الأقباط متحدون - اأَنْتَ الطَّاعِنُ أَمْ الْمَطْعُونِ
  • ٠٢:٢٣
  • الجمعة , ٢١ يوليو ٢٠١٧
English version

اأَنْتَ الطَّاعِنُ أَمْ الْمَطْعُونِ

ماجد سوس

مساحة رأي

١٠: ٠٩ ص +02:00 EET

الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٧

 الحرب العالمية الأولى
الحرب العالمية الأولى
ماجد سوس
الطعنة في الظهر أو دولشتوسليجنده (بالألمانية: Dolchstoßlegende) هو مصطلح ظهر في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، ويعود من أطلقه إلى فكرة مفادها أن الجيش الألماني لم يهزم عسكريا بل تمت خيانته من الداخل حيث عقدة بعض القادة الألمان صلحاً مع الحلفاء في 11 نوفمبر من عام 1918 و اعتبروا أن هذا الصلح بمثابة التعبير الدقيق عن خيانة الجيش .
 
عندما تمكن النازيون من السيطرة على حكم ألمانيا سنة 1933 قاموا بجعل هذه القصة جزءاً من التاريخ الألماني و أطلقوا تعبير "خونة نوفمبر" على قادة جمهورية فايمار و اعتبروا هذه المقاطعة و دورها في ذاك الصلح انها رمز لانحطاط ألمانيا وسيطرة اليهود والشيوعيون على مقاليدها. 
 
أياً كان اتفاقنا او اختلافنا على تلك النظرية التي لا يؤيدها البعض الا فكرة الخيانة و طرحها في ذاك التوقيت فتحت الباب على مصراعية لدراسات كثيرة حولت فكرة الخيانة .
 
والخيانة كما اسماها علماء النفس و الباحثون هي انتهاك أو خرق لعهد أو أمانة أو ثقة ينتج عنها صراع أخلاقي ونفسي في العلاقات التي بين الأفراد أو بين المنظمات أو بين الأفراد والمنظمات. ويشتهر الشخص الذي يخون الآخرين بالغادر أو الخائن. 
 
بالطبع أصعبها هي خيانة الله و قد دخلت إلى الخليقة حين نكث أبونا آدم عهده مع الله فقيل انه خان عهده مع الله و أكبر خائن في تاريخ البشرية هو يهوذا الإسخريوطي الذي خان الرب يسوع و سلّمه إلى قادة اليهود ليصلب على يد الرومان و الذي أصبح بخيانته رمزاً لكل خائن يطعن أبيه او معلمه او صديقه أو اقرب الناس إليه في ظهره فيقال انه قد ازداد عدد اليهوذيين في عصرنا الحالي.
 
أما عن خيانة الأوطان فحدث و لا حرج و بدأت أيضاً من قديم الزمان و هي موجودة في كل عصر فقد خان أخيتوفل داود الملك رغم أنه كان مستشاره و موضع ثقته و غدر به و أعطى مشورة رديئة لخصمه أبشالوم إبن شاول و لولا تدخل الله الذي بدد مشورته لقتل داود و جيشه .
 
و الوقت و المساحة لا تسمحان بسرد كل قصص الخيانة المسطرة في التاريخ الإنساني إلا أننا و طالما ذكرنا خيانة الأوطان فعلينا ألا نتغافل عن تلك الخيانة التي عاصرناها و هي خيانة جماعة الإخوان الإرهابية للمصريين في السنوات الأخيرة حين باعوا أنفسهم للشيطان و أسلموا الوطن في يد إرهابيين فتحوا لهم منافذ الدخول من الشرق و الغرب و تحول وطن السلام قبلة السائحين من كل أرجاء الدنيا إلى وطن يفتح جبّاناته يومياً ليودع خيرة رجالاته .
لولا الله الذي بدد مشوراتهم و خططهم و تدابيرهم الشريرة و لولا جيشنا العظيم الذي استشعر خطراً يحيط بشعبنا لصرنا مثل العراق و سورية و ليبيا و اليمن .
 
منذ أيام خرج الملايين من الشعب التركي ليقفوا أمام قيادة إخوانية إرهابية حولت حلم أتاتورك لبناء دولة ليبرالية عظيمة لدولة ظلامية تسير نحو الهاوية و لكن للأسف خرجت الجماهير بعد فوات الأوان بعد أن طرد و قبض الرئيس الإخواني أردوغان كل قادة الجيش و ضباطه الليبراليين و لم يعد للشعب كلمة على جيشه الذي كان في الماضي يحمي الليبرالية و الديموقراطية .
 
قصة الخيانة تشغلني هذه الأيام بعد أن فقدت مصر الكثير من أبناءها و خاصة أبطالها من رجال الجيش و الشرطة فيثور في داخلي تساؤل لا أجد إجابة قاطعى له و هو ، هل يوجد خائن في وسطنا ؟ هل يوجد خائن وسط جنودنا و ضباطنا ؟ ألم يحن الوقت لنتكاتف يد واحدة دون إلتفات لتوجهاتنا او إنتمائاتنا طالما يجمعنا هدف واحد وهو رفعة شأن الوطن .
 
أصبحت لا أطيق من يمس جيشنا بكلمة واحدة ، قد تختلف مع النظام أو الرئيس او حكومته و لكن هجومك على جيشك هو خيانة ما بعدها خيانة و أرى انه إن لم تبلغ عن أي شخص يهين جيشك او يطلق عليه إزدراءً لفظ عسكر فأنت تشترك في خيانة وطنك و لن تشفع لك أية حجة كانت فبعد أن حاصر الموت شعبنا لم يعد علينا أن نقبل أية متاجرة بدم الشهداء لتصفية حسابات سياسية او حتى فكرية.
 
إنه وقت الإتحاد و الإتفاق و تجميع قوانا نحو هدف واحد هو دحر قوى الظلام و الشر ، حتى لو اختلفت توجهاتنا و رؤيانا و أيدلوجياتنا فنحن أمام خطر محدق لن نهزم منه إلا اذا تركنا صراعاتنا تطفو على السطح و تركنا الوطن تنزف دماء ابناءه و نحن نمزقه بخلافاتنا و نقدِّم لأعدائنا السكين الذي يستخدمه ضدنا و ندري او دون أن ندري نخون أوطاننا.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد