بالصور| سقوط نخلة على بائع تين بالمعادي.. والمحافظة تعوضه بـ100 جنيه
حوادث | الوطن
٠٥:
٠٥
م +02:00 EET
الاربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧
لم يتصور أنه بعد هروبه من الظروف القاسية بقريته في أقصى الصعيد إلى القاهرة باحثا عن "لقمة العيش"، سينتهي به الحال طريح الفراش في مستشفى قصر العيني يعاني من إصابات خطيرة نتيجة سقوط نخلة عليه في أثناء عمله على "عربة تين"، لتتحول أحلامه في الإنفاق على أسرته وتجهيز شقيقته للزواج إلى كابوس مزعج، وزاده الإهمال الطبي والروتين الحكومي آلاما فوق آلامه.
"مصطفى عوض أحمد"، 18 سنة، عامل زراعي، من قرية دلجا مركز ديرمواس محافظة المنيا، لم تتمكن أسرته البسيطة من إلحاقه بالتعليم، فقرر الهجرة إلى العاصمة ليبحث عن أي عمل شريف مع بعض أقاربه، إلى أن هدته الظروف إلى استئجار عربة خشبية صغيرة وشراء كمية صغيرة من التين الشوكي والتنقل بها في شوارع منطقة المعادي.
وكالعادة توجه مصطفى صباح الأربعاء الماضي 19 يوليو، إلى شارع الحرية، وفي السابعة والنصف مساء، تحرك متوجها ناحية ميدان الفاروق، وفي أثناء بيعه التين لأحد المارة، سقطت نخلة على رأسه أردته مغشيا عليه وبدأ ينزف حتى تجمع حوله المارة ونقلوه لمستشفى "الفاروق"، التي رفضت استقباله -على حد قول ابن عمه- ليتم تحويله لمستشفى قصر العيني لإسعافه.
"يوسف كرم"، ابن عم مصطفى قال لـ"الوطن" إن مصطفى بدأ في معاناة جديدة بعد نقله للمستشفى حيث تم إسعافه بقسم استقبال الحوادث والحروق، إلا أنه استمر في غيبوبة كاملة حتى الآن، مشيرا إلى أنه لم يدخل غرفة الرعاية المركزة إلا بعد ثلاثة أيام من الحادث، رغم إصابته بكسر في العمود الفقري وكسور بالحوض والفك ومناطق مختلفة من جسده، وأيضا تجمع دموي على الرئة، ما أسفر عن تدهور أكثر لحالته بناء على اعتراف الأطباء أنفسهم، لأنه يحتاج إلى عملية جراحية لتثبيت العمود الفقري، وأيضا عدة عمليات أخرى وكان من الأفضل أن يدخل العناية المركزة فور دخوله المستشفى.
وأضاف يوسف: لم يتم تحرير المحضر بالواقعة إلا بعد ثلاثة أيام من الحادث أيضا، كانوا قد رفعوا النخلة التي يعرف عنها الجميع أنها "مخوخة" وكانت معرضة للسقوط في أي لحظة، مشيرا إلى أن الحي قلم النخل بكل ميادين وشوارع المعادي بعدها مباشرة، وكأنهم كانوا ينتظرون أن يموت أحد حتى يتحركوا.
"نائبة المحافظ أرسلت لي إعانة 100 جنيه.. رفضت آخدها من مهندس الحي اللي جابهالي المستشفى.. أنا لو بشحت قدام جامع كان أهل الخير أدولي أكتر من كدة.. إحنا عاوزين مصطفى يتعالج والمسؤول عن سقوط النخلة عليه يتحاسب"، استكمل يوسف حديثه وقد تغيرت نبرته إلى الغضب والانفعال، مؤكدا أن أحدا من المسؤولين لم يفكر في زيارته حتى رئيس الحي.
وأشار إلى أنه يحمل المسؤولية للمحافظ ونائبه ورئيس الحي والمسؤول عن هذه الأشجار بالمحافظة، مطالبا بتدخل الدولة لتوفير علاج آدمي لمصطفى.
تواصلت "الوطن"، مع الدكتورة جيهان عبدالعزيز، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، وقالت إن الواقعة "قديمة"، نافية أنها أرسلت 100 جنيه تعويض للمصاب، وقالت: "التعويضات من التضامن.. وتواصلوا مع رئيس الحي".