الأقباط متحدون - إلى المجلس الوطني للإعلام أتحدث
  • ١٨:٤٠
  • الأحد , ٣٠ يوليو ٢٠١٧
English version

إلى المجلس الوطني للإعلام أتحدث

مدحت بشاي

بشائيات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٣٠ يوليو ٢٠١٧

كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
أتصور أن دور المجلس الوطني لتنظيم الإعلام  ينصب في متابعة تقديم مادة إعلامية تتماهى مع ظروف مراحل التحول والبناء المأمولة التي نحلم بها ، و أن يكون إعلاما للشعب وليس للسلطة وأن المجلس الوطني للإعلام من المفترض أن يكون صاحب قرارات سريعة وناجزة للخارجين علي تنظيمه المؤسسي الذي يكفله القانون ، وأعتقد أن الدولة تقوم بتمويل هذا المجلس خاصة وأن التليفزيون المصري هو جهاز خدمي في الأساس وأيضا الإذاعة ..
 
وعليه أذكر بليلة ظلماء عشناها مع تليفزيون «عبد المقصود» وزير إعلام الإخوان  صاحب نظرية " تعالي و أنا أقول لك !! " و ما تابعناه على قناته الأولى، عندما تم الإعلان عن المفاجأة الرائعة لقضاء المساء والسهرة مع المحامى حازم صلاح أبو اسماعيل (وبتجاوز السؤال عن صفة الرجل السياسية التى تدفع تليفزيون الوطن لتدبير ذلك اللقاء بينما الجماهير لديها ملايين الأسئلة حول حوادث حالة خطيرة ولا من مجيب ، فحتى صفة المرشح السابق لرئاسة الجمهورية قد سقطت بثبوت جنسية الوالدة الأمريكية ورفض ترشحه بحكم قضائى).. فقط سألت أيامها " ما المقصود بتقديم السهرة الحازمية ؟! "، وهو الرجل الذى هاجم القضاء والجيش والإعلام، بالتصريحات المتعاقبة بجرأة وكراهية، وهو الذى قام بتجهيز جماعات تحاصر مؤسسات القضاء والإعلام ومقار الجرائد وغيرها، ويحاكم الآن رجال من جماعته بعد التورط فى أفعال مُجرمة بالقانون والدستور، حتى لو كان إخوانياً؟!
 
أما الأدهى والأمر فهو مخاطبة المذيع لنجم السهرة المحامى بــ «فضيلتكم»، وهو يردد متهللاً بفرحة من حقق السبق الإعلامى والتفرد الحصرى، منافقاً مستعطفاً ضيفه فى بداية الحوار، قائلاً «فضيلتكم رمز وطنى كبير».. ولا تعليق!
 
ومع بعض التعقيبات السريعة فقط ، أتركك عزيزى القارئ مع نماذج من بعض الأسئلة، وبعض الأجوبة للاقتراب من أهم ملامح تلك السهرة التى أتت لتضيف أحزانا على أحزان الناسفي تلك المرحلة.
س: فضيلتك رمز وطنى كبير ومحبوب لماذا لا تبادر بالتواصل مع جبهة الإنقاذ؟
ج: دول ناس قرروا إنهم مش هيسيبوا البلد إلا لما تخرب.
وتعليقاً على عدم استجابة جبهة الإنقاذ لدعوة الرئيس للحوار، قال المحامى غاضباً «مش عايزين تتفاهموا عنكوا ما اتفاهمتوا، وازاى الرئيس يعود لدعوتهم؟.. أنا كلمت الريس وعاتبته لأن ده إهدار لهيبة الحكم !! (يتحدث معاليه عن إهدار هيبة الحكم.. طيب بلاش انت علشان خاطر المفروسين فى البيوت ؟!! ).
 
وحول إصدار الرئيس الإعلان الدستورى البشع والمعيب، قال الضيف المفكر " الريس عندما أصدر الإعلان الدستورى أصدره لأنهم كانوا هيحرقوا البلد.. ما تطلبوش من الرئيس الشىء ونقيضه"  !
ثم معقباً على رد فعل الجيش على أسر بعض من شبابه «يعنى إيه جيش وقوات تروح سينا، مش كفاية العملية نسر هيه اللى جابت الحاجات دى» (يقصد رد فعل المتطرفين) !
 
ثم يسأله المذيع وهو فى قمة الخجل والتأدب فى حضرة الضيف عن الشاب عضو تظاهرات «حازمون»، فيقول نصاً «الشاب الجميل، وعلى فكره ده جارى واتحكم عليه بالمؤبد، و... » ورغم أن المذيع وصف الشاب بأنه جاره الجميل، يقاطعه الضيف " القاضى حكم غيابى علشان يجيب الولد ترهيبا له" !
ثم بنعومة ورقة يخاطب المذيع الضيف " فضيلتك ربنا يعزك، بيقولوا إنه إنت بتمثل الجناح اللى بيرهب المعارضة " قاصدًا حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، فيبادر الضيف المذيع مبرراً " حصار الإنتاج الإعلامى كان حماية للوطن وكان رغبة للتهدئة.. كنت باشيل سكينة من على رقبة مصر" ..
الحوار أهديه إلى إدارة مجلس الإعلام حتى لا نعيش مرة أخرى أزمنة الإحباط وننتظر من يرفع السكين من على رقبة الوطن !!!