الأقباط متحدون - السيسي أكبر مِنْ أن يكون سلفيا ..!!
  • ١٧:٥٠
  • الاثنين , ٢٤ يوليو ٢٠١٧
English version

السيسي أكبر مِنْ أن يكون سلفيا ..!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٢٩: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٤ يوليو ٢٠١٧

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

 نبيل المقدس

إنتقلت عدوي الكراهية للسيسي من الإخوان إلي أغلب الأقباط , وذلك نتيجة محاولات الجماعات السلفية ممارسة بعض المنغصات في علاقة الأقباط بالسيسي , واللعب علي بعض الأليات الرخيصة المزقوقة من جماعات الإرهاب الإخوانية محاولين زعزعة ثقة الإقباط في هوية الرئيس .. والمعروف أن العدو الأول لمسيحي مصر هم السلفيون لهويتهم المتباينة عن هوية مصر النابعة من أعماق تاريخها, فالمسيحيّون أقرب إلي الهوية المصرية أكثر من غيرهم من الفئات الأخري.
 
فعلا هناك نوع من اليأس خيّم علي أقباط مصر أتجاه الرئيس عكس ما كانوا يتوقعونه بعد إنتخابهم له.. فقد كان السبب الأول لإنتخابه رئيسا هو أن يقف بجانبهم ضد السلفيين و المتشددين الإسلاميين , وهذا بناء علي ترديده كثيرا  " أنه ليس سلفيا ولا إخوانيا " . لم ينتخب أقباط مصر السيسي لأمور إقتصادية , لأنهم علي أتم الإستعداد أن يتخذوا أي إجراءات إقتصادية مهما كانت صعوبتها بصدر رحب  طالما هذا من أجل رخاء مصر , ولا يهمهم فترة التقشف لوإستدعي الأمر ذلك . لكنهم إنتخبوه من أجل وأد هذه الخفافيش التي تنغص دائما علاقة المسيحي بأخيه المسلم الوسطي السوي , مما يُسبب في عدم تقدم البلاد. 
 
     فهم بعض الأقباط  من وجهة نظرهم بأن مَنْ إنتخبوه رئيسا يتساهل في أن مصرتسيرفي نهج السلفية في كثير من شئون الحياة , وظهر هذا في بعض الأحداث الطائفية كان السلفيون هم السبب فيه .. وكان الأقباط يتوقعون من السيسي أن يتخذ موقفا واضحا وعادلا , بل غض النظر عنها , حتي أن أغلبها لم يتم حلها حتي الآن إلابالجلسات العرفية ضاربين القانون عرض الحائط , والتي ربما تحل المشكلة ظاهريا , لكنيظل ما في القلب في القلب . لكن هل كل هذه التبريرات  تؤول إلي كراهية الرئيس , متناسيين أعماله التي أتمها في وقت وجيز ؟, سوف أذكر منها القليل القليل.
 
 في تاريخ 7 – 1 – 2016 اي في ليلة إحتفال الأقباط بعيد الميلاد المجيد , دخل الرئيس للكاتدرائية من الباب رقم 2 "المغلق"، وكان فى استقباله القمص سرجيوس , والقس أنجيلوس إسحاق، وفور دخوله إلي مدخل الكنيسة، توقفت صلوات القداس ونزل البابا تواضروس والأساقفة الموجودون في الكنيسة للترحيب بالرئيس. وعقب انتهاء كلمته التى هنأ فيها الأقباط بالعيد , ووعدهم بانتهاء ترميم الكنائس والبيوت خلال عام 2016، و"هذا ما حدث فعلا" , وأكد لهم أن أحداً لن يفرق بين المصريين، غادر الرئيس الكنيسة محاولاً الخروج من الباب الرئيسى، بين صفوف الأقباط المزدحمة، وعقب ركوب الرئيس السيارة، اخترق طفل يدعى «رومانى» الحرس الرئاسى، مطالباً بالسلام عليه، فنزل الرئيس من سيارته واحتضن الطفل وتبادل الحديث معه... كل هذا ويقولون عنه أنه سلفي.
 
 في إفتتاحية مشروع مدينة القاهرة الجديدة .. قاطع سيادته وزير الإسكان قائلا :  "ماتنساش كمان تبنوا كنيسة كبيرة .. زي ما فيه مسجد لازم يكون فيه كنيسة " كل هذا ويقول بضعة من اقباط مصر انه سلفي , ويأكدون أنه يأخذ مصر إلي السلفية .ولا ننسي أنه عَجّلَ الإنتهاء من قانون بناء الكنائس .. صحيح هناك ما تزال تُوجد بعض المشاكل في هذا القانون لكن بمجملهُ جيد حسب ما حكم عليه فقهاء الأقباط , وما يُقولون عن أنفسهم بمفكري الأقباط . وهناك أيضا حدث لا ننكره , وهو إصرار الرئيس السيسي عدم الذهاب إلي الكنيسة إلا بعد ما يحرر ابنائنا الأقباط من قبضة الدواعش وعددهم 21 عنصرا مجندين , وتم أسرهم وجاري تجهيزهم لقتلهم كما فعلوا من قبل لأقباط تم اسرهم وذبحهم , لكن اصر السيسي هذه المرة ان ينقذهم بإرسال الفرقة 777 , ونجحت هذه الفرقة ورجعوا إلي أهاليهم .
 
     الرئيس السيسي هو أول رئيس مصري مسلم يقف امام المؤسسة الإسلامية ,و يوبخ شيخ الأزهر عن تقصيره في تجديد الخطاب الديني , وإصلاحه , كإحدي خطواته في القضاء علي الإرهاب ,,  لم يأبه شيوخ الأسلام .. لم يخاف السليفيين .. لم يرتعب من مسلمي العرب ’ بل حافظ في كل مناسبة أن يكررها بجدية وبصراحة .. الرئيس السيسي له رؤية جديدة في كيفية الترابط بين طوائف الأمة ,, فهو يردد قوله الشهير " كلنا مصريون , مافيش حد مصري مسيحي و حد مصري مسلم .. أحنا ايد واحدة " كل هذا و نجد هؤلاء القلة مِنْ الأقباط يتهمونه بأنه سلفي . هذا كلام غير مُجدي , بل يؤول مصر إلي منحني لا يُحسب عقباه .لكن في نفس الوقت ألومه بأنه يتعامي عن فك حبس السيدة التي تم حبسها بتهمة الإزدراء للدين , وبالرغم انها قضت اكثر من نصف مدة العقوبة , وكذلك فك حبس هذا الصبي منذ سنوات طويلة والمدعو بارومي والذي لم يتم الحكم عليه . هذه الأمور البسيطة لو يرعاها السيسي سوف يسترد الكثير من محبيه الأقباط ..!
 
لكن من واجبي ايضا أن أوجه كلمة أخيرة لإخوتي الأقباط  " كونأن الإرهابيين وضعوا اقباط مصر في سلة واحدة مع الجيش والأمن , فهذا ليس ذنب السيسي " .. بالعكس فهذا فخر لنا  بأن نصبح من الخطوط الأولي في الدفاع عن هوية مصر .. لأننا نحن الأولي أن ندافع عن عقيدتنا وهويتنا وأرضنا .وعلينا أن نلاحظ اول خطوة لمحاربة السلفية هو إختفاء الشيوخ السلفية من الميديا عموما. 
 
 أتصور يا أقباط مصر.. لو كان في نية السيسي  أنه سلفي .. كان في منتهي السهولة تسليم مصر للسلفيين ,متغاضيا دم الشهداء التي سالت من أجل حماية كل المصريين. وهذا ما تريده جميع الدولالغربية وامريكا , وتصبح مصر ثاني أكبر دولة بعد قطر حامية حما دولة إسرائيل. 
أكيد سوف أواجه الإهانات والسباب والإستهزاء .. لكن في سبيل الحق أهلا بهم. !!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع