الأقباط متحدون - بسرعة يا عم الشيخ القطار وصل..
  • ٢٣:٤٧
  • الجمعة , ٢١ يوليو ٢٠١٧
English version

بسرعة يا عم الشيخ القطار وصل..

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥٩: ٠٢ م +02:00 EET

الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

 مكتب بواجهة إسلامية بمحطة مترو الشهداء يتواجد بداخله شيوخ من الأزهر الشريف لإفتاء المواطنين ونشر تعاليم الدين الإسلامى الصحيح، ووعظة عقب صلاة العصر تعمم داخل محطات مترو الأنفاق (الخطوط الثلاثة).

 
مال المترو بالفتوى والإفتاء والوعظ والإرشاد، هل مصر ناقصة محلات فتوى ووعظ، المصريين شبعوا فتوى واتخموا مواعظ، ما هى الضرورة الدينية لإقامة محل للفتوى فى محطة الشهداء؟!
 
هل هناك من يتصور عقلا أن هناك راكبا مزنوقا فى فتوى وهو نازل يركب المترو، هل هناك من بين الركاب الذى سيفترش الرصيف ليسمع وعظة العصر، ربما هناك طلبات من ركاب المترو بالحاجة الملحة لفتاوى takeaway بين تقاطر القطارات، معلوم المواطن المصرى يحتاج إلى تصبيرة فتوية فى أنفاق المترو، يرتوى على الرصيف ثم يركب المترو وقلبه مترع بالإيمان.
 
يقال إن المؤسسة الدينية الرسمية لاحظت فراغا دينيا يعتور الركاب فقررت شغله بما يرقق المشاعر، ورصدت ضيقا من الزحام فقررت وعظ الركاب بالصبر والصلاة، وضجرا من طول الانتظار، فلم تتوانَ عن شغل الدقائق بآيات وأحاديث، وتكسب فى الركاب ثوابا.
 
وقيل إن نفرا من السلفيين والإخوان يهتبلون عربات المترو وعظا فى الركاب، وخيفة من تسلل عناصر إثارية، قررت شغل العربات بخطب ومواعظ دينية، دخلت فى منافسة مع المحتلين الجدد، خاصة فى عربة السيدات، لم تستطع إدارة المترو طردهم فلجأت إلى طرد الأشرار، ولطالما ركاب المترو قبلوا بالوعظ قعودا، فلنوعظهم وقوفاً كل يوم العصر.
 
يقال إن دراسة لإدارة المترو عن أسباب نزيف الخسائر كشفت كما قال قطب عليم بفنون الإدارة الروحية لمرافق الدولة الحيوية إن «قلة البركة» وراءها الشياطين تتحلق على أرصفة المترو فتعطل وتؤخر انتظام القطارات، فتقرر تجربة «وعظة العصر» لعل وعسى يطرح فى تذاكر المترو البركة، أخشى أن تزيد إدارة المترو سعر التذاكر لاحقا مقابل خدمة الوعظ والإرشاد.
 
من ذا الذى اقترح هذا الاقتراح ونفذه، وما هى جدواه فى التجديد الدينى المنشود إذا كان هذا العنوان، عجيب أمن قلة المساجد والزوايا ودور الإفتاء، ربما لأن وزير الأوقاف سيطر على المساجد جميعا، فلِمَ لا تنزل المؤسسة الأزهرية إلى أرصفة المترو تمارس فيها دورها الدينى الطليعى.
 
شاكرين لإدارة مترو الأنفاق، أكملت خدمات المترو جميعا ولم يتبق سوى تزويد المحطات بمحلات الفتاوى الجاهزة، ولماذا تسمونها محطة الشهداء، فلتغيروا الاسم اتساقا إلى محطة الفتاوى المستعجلة.
 
أخى المسلم إذا صادفك عسر وتشوفت حلا يرتاح له فؤادك انزل محطة الشهداء، سنرى عجباً، راكب يطلق مراته فى محطة «غمرة» ويطلب ردها إلى عصمته فى محطة «الشهداء»، مشكلة أن تطلق زوجتك وأنت لا تركب مترو الأنفاق، عليك بتجربة محطة الشهداء، تذكرة باتنين جنيه وتتحصل على طلقة بائنة بينونة صغرى، لأن البينونة الكبرى هناك فى دار الإفتاء.
 
واعظ المترو كما هو واضح فى الصورة له مواصفات ومواهب خاصة، سريع البديهة وإلا فات الراكب القطار، ويجيد الردود السريعة كالطلقات، المشكلة الأزلية التى يجب أن نفتكس لها حلا، الشيخ على ما يبسمل ويحوقل ويستعيذ من شياطين الإنس والجن سيقطعه وصول القطار.. بسرعة يا عم الشيخ القطار وصل.
 
خلاصته أرصفة المترو لأغراض ليس بينها الفتاوى والوعظ، بلاش تزيّد يرحمكم الله، وأخيرا ولزوم ما يلزم، طيب والراكب المسيحى الذى ينزل المترو بعد العصر، ماذا هو فاعل، يركب تاكسى مثلاً، وهلا خصصتم يوم الأحد مثلا لوعظة كنسية من قبيل الإخاء والمساواة، أليس حرام عليكم حرمان المسيحى من هذه الخدمة المجانية!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع