الفنان عادل نصيف يردد مع السيد المسيح مقولته الخالدة " ليس نبى بلا كرامة إلا فى وطنه "
إيهاب رشدي
٢٧:
٠٤
م +02:00 EET
الأحد ٢٣ يوليو ٢٠١٧
حوار اجراه – ايهاب رشدى
لم يكن اختياره عضو لجنة تحكيم فى مسابقة دولية من قبيل المجاملة أو (الكوسة ) أو لكونه من أهل الثقة كما يحدث أحيانا عندنا فى مصر ، وانما لكونه يحمل تاريخا من الابداع والتميز قارب على الثلاثين عاما فى مجال الفن القبطى ، فهو فنان متخصص فى تنفيذ الأعمال الكبيرة من الفسيفساء و الفريسكو والأيقونات ، وفق ما قالته فى سيرته الذاتية ، الجمعية البرلمانية الأرثوذكسية وهى الهيئة المقيمة للمسابقة .
أما هو فقد رأى ان ذلك الاختيار بمثابة اعترافا دوليا بفنه وأعماله وتاريخه ، وهو العضو الوحيد الذى تم اختياره من الشرق الاوسط ومصر من بين اثنى عشر عضوا سوف يشكلون لجنة تحكيم واحدة من اكبر المسابقات الدولية فى مجال فن الايقونة المعاصر وتقام تحديدا فى اليونان بلد الايقونة ، وقد رآه الرجل بعين الفنان تكريما لم يحصده فى بلده ، فعبر عن حاله مرددا مع السيد المسيح مقولته البليغة " ليس نبى بلا كرامة إلا فى وطنه "
انه الفنان المصرى العالمى عادل نصيف الذى أطلق عليه سفير الفن القبطى وكان معه هذا الحوار الذى اوضح فيه كيف تم اختياره فى لجنة تحكيم مسابقة دولية عن ايقونة القيامة وعن تجربته فى الفن القبطى التى تمنى ألا تنتهى بعد رحيله ، وكيف ان الفنان يحتاج لمن يدعمه وهو ما نفتقر اليه فى مصر .
بدأ حديثه قائلا " انا لا اعرف احدا من منظمى المسابقة " ولكن هناك دائما من يقدر الأعمال ذات القيمة وقد تم اختيارى عضو لجنة التحكيم فى تلك المسابقة ووجدتهم يبلغوننى بذلك فرحبت على الفور .
ما هى المؤسسة المنظمة للمسابقة
اسمها الجمعية البرلمانية الأرثوذكسية ومقرها فى فى أثينا وهى عبارة عن هيئة برلمانية تأسست بمبادرة من البرلمان اليونانى تشارك بها وفود برلمانية رسمية من خمس وعشرين بلد منها أرمينيا ، ، چورچيا ، اليونان ، كرواتيا ، روسيا البيضاء ، روسيا الإتحادية ، بالاضافة لخمس مجموعات لبرلمانيين من برلمانات أخرى .
اعطنا فكرة مختصرة عن المسابقة
2018 سيكون ذكرى مرور 25 سنة على تاسيس تلك الجمعية البرلمانية لذلك تم اختياره ليكون العام الذى ستجرى فيه المسابقة ، أما موضوع المسابقة فهو ايقونة قيامة يسوع المسيح وتاثيرها فى حياتنا المعاصرة
وكان العام الجارى 2017 كان قد شهد احتفالا موحدا بعيد القيامة على مستوى جميع الطوائف المسيحية لذلك قرروا ان تكون القيامة هو موضوع المسابقة .
هناك مرحلة تمهيدية يرسل فيها كل فنان يريد الاشتراك 3 صور من اعماله للجنة التى ستقوم بتقييم تلك الاعمال لتحدد 60 فنان فقط يتنافسون فى المسابقة ثم تأتى بعد ذلك مرحلة استقبال الاعمال الخاصة بايقونة القيامة حيث تمنح المؤسسة 300 يورو لكل فنان لانجاز تلك الايقونة ويتم بعدها تقييم ايقونات الفنانين الـ 60
تقرييا ستعلن نتيجة المسابقة فى يونيه 2018 ويتم عمل معرض لجميع الاعمال المشاركة وستكون هناك 5 جوائز الأولى 3000 يورو ، الثانية 2000 يورو ، الثالثة 1000 يورو ، الرابعة والخامسة 500 يورو لكلا منهما ، كما سيتم عمل مجلد يضم كل الاعمال المشاركة فى المسابقة .
ولكن كيف تم اختيارك عضوا فى لجنة تحكيم هذه المسابقة
كنت قد شاركت العام الماضى فى المعرض الاول للايقونة الارثوذكسية باليونان ويبدو انهم قد راوا اعمالى ومن هنا تم اختيارى عضو لجنة تحكيم وارسلوا لى وقد رحبت بذلك
الاهم من ذلك هو ان نرى ونتعلم كيف يتم عمل مسابقة فنية ، فالاعلان عن المسابقة تم من خلال الموقع الرسمى للمسابقة وباللغة الروسية واليونانية والعربية ، وانا قمت بكتابة تفاصيل المسابقة اكثر من مرة على صفحتى على الفيس بوك .
كما ان اعضاء هيئة التحكيم يتعاملون مع العمل الفنى مجردا دون معرفة الفنان صاحب العمل او السيرة الذاتية له ، وهو الشئ الذى يمكن ان نتعلمه فى كيفية اقامة مسابقة بحيادية وشفافية ، كما ان التحكيم يتم من خلال اشخاص غير مشاركين فى المسابقة وهم جميعا على اعلى مستوى فى الايقونة .
هل تعتبر اختيارك عضو لجنة تحكيم هو تكريم شخصى لك
لا شك ان اختيارى تم على أساس سابقة اعمالى وهذا يعد تكريما لى و اعتراف دولى بأعمالى فى واحدة من اكبر المسابقات فى مجال فن الايقونة المعاصر ، وفى اليونان بلد الايقونة . وكوننا لا نريد الاعتراف بذلك فهذه اشكالية فى حد ذاتها .
هل تتم الاعمال الفنية ورسومات الكنائس عندنا فى مصر بطريقة مسابقة
اعمال الكنائس ينبغى ان تتم من خلال تكليف شخص ما بها أو من خلال اختيار افضل الموجودين او كل شخص يقدم عرضه ، وهو شئ متعارف عليه منذ ايام مايكل انجلو فى عصر النهضة فكان البابا وقتها هو الذى اختاره لانجاز العديد من الاعمال فى ايطاليا .
فلا تتم مسابقة مثلا لاختيار فنان يرسم كنيسة كما تم عندنا فى مصر فى تجديد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية .
معنى ذلك ان الفنان يحتاج لمن يدعمه
بالتأكيد يحتاج الفنان دائما لدعم من صاحب القرار وليس المقصود به دعما ماديا ، وهو شئ غير موجود عندنا فلا توجد مؤسسة تدعمك ، حتى معهد الدراسات القبطية يكاد يكون منعدم التاثير وليس هناك داعما له ، وكون المؤسسة تقبل اى اعمال ولا تدعم الكفاءات فهنا الاشكالية لانها بذلك تجعل المحترف يبتعد ويكون الخاسر الاكبر هو المؤسسة وليس الفنان .
ايزاك فانوس كان كفاءة و تجربته انتهت وماتت وانا كعادل نصيف لى تجربة وسوف تنتهى برحيلى ولكن لو ربينا ناس على ايزاك فانوس فى الفن أو رمسيس ويصا واصف فى العمارة لما كنا قد رأينا ما نراه حاليا فى الايقونة والعمارة الكنسية ، فهناك قصور حاليا فى كافة المجالات .. العمارة . الفن . اللغة القبطية . الموسيقى
وانا ارى ان هذه المسابقة رسالة فى حد ذاتها .. كيف انك تدعم وتحيى مجالا معينا مثل مجال الايقونة وقد سبق ان اقترحت على قداسة البابا تواضروس ، اقامة معرض لاعمال فنانى الايقونات المصريين ويتم اختيار افضل الاعمال لتكون هى الهدايا التى يقدمها البابا لكبار الشخصيات الدولية والمصرية
الكلمات المتعلقة