تحقيق: مادلين نادر
التواجد الأمني بالشارع المصري مطلب أساسس ينادي به جميع المواطنيين، بهدف عودة الأمن مرة أخرى، كما يضع "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" التواجد الأمني بالشارع من أولوياته.
ولكن حتى يرجع الأمن تدريجيًا، فإن الأسرة المصرية تعيش حالة من القلق الشديد، تحسبًا لتعرض أي شخص للبلطجة التي يقوم بها الخارجون عن القانون، ولذلك نجد هناك بعض الأسر تفكر في أن يكون معها أدوات للدفاع عن النفس حال التعرض للخطر، و هذا التوجه موجود بشدة لدى للفتيات والسيدات. ويتناقل الأصدقاء على شبكات التواصل الاجتماعي، بعض الأساليب لحماية النفس. لكن ما هي الاحتياطات التي يمكن اتباعها للحد من التعرض للمخاطر في ظل الانفلات الأمني؟ وهل من الممكن أن تكون بعض الأدوات التي يمكن اقتنائها للدفاع عن النفس، قد تعرضك للمسائلة القانونية؟

بخاخة شطة!

"مارسيل عزمي" – صيدلانية – تقول: طبيعة عملي تجعلني أعود لمنزلي في وقت متأخر بعض الأيام، ولذلك أفكر جديًا في أن أقتني بحقيبتي بخاخة، بها شطة أو أي مواد حارقة، خاصة وأنني أيضًا أخشى أن يأتي أحد الشباب إلى الصيدلية، ويطلب بعض العقاقير المخدرة، التي تعد "جدول" و ممنوع تداولها بدون روشتة الطبيب، و قد يكون هؤلاء الشباب في حالة غير طبيعية.

حذر وقلق
منذ الأحداث الأخيرة، وتكرار أعمال البلطجة والسرقات تقول "جميلة عزيز" –ربة منزل– أنها أصبحت قلقة من النزول للشارع، خاصة في المساء. وتضيف بقلق: أشتري احتياجاتي الضرورية في الصباح، وأكون حذرة في الطريق، ولا أرتدي أي مصوغات ذهبية.. ولكني سمعت عن فكرة أدوات الدفاع عن النفس، وأفكر في أن أقتني أحدها حتى ولو كانت بخاخات الشطة، التي تستخدمه في وجه أي شخص يحاول السرقة أو القيام بأية أعمال بلطجة.
رجال قلقون
القلق والخوف ليس مشكلة السيدات وحدهن، فأيضًا الرجال يتعرضون للمخاطر، فيقول "عادل زكريا" –محاسب: حينما سمعت عن سرقات السيارات بالطرق المختلفة، أو تعرض البلطجية لأصحاب السيارات وتهديدهم بالسلاح، وأخذ كل متعلقاتهم من تليفونات وأموال ومصوغات ذهبية. أصبحت الآن أكثر حذرًا، وابتعدت عن الذهاب لعملي بالسيارة، وبدأت أركب مترو الأنفاق، والمواصلات العامة.

على الرغم من أن التخوفات لها مبرراتها ومشروعيتها، إلا أن هناك تساؤل مهم يطرح نفسه: هل من الممكن أن تكون بعض الأدوات التي يمكن اقتنائها للدفاع عن النفس، قد تعرضنا للمسائلة القانونية؟
 للإجابة عن هذا التساؤل تحدثنا إلى "جورجيت ثابت" –باحثة شرطة بمديرية أمن حلوان– فقالت: الظروف الراهنة تحتم علينا توخي الحذر، واتباع بعض الاحتياطات الأمنية قدر المستطاع للحماية من التعرض للبلطجة، بأي شكل كان؛ فبداية يفضل عدم ارتداء المصوغات الذهبية، ومحاولة السير في الشوارع الأكثر حيوية، وعدم العودة إلى المنزل في أوقات متأخرة قدر المستطاع، وبالأخص الفتيات والسيدات، كما يفضل بالنسبة لهن ألا يقمن بركوب السيارات الأجرة بمفردهن، خاصة في المساء.

إجراءات الحذر
أما بالنسبة لأبنائنا والدروس الخصوصية، فيفضل أن تكون هذه الحصص داخل المنزل، أو في مكان قريب منه، وإذا كانت هناك ضرورة في أن يكون مكان الدرس بعيدًا، أو في وقت متأخر من اليوم، فعلى أحد الوالدين أن يقوم بتوصيل الأبناء من وإلى دروسهم.
أما بالنسبة لطلاب الجامعة؛ وخاصة الفتيات، فعليهن الابتعاد عن ركوب سيارات الميكروباص؛ حينما تكون السيارة خالية، أو بها شخص واحد أو اثنين فقط، فقد يكونوا تابعين للسائق، وليسوا ركاب عاديين. إضافة إلى الابتعاد قدر الإمكان عن السيارات الأجرة، خاصة في المساء، وفي الأماكن النائية أيضًا .
أما بالنسبة للأشخاص المسافرين، فعليهم توخي الحذر حينما يجدون على الطريق شخص ملقى على الأرض، فعليهم ألا ينزلوا من سيارتهم، لأنه عادة ما تكون مجموعة من البلطجية، يقومون بالتعدي على صاحب السيارة، وسرقة متعلقاته والسيارة أيضًا. 

غير قانوني
وعن وسائل الدفاع عن النفس المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنتتحذر "ثابت" من أن هناك بعض الأدوات التي يجرم القانون استخدامها، يأتي على رأسها الصاعق الكهربائي، والبخاخة التي تسبب العمى المؤقت.