الأقباط متحدون - من ذا الذى يسيىء إلى الأزهر الشريف وشيخه الجليل؟!
  • ٠٦:٥٦
  • الاثنين , ٢٤ يوليو ٢٠١٧
English version

من ذا الذى يسيىء إلى الأزهر الشريف وشيخه الجليل؟!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٠٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٤ يوليو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

الإمام الأكبر لم يدّعِ عصمة قط، ولا المشيخة اتشحت يوماً بالقداسة، إرهاب الآراء الناقدة بتهمة الإساءة إلى المؤسسة (الشيخ والمشيخة) لن يثنى من يريد بالأزهر خيراً عن توجيه النقد والنصح، تناصحوا تحابوا فالدين النصيحة.

وللعلم من بين الناقدين من هم أحرص على الأزهر كمنارة وسطية عالمية تجاوزت حدودها الوطنية من بعض أبنائه، ويتمنون للأزهر كل خير، ويرجون للمؤسسة ازدهاراً، وما دفعهم إلى موقفهم هذا إلا غيرة على الأزهر مشيخة وشيخاً.

ولا أبالغ أن من بين من يتطوعون بالدفاع عن الأزهر فى مواجهة الناصحين من يسىء إلى الأزهر جامعة ومشيخة وشيخاً، بتنزيههم عن كل نقص، وصمتهم عن كل عيب، وتصديهم بالاتهام لكل من يخرج ناقداً أو ناصحاً، أو رافضاً لما يصدر عن المشيخة وهو من فعل بشر، لم يتنزل من السماء.

أين الإساءة التى يتحدث بها بعض المحسوبين على الأزهر؟ أين التربص الذى يقول به المتحلقون من حول المشيخة؟ أكلما رفع أحدهم صوتاً ناصحاً يعاجلونه بتهمة الإساءة؟!

ليس هكذا تورد الإبل. من أساء إلى الأزهر هو مَن قرر اقتحام الحياة العامة بمحال الفتوى على أرصفة المترو، وأدخل المؤسسة مدخلاً ضيقاً، وعرّض الأزهر مؤسسة وشيخاً لسخرية محزنة، ما كنا نتمناها.

افتتاح محل للفتوى فى محطة «الشهداء» قوبل بعاصفة من الاحتجاج الشعبى، تلون ما بين الرفض الجاد الرصين، والسخرية الفيسبوكية المريرة، ويقيناً طال الرذاذ الإمام والمشيخة والمؤسسة الأزهرية العريقة التى لم تتحسب، وهى تخطو خطوتها لقانون الملاءمة المجتمعية، وهو قانون غاب بالكلية عن فكرة محال الفتوى، وجلب على المؤسسة سيلاً من الرفض والاستهجان.

وقال قائل منهم ناقداً رافضاً: محال الفتوى، للأسف، تكرس للدولة الدينية، وتعلن عن تمدد المؤسسة فى الشارع كأنها خطوة على طريق تديين المجتمع، ولا تختلف فى قليل أو كثير عن منابر الفتوى السلفية والإخوانية التى اهتبلت الشارع طويلاً، وتؤسس لجماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتهدد قوام الدولة المدنية التى جاء ذكرها فى سياق وثيقة الأزهر الشهيرة.

تخوفات احترازية ناصحة نشرت على مسؤولية أقلام معتبرة للأزهر ولشيخه، وإن جرى التعبير عنها بأساليب شتى، وكان يجب النظر فى أمر هذه المخاوف بعقل راجح. المترو ليس محلاً للفتوى، وليس مستساغاً تقديم الفتوى فى محال على قارعة الطريق، النوايا الحسنة لا تصلح العمل الفاسد، أو خشية فساد يعتوره.

لو كنت فى مكان يسمح بالنصيحة، لطالبت الإمام الأكبر بمراجعة فكرة محال الفتوى فوراً، وعدت بالشيوخ إلى مكانهم الطبيعى داخل بيوت الله يذكرون فيها اسمه- سبحانه وتعالى!

وحرى بالإمام الأكبر- وهو شيخنا الجليل- أن يرى فائدة هذا العمل وانعكاساته على صورة الدولة، كونها ترتدى لباساً دينياً، وعلى صورة المؤسسة التى تنزل إلى الشارع لتقدم الفتاوى الجاهزة، عبر محال الفتوى.

تَنَاصَحُوا وَلاَ تَفَاضَحُوا، وَقَوِّمُوا وَلاَ تَكْسِرُوا، أقول قولى للناصحين والمتحمسين، وأعلم سماحة الإمام الأكبر، ورحابة صدره، وتقبله الآراء جميعاً، إلا من شذ متجاوزاً مستهدفاً المؤسسة بما لا يليق، فى سره يدعو له بالهداية، ولكنه فى النهاية إنسان يحزن، ويغضب، ويضيق صدره، ولكن حلمه غالب، ونزعته الصوفية تلون ردود أفعاله، وصبر جميل.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع