بقلم :جوزيف جرجس
على مر أكثر من 30 عام لم يكن فى مصر سوى قوتين سياسيتين: الحزب الوطنى الحاكم والاخوان المسلمين. لقد ظل الحزب الحاكم يلعب بورقة الاخوان المسلمين تارة يضيق عليهم وتارة يترك لهم قدر من الحرية. الغالبية المصرية لم يكن امامها سوى الاخوان او الحزب الوطنى للختيار. الحزب الوطنى برئيسه حسنى مبارك كان له بحكم الدستور الذى تم تفصيله عليه وعلى حزبه صلاحيات كاملة ليتحكم فى كل شئ. لقد كان الرئيس والحزب هما الدولة مسيطران على السلطة التشريعية مقلصان للسلطة القضائية متحكمان فى جهاز الامن ...ألخ. لقد كان الرئيس والحزب هما كل شئ. وهذا بحكم الدستور.
ماذا تغير الان ؟
التعديلات الدستورية لا تغير فى الوضع السابق شرحه كثيرا.
ـ فصلاحيات الرئيس لم تتغير و مازالت موجودة. ما زال الرئيس له كل السلطات السابقة
ـ هناك محاولة لتمرير دستور معيب تتناقض فيه المواد: فالمادة 190 تقول
تنتهى مدة رئيس الجمهورية الحالى بانقضاء ست سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيسا للجمهورية
والمادة 77 المعدلة تقول : مدة الرئاسة 4 سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الانتخابات، ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدة أخرى واحدة فقط !
ايهما سيسرى الان؟
وهكذا سيتم انتخاب مجلسى الشعب والشورى بهذا الدستور المعيب حيث سيكون نصف أعضائه من العمال والفلاحين. رغم ان هذا لا يعد له اى احتياج الان. الموافقة على الدستور ستؤدى الى أنتخاب مجلسى شعب وشورى يكون غالبية أعضائه من الحزب الوطنى والاخوان المسلمين. و كما كان قبل الثورة هكذا بعد الثورة ايضا. فى هذا الوقت القصير لن تستطيع القوى السياسية الوليدة ـ التى ليس لها حتى الان الحق فى تكوين الاحزاب ـ القدرة على المنافسة امام الحزب العتيق والاخوان المسلمين. النتيجة مجلسى شعب وشورى لا يختلفا عن سابقيهما بل قد يكونا أسؤ منهما ورئيس جمهورية له صلاحيات تكاد تكون مطلقة. وهؤلا سوف يختاروا لنا لجنة لتأسيس دستور جديد. فماذا سيكون شكل هذة اللجنة. ان العواقب وخيمة. فلبد لكل مصرى يريد ان يحافظ على مطالب الثورة ان يرفض هذة التعديلات المعيبة المتناقضة. هل لهذا ضحى المصريين بدمائهم؟ هل لهذا عشنا الفترة العصيبة السابقة.
لكل فرد له ان يتحدث الان بحرية ويستطيع ان ينشر رأيه بين الناس فلننزل الى الشارع نتحدث مع الكل ونتناقش معهم ونحاول ان نقنعهم. فلنكتب الاسباب المقنعة ونطبعها وننشرها بين الناس. لقد كنا نقول ان صوتنا ليس له قيمة. ها هو صوتنا الان له قيمه كبيرة فلنتحرك سريعا ونحث المواطنين لرفض التعديلات المعيبه التى ستنتج لن نظام ديكتاتورى جديد. لا تكتفى انك انت سترفض التعديلات وانما تحرك وليكن شغلك الشاغل حتى يوم السبت القادم فقط هذا الموضوع. اننا نتحدث هنا عن مستقبلك ومستقبل اولادك. الثورة تسرق منكم فماذا انتم فاعلون افيقوا يا مصريين قبل فوات الاوان.