فلا مشكلة لي مع الأمريكيين وإنما أعارض فكرة وجود الولايات المتحدة". هناك نوع من معاداة السامية الخفية الموجهة ضد نهضة الشعب اليهودي وضد ذلك الإنجاز العظيم الذي بدأ بهرتزل ونحن تابعناه.
 
وأعتقد بأن وقوف الدول ضد حملة نزع الشرعية عن إسرائيل التي تضاهي نزع الشرعية عن الشعب اليهودي أمر في غاية الأهمية، وأشكرك، سيادة رئيس الوزراء أوربان، على وقوفك لجانب إسرائيل في تلك المحافل ضد هذا الشكل الجديد من التحريض المعادي لليهودية.
 
لقد تفوهت بالأمس بعبارات حازمة ضد معاداة السامية في المجر. وتحدثت عنها وعن أشكالها العصرية والماضية – الجرائم، كما سميتها، التي اقترفتها الحكومات السابقة. وتحدثت عن ذلك جهارةً، أيضاً خلال اللقاء الذي جمعنا.
 
وأعتقد أن سماع العالم تلك الكلمات أمر مهم ومن الواضح لي أنه يجب ترديدها ليواصل العالم سماعها.
 
وأعتقد أننا نواجه فرصة ذهبية. فبرأيي ينعم الشعب اليهودي بالعبقرية، مثل بعض الشعوب الأخرى، ولكن بقاء الشعب اليهودي يعتمد عليها ولذا فقد أصبحت أمراً نتوق إليه.
 
إننا نمد يد العون للعديد والعديد من الدول بما فيها الدول في إفريقيا، حيث زرت للمرة الثانية وسأزور قريباً للمرة الثالثة هذا العام. وتأتي الدول الإفريقية إلى إسرائيل مثلما تأتي غيرها من الدول الكبيرة، التي تُعد بعضها كبيرة جداً حتى.
 
لقد زرنا أخيراً الصين فقال لي الرئيس الصيني إن عدد السكان في الصين من المتوقع أن يتجاوز قريباً خط الـ 1.4 مليار نسمة. فقت له إننا اجتزنا للتو خط 8 ملايين نسمة. فقال لي: "أجل، ولكنكم تشكلون قوى عظمى في مجال الابتكار". ويصح كلامه هذا. ولكن الابتكار هذا حيوي بالنسبة لحياتنا ويعكس طبيعتنا أيضاً.
 
وعندما التقيت بالزعماء الإفريقيين في معرض خاص بالتكنولوجيا الإسرائيلية أقيم في مقر الأمم المتحدة، فهم سألوني: "ما هو سركم؟ ما هو سر إسرائيل؟ ففي حين لدينا كافة المشاكل لديكم كافة الحلول".
 
فقلت له إن الشعب اليهودي مثل الشجرة الخاصة. فجذوره منغرسة عميقاً في تقاليدنا وذكرياتنا وتاريخنا وأرضنا ولكننا في الآن ذاته ننمي أغصان ترتفع إلى الأعلى. إننا نطرح الأسئلة ونقدم الأجوبة المرة تلو الأخرى.
 
إنها شجرة ذات أصول عريقة وأغصان مستقبلية، مما يمثل مزيجاً استثنائياً. وبرأيي لم يكن باستطاعتنا تحقيق نهضتنا المجددة لولا هذين العنصرين – أي الذكريات من العصر القديم والأمل في بلوغ أوقات أفضل. ويجمعنا هذا المزيج الخاص الآن مع الكثير من الدول التي تتطلع لإنجاز مستقبل أفضل، بما فيها تلك الدول الحاضرة هنا في فيشغراد – المجر وغيرها.
 
إننا نفتخر بماضينا، ونتوق لاغتنام المستقبل معاً. وسنقوم بذلك بصداقة حميمة – أي الصداقة التي تجمع المجر ودولة إسرائيل والصداقة التي تربط الشعب المجري بالشعب اليهودي.
 
إن هذه الزيارة وهذا اللقاء بالقرب من الكنيس دليل على هذه الصداقة.
 
فشكراً جزيلاً".

 







 
 

 

الكلمات المتعلقة