شاهد يروي كيف استقبلت السويس قرار ناصر بتأميم القناة.. المنازل تزينت والشباب أرسلوا التحية للمرشدين
أخبار مصرية | الاهرام
٣٩:
٠٩
ص +02:00 EET
الخميس ٢٧ يوليو ٢٠١٧
لا شك في أنه إذا تحدثنا عن تاريخ مصر المعاصر، فإن أهالي إقليم قناة السويس هم القاسم المشترك الذي سطر شعبه بطولات عظيمة في النضال ضد الاحتلال، ومن عاصر هذه الأيام تجد ذكرياتها محفورة فى ذاكرته، وكأن أحداثها كانت فى الأمس القريب، ومن أهم أحداث منطقة القناة فى تاريخ مصر وكانت نقطة تحول عالميًا وإقليميًا هى قرار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
ومن بين شهود العيان على الأحداث الكميائي سيد أبو طالب القيادى بالحزب الناصري، والذى أكد أن يوم تأميم قناة السويس أهم مجرى ملاحي في العالم، كان يومًا عظيمًا انتفضت كل طوائف السويس مبتهجة بقرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم القناة الذى قال عنه إنه قرار طال انتظاره خاصة وأنه سبقه عدة أحداث عالمية للضغط على مصر.
ويروي "أبوطالب" أحداث التأميم بدءًا بإعلان الرئيس قرار التأميم مساء يوم 26 يوليو بالإسكندرية، وتمت الإجراءات، وأشرقت شمس اليوم التالي على مصر فما كان من طلبة المدارس والمدرسين بالسويس إلى أن غيروا الحصص الأولى لتكون عن أهمية قناة السويس ودورها الملاحي العالمي، مضيفًا تم كتابة مواضيع أدبية عن حفر المصريين للقناة بدمائهم أكثر من 15 سنة بإمكانيات محدودة للغاية وكانو يعملون ليل نهار وسقط الكثير منهم واستشهد نحو 20 ألف مصري خلال حفر القناة وسط طقس حاد صيفا وشتاءً.
ويذكر "أبو طالب" أنه كان ضمن طلبة الثانوية فى ذلك الحين وبعد ثورة التحرير من الاستعمار كنا نطالب بتحرير إدارة قناة السويس من الإدارة الأجنبية لأنها كانت بمثابة "شوكة" فى ظهر الثورة.
واستقبل أهالي السويس قرار التأميم بنصب وتعليق الزينات في الميادين، وعلى المنازل على مدار شهر فضلا عن الفرحة التي دخلت بيوت أهالي السويس.
وأكد أننا كنا نعلم أن إدارة قناة السويس الأجنبية كانت تضم بين موظفيها أكبر مركز مخابرات فى الشرق الأوسط للدول الأجنبية، وأننا كنا على علم أن الإدارة الأجنبية كانت تستفيد بكل إيرادات القناة ولا تعطى لمصر سوى 1 % من الإيرادات وكان يقدر بمليون دولار فقط سنويًا، ودائما كان يسيطر على أذهاننا كيف تسترد مصر وتمتلك مقدراتها من إدارة القناة وإيراداتها.
وأوضح أبو طالب أنه منذ ثورة 1952، كانت هناك دراسات تتم بواسطة الخبراء المصريين فى القانون الدولي لكيفية إدارة مصر قناة السويس بسواعد أبنائها وكانت هناك دراسات لاختيار الوقت المناسب لاستردادها من الأجانب، موضحًا أنه بعد رفض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تمويل مشروع إنشاء السد العالي توترت المنطقة، ولا شك أن يوم 26 يوليو شعرنا بانتصار جديد لإرادتنا، ونحن فى سن الشباب وكانت لحظة حاسمة وفارقة فى تاريخ مصر بإعلان الرئيس عبد الناصر قرار التأميم .
وفشلت محاولات عرقلة الإدارة الأجنبية لمصر بعد سحب المرشدين الأجانب من إدارة المجرى الملاحي، وإرشاد قوافل السفن الأجنبية العابرة للقناة، وكنا فى السويس نذهب لبورتوفيق لمتابعة الأحداث ونرفع أيدينا لنعطي التحية للمرشدين وقت عبور القناة من الشاطئ لتشجيعهم، بعد أن استعانت الحكومة المصرية بمرشدين من جمهورية يوغسلافيا وأثبت المرشدون المصريون جدارتهم.