الديانة النقية .. محبة ورحمة

نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "الديانة النقية" أوضح لنا أن الديانة النقية تظهر من خلال عدة أمور منها أن يحول الإنسان كل طاقاته الداخلية الى طاقة روحية ولا يعطى فرصة للشيطان أن يتسلط عليها "حفظ الإسان نفسه بلا دنس من العالم" ، أيضا الكل أعضاء فى جسد المسيح لا وجود للمحاباة كما قال القديس إكلمنضس "العظيم لا وجود له بغير الصغير" فالكل غنى وفقير ، كبير وصغير يتكاتفون بمحبة نقية ، أن القيمة فى الإنسان وليست فى أمواله "...ولكن إن كنتم تحابون ، تفعلون خطية ، موبخين من الناموس كمتعدين".
 

التدين الحقيقى يظهر أيضا فى عدم احتقار الفقير وهنا يحذر الكتاب من احتقار الفقير وتقديم الغنى ".. تصيرون قضاة أفكار شريرة" ، يقول القديس أمبروسيوس "ما هو النفع بتكريم الغنى واحتقار الفقير؟ هل تبحث عن مجد عالمى؟ ليس هذا فكر الله لأنه "اختار الله فقراء العالم أغنياء فى الإيمان وورثة الملكوت الذى وعد به الذين يحبونه" ويضيف أيضا "أليس الجميع متساوين؟ ولكن تسمو منزلة المؤمن حسب قدر ونقاء إيمانه وليس حسب أمواله" ، فالناموس كله يكمل بالمحبة "لأن كل الناموس فى كلمة واحدة يكمل : تحب قريبك كنفسك" والمحبة بها تربح كل شىء ولكن بخسارتها تخسر كل شىء.
 

علينا بالديانة النقية التى تترجم فى أعمال المحبة والرحمة لأن الله يحاسب بلا رحمة من لا يعمل رحمة ، فمن لا يرحم المحتاج لا يرحمه الله كما يقول القديس باسيليوس ".. كما أمسكت الخبز على البائسين يمسك عنك الحياة الأبدية التى تطلبها ، فستحصدون ما زرعتم لأن الرب حين تجسد عاش فقيرا"..