الأقباط متحدون - داعش بين مفهوم دولة الخلافة وأزمة الحضارة الأوربية
  • ١٢:١٧
  • الثلاثاء , ١ اغسطس ٢٠١٧
English version

داعش بين مفهوم دولة الخلافة وأزمة الحضارة الأوربية

سليمان المنياوي

أخر الأسبوع

٥١: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١ اغسطس ٢٠١٧

داعش
داعش
سليمان المنياوي 
 
مرت ثلاثة سنوات علي قيام دولة "داعش" دولة الخلافة ، وتحرك التنظيم بعملياته في 34 دولة عربية واوربية وامريكية ، وحينما اعلن ابو بكر البغدادي دولة الخلافة في الموصل حينذاك ، احكم سيطرتة علي المحافظات السنية الرئيسية في العراق ،كما انه احتل تقريبا المحافظات السنية في سوريا مثل الرقة والبادية ودير الزور وجزء مهم من ريف دمشق ، كما انها اتجة ايضا الي المحافظة السنية اللبنانية طرابلس وجرود عرسال ، والسؤال الذي يطرح نفسة كيف استطاع "تنظيم داعش" ان يقدم نموذجا غريبا من تحول حرب العصابات الي مقومات دولة ؟!!
 
المساحة  التي وصلت إليها دولة الخلافة الإسلامية الممتدة بين العراق والشام، فإن مساحتها تجاوزت ضعف مساحة سوريا، وهي تغطي أغلب المنطقة الممتدة بين حلب والموصل، وهذه المساحة تنقص وتزيد حسب مجريات المعارك وتطوراتها.. وحتي بعد سقوط الموصل فأن النظر إلى جغرافية هذه الدولة يجب أن يمتد الى أبعد من ذلك ،فإنها بعد سقوط الموصل وحتي الرقة فلا زالت داعش تغطي الآن مساحات واسعة ومترامية الأطراف من الصحراء الأفريقية الكبرى وسيناء ونيجيريا والصومال إلى مناطق من باكستان وأفغانستان، والفلبين وأندونيسيا، إن هذه كلها جغرافيا لدولة الخلافة الاسلامية سواء أعلنت المنظمات الإسلامية "الجهادية" العاملة فيها تبعيتها للدولة الاسلامية أم لم تعلن بعد، وما لم يستوعب أي حديث عن جغرافية هذه الدولة هذا البعد فإنه سيبقى حديثا ناقصا وضعيفا ولا يستطيع أن يرى حدود هذا الصراع وتطوره ولا قواه. 
 
وهذه الجغرافيا الممتدة تمد دولة الخلافة الإسلامية بمساحات جغرافية من الصعب حصرها، كما تمد حركة داعش بمرونة وقدرة على المناورة يصعب محاصرتها.. بل ولديها خبراء وتقنيات ومصانع سلاح واعلام ومراكز تدريب وتجنيد وتسويق وتجارة تفوق دول الخليج في صناعة السلاح مثلا،
إن بإمكان رجالات هذه الدولة، وعلى رأسهم خليفتها الانتقال عند الضرورة إلى أي من هذه المواقع، وممارسة سلطاته منها، والتحرك فيما بينها وفق الاحتياجات، ووفق المصالح التي تفرضها طبيعة كل مرحلة.
 
 كما ان الحديث عن العنصر البشري في داعش يمثل القوة الاساسية للدواعش ، 
 
إن كل "الجهاديين" في مختلف دول العالم يكًونون الجغرافيا البشرية لهذه الدولة، الأفراد، والمنظمات، والدعاة.
 
 الدراسات الغربية تؤكد ان هناك آلاف المتطوعين من الدول الغربية ومن أصول غربية ومستعدين  للقتال مع داعش في اي مكان ، وسيبدو سطحيا إلى أقصى حد القول بأن هؤلاء المتطوعين إنما جاؤوا بحثا عن مكسب مادي ، أيا كانت طبيعة هذا المكسب، أو أنهم جاؤوا يدفعهم اليأس والفراغ، أو الجهل والتخلف الثقافي والفكري، فكل هذه دعايات سوداء لا تجدي نفعا في الدراسة الموضوعية لهذه الظاهرة، أو في محاولة إدراكها وفهم مكوناتها، وهي مما يتداوله الإعلام. 
 
او الحديث المتداول عن الخطاب الديني او التعليم او الخ لان هؤلاء المتطوعين اوربيين اقحاح وتعلموا افضل تعليم ولم يتعرضوا لغسيل مخ كما يدعي البعض بل هناك دراسات جدية حول أزمة الحضارة الاوربية "حضارة ما بعد الحداثة " ، والم يلفت نظر احد ان الاسلام اصبح الدين الثاني في اوربا ؟ وان اوربا القارة العجوز من نهاية سبعينيات القرن الماضي وحتي الان وفي ما يقارب النصف قرن وتحت رؤية حقوق الانسان والرؤية الامنية لاحتواء الارهاب ادي بها الامر الي ان الكتل السكانية الاسلامية صارت مكون اساسي من مكونات المجتمعات الاوربية بما في ذلك الحياة السياسية والاجتماعية الخ.
 
هل يعرف احد ان حجم ما تردد من غارات قام بها الحلفاء علي داعش في سنتين يتجاوز حجم ما القي في الحرب العالمية الثانية ؟
هل يعلم احد ان قطر قدمت مساعدات لتلك "الدولة" تتجاوز حجم استثماراتها في بريطانيا ؟ هل ربط احد بين مساعدات تركيا "عضو حلف الناتو" للدواعش

وان تركيا لا تستطيع ان تفعل ذلك من تلقاء نفسها ؟
نحن امام لغز كبير متشابك بشكل سرطاني ويحتاج الي دراسة موضوعية بعيدا عن سوقية الاعلام العربي .
الكلمات المتعلقة