السِفر الصغير لنغلب العالم رؤ10
أوليفر
السبت ٢٩ يوليو ٢٠١٧
Oliverكتبها
- تأتى التعزيات قبل البوق الأخير.فلأجل التعزيات خلق الله العالم.يظهر مخلصنا الصالح كملاك قوى و كان يظهر من قبل كخروف مذبوح.يهيئنا لنراه مكللاً فى المجد.اليوم ليس فيها تنازل بل عظمة و جبروت. لم تعد صورة العبد صورته,ها هو يبدو ملاكاً قوياً لا يتنازل.ثم سيظهر بعد قليل فى مجد لم يبصره أحد منذ تأسيس العالم.هذا الملاك المتسربل بالسحابة و رجلاه كعمودى نارهو الله الذى قاد شعبه للخروج من أرض العبودية بالسحابة و عمود النار.كان إسرائيل يبصر قليلاً من مجد المسيح لكنه لم يدركه. الآن كل الخارجين غالبين من أرض العالم على رأس المسيح قوس قزح,و نحن على رأسه نتكل لأنه قوسه هو عهد الخلاص الذى أقسم به للبشر بعد الطوفان. قوس القزح هو المسيح كالسحابة و عمودى النار.إن المسيح يقدم لنا شرحاً بسيطاً للسِفر. إنه يقول لشعبه أنا سِفرالخروج إلى السماء.
- يضع رجله اليمني علي البحر و اليسري علي الأرض فهذا ما رآه الشعب الخارج من أرض العبودية. إنها خطوة قام بها موسى النبى في القديم إذ بدأ الخطوة الأولى ليدوس البحر الأحمر و ها هو المسيح موسى الحقيقي يضع قدماً على البحر و الأخرى على اليابسة ليبدأ لنا الخطوة الأولى والكبرى للخروج من عالم الموت لكي ندخل به قدس أقداسه و ها هو يمد يده لنا بالسِفر الصغير.
- كان آخر ما شهده البشر من المسيح المتنازل هو أنه صرخ بصوت عظيم و أسلم الروح على الصليب.الآن صرخ بنفس الصوت العظيم و لكن العالم كله هو الذى يوشك أن يسلم الروح.صرخ بصوت عظيم لكي نرى ماذا صار بعد صرخته القوية. زمجر الأسد الذى صار حملاً لأجلنا. المخلص الذى صرخ على الصليب بصوت عظيم قائلاً قد أكمل.الآن يقول نفس الكلام.قد أكمل الزمان الآن يبدأ اللازمان و تبدأ الأمجاد.الآن يتم سر الله.
- عندئذ إبتدأت الرعود السبعة تتكلم.أراد يوحنا القديس أن يكتب فصدر الأمر له أن لا يكتب.فكما أن لكتابة الرؤيا رسالة فللإمتناع عن الكتابة رسالة أيضاً.لا تكتب ما تكلمت به الرعود لأن من يأخذ السِفر و يأكله لا حاجة له لرسائل الرعود السبعة فالكلام ليس له.أما السِفر فهو لنا.فلا ننشغل بما لم يكتب لكن بما كتب لأجلنا إذ يكفي لنا للخروج منتصرين من هذا العالم.إختم إذن و لا تكتب أيها الرائي فرسائل الرعود ستذهب لمن ليس السِفر في يده و لا في فمه و لا في جوفه.رسائل الرعود لمن ليست له الوليمة.
- ليس وحده القديس يوحنا أخذ السِفر ليأكله بل كل من يمد يده يأخذ السِفر و يأكله.آكلو السِفر كثيرون كثيرون فى كل جيل.أكله أرميا النبي فوجده للفرح و لبهجة القلب أر15 :16 أمر الرب حزقيال النبي فأكل السِفر ليملأ به جوفه قبل أن يكرز به لكنه كان في فمه كالعسل حلاوة حز3:3.فكل من لا يأكل السِفر لا يتأهل لخدمة الكلمة.أكله أيضاً داود النبى ليتلذذ بالحديث مع الله فأخبرنا بخبراته الروحية الدسمة (ما احلى قولك لحنكي احلى من العسل لفمي) مز119: 103 لا توجد لذة فى الصلاة لمن لا يأكلون السِفر, فلنأكل السِفر الآن لأن الأبدية حديث دائم مع صاحب السِفر.أيضاً الكتاب المقدس هو السِفر الكبير الذى يؤهل الإنسان للسِفر الصغير.
- السِفرالصغير هو صوت الله و نعمة الروح القدس لك. أن مسيح العالم يصير مسيحك و مخلص الكل يصبح مخلصك.السِفر فيه حقوق البنوة للآب التى أخذناها بالروح القدس من الرب يسوع هى وعود الله الخاصة بك و كيف تنالها.السِفر فيه معاملة روحية تناسبك وحدك.كل إنسان له سِفر صغير يخصه.ليست كل الأسفار متطابقة إلا فى الهدف منها و هو خلاصنا و عشرتنا مع المسيح و خروجنا من العالم.السِفر الصغير يترجم كلمة الله للبشرية لتصبح كلمة الله لك وحدك.هو السِفر الذى يشير لكل إنسان ليجد نفسه فى بؤرة إهتمام الثالوث الأقدس. قبول و أكل السِفر أمر جوهرى للأبدية.السِفر أصبع الله الذى يشير لك أين أنت فى فكر الله.ليس مطلوباً أن تقرأ السِفر بل تأكله و هو سيخاطبك من الداخل و ستسمعه و تعرفه.أما كيف تأكله فهذا يحدث فى المعمودية و يحدث فى التوبة و يحدث فى الصلاة وفى سر الشركة و يحدث بإستمرار لذلك يظل طعمه الحلو فى فمك.
- صار السِفر مراً فى جوف يوحنا الحبيب هل سيصير مراً دائماً ؟هل مرارته ستنزع حلاوته من أفواهنا؟ لنلتق بالعريس و نفهم.
- عذراء النشيد تستمع لشهادة عريسها إذ يمتدحها لأنها قطفت بيدها منه المر و الطيب.أكلت من يده الشهد و العسل و شربت من يده الخمر و اللبن لهذا تدعو العروس جميع أصحابها أن يأكلوا و يشربوا معها نش5 :1.لننتبه مع العروس فيصير لنا نفس العريس.لأنها عروس جميلة كعريسها .تدعو الكل للإستمتاع بما فى حبيبها من مر و حلو من صليب و قيامة . الحلو من يده كالمر من يده و بالأثنين يقود للأبدية. السِفر فيه حلو الوعود و فيه مرارة الصراع ضد الخطية .حبيبنا ذاق المر منا لنذوق نحن كل حلو منه. بالموت و الأطياب تأهلنا للحياة مع المسيح القائم بين اليابسة و البحر.نلنا من يده السِفر الذى هو خريطة العبور من هذا العالم.فى السِفر الصغير يمنحنا المسيح سر الخروج المبهج من هذا العالم.نمضى نحوه و فى أفواهنا حلاوة السِفر.نأكله و نتلذذ لكن الإنسان العتيق يئن فيبدأ يحاربنا حتى يموت.
- الذات هى نفسها الإنسان العتيق.نقبل المسيح فتهيج الذات و لا تسكت حتى نخلعها من دواخلنا قبل أن تخلعنا من المسيح.لابد أن تموت الذات,يموت العتيق قبل أن نخرج من العالم.لأنه كما يحمل السِفر الصغير للإنسان الجديد حياة يحمل أيضاً للعتيق موتاً. و كما يزرع السِفرالصغير فى الكيان حلاوة صورة العريس يقطع أيضاً الميول و الأهواء و الشهوات التي هى مرارة العتيق كو3: 9و10 – أف4: 22و23. هكذا يقف بيننا بولس الرسول ليشرح المعنى..
- لم يشعر بها يوحنا الرائى بالمرارة لما وضع السِفر فى فمه لكنه شعر بها لما إستقر فى جوفه .لأنه بإستقرار السِفر الصغير فى الداخل ينتزع من الميول و الأهواء الجسدية سلطانها على الكيان كله.لهذا لا يمانع الإنسان العتيق أن يكون السِفر الصغير فى أفواهنا كفضيلة شكلية لكنه متى دخل ليملك على قلوبنا يبدأ معنا الحرب و لا يهدأ. متى إستقر السِفر فى الجوف ضاع سلطان العالم علينا و ساد سلطان المسيح.
- إطمئن يا كل من أكل السِفر الصغير لأنه لن يتذوق الإنسان الجديد أية مرارة بل لما صار السِفر فى الداخل تذوقه العتيق و كان له مرارة.فمن الجوف خرجت المرارة لا من السِفر.إنها مرارة صراع العتيق مع السِفر الصغيرلكنها مرارة مؤقتة تنقطع حين يموت إنسان ما قبل المسيح و يعيش فينا الإنسان الجديد الذى فى كل شيء يسود عليه المسيح رب الأبدية.بالتلذذ بالتسبيح و التأمل تنقطع المرارة . بالخضوع لوصايا الخروج من العالم تنقطع المرارة و يكون إنقطاعها علامة الولادة فى الأبدية.و تبقى حلاوة السِفر لا تنقطع من أفواهنا ليس فى السماء وحدها بل أيضاً هنا على الأرض يبقى طعم السِفر الصغير كالشهد.
- تلذذ بحلاوة السِفر الصغير.فكل ما هو مكتوب فيه لأجلك.كل الوعود لك و ما ليس لك غير مكتوب فيه.إنهض إذن مستمتعاً بحلاوة الحديث مع المسيح و جمال التأمل و شهد الأبدية.يصحبك السِفر الصغيرفلا تتوه فى العالم إذ تنجذب لصوت المسيح و مشيئته إطمئن, ليس فى السِفر مرارة بل كله حلاوة و مشتهيات وهو أيضاً يتسلط على المرارة و يقطع أصلها.خذ السِفر و كله فهو صغير و ليس عبئاً إلا على من لا يريد المسيح رباً قدوساً قائداً لحياته, أما أنت فخذ من يده السِفر و كُله. دع السِفر يقود حياتك و يوجهك إلى نصيبك الأبدى. إفتح السِفر ففيه سفر الخروج من سلطان العالم إلى حرية مجد أولاد الله. خذ السِفر لأن هذا أمر إلهى لخلاصنا و به تقود أمماً و ممالك للمسيح الرب فيفعلون مثلك و يتركون أنفسهم للمسيح خاضعين لمشيئتة و سلطانه .مسرعين ليتلذذوا معك يأخذون السفر و يأكلونه بنَهَم.أسرع لتأخذ السِفر و تأكله بكل شهية و فرح.