الأقباط متحدون | رغم الآلام.... إني متفائل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٠ | الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ | ٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رغم الآلام.... إني متفائل

الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صفوت لطفي شاكر
يمر الاقباط هذه الأيام بفترة حرجه لأسباب عدة:-، السبب الأول انتقال مصر من نظام مبارك بكل استبداده وقمعه إلي نظام اخر لم تتحدد ملامحه بعد ويترقب الاقباط بقلق عميق نشأة النظام الجديد ويخشي معظمهم من ولادة نظام ديني(إسلامي)مستبد ينسف حقوقهم تحت غطاء تطبيق الشريعة الاسلامية ويعاملهم كمواطنين من الدرجة الثالثة حيث أنهم كانوا مواطنين من الدرجة الثانية في عهد مبارك.وزاد من توجس البعض تشكيلة اللجنة المكلفة لتعديل بعض مواد الدستور والتي رأسها المستشار /طارق البشري المعروف بتوجهاته الاسلامية. كما ضمت اللجنة المحامي/صبحي صالح عضو جماعة الإخوان المسلمين وكما هو متوقع جاءت التعديلات المقترحة مشوهة وتعكس الرؤية الشخصية لواضعوها كما يشتم منها رائحة العمل علي استبعاد شخصيات بعينها من القدرة علي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية واقصد بالتحديد د/أحمد زويل .أما النقطة الاخري التي رفعت هواجس البعض هو استبعاد د/جورجيت قلليني النائبة السابقة بمجلس الشعب والتي تلقي قبولا في الأوساط القبطية من الحكومة الجديدة بعد أن ترددت أخبار وتصريحات تؤكد توليها حقيبة وزاة الهجرة ولكن وا اسفاه! 
اما السبب الثاني فهو ازدياد وتيرة التعدي علي المسيحيين كما وكيفا في الشهر الاخيروطالت أيدي المتطرفين والمتعصبين والمخربين الأرواح والمتتلكات الخاصة والكنائس والاديرةولعل أهمها: ذبح كاهن قبطي بأسيوط-الاعتداء علي دير الأنبا بيشوي بالذخيرة الحية من قبل بعض وحدات الجيش-قتل شاب قبطي بقرية العوامية بسوهاج -حرق وهدم كنيسة الشهيدين باطفيح وتهجير الأسر القبطية من هناك وترويعها-مقتل ما لايقل عن 8 أشخاص وإصابة العشرات في المقطم –إصابة العشرات فجر الاثنين 14 من قبل الجيش لفض اعتصام اقباط ماسبيرو-اعتداء الجيش علي المئات من الاقباط لخروجهم في مظاهرة سلمية مساء الثلاثاء 15 مارس وغير ذلك من الاحداث الاخري.
الإفراج الغير مقبول عن كوادر إسلامية ارتكبت أعمال إرهابية ضد المجتمع المصري واكتوينا بنارها في الماضي القريب وهي ليست سجناء رأي علي الإطلاق بل كوادر عملياتية وفكرية للإرهاب. ورغم كل هذه الاحداث البربرية التي أدمت كل قبطي بل وكل إنسان حر أجدني متفائل ومصدر تفاؤلي خروج الاقباط عن صمتهم وتظاهرهم أمام مبني الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو بصورة غير مسبوقة جعلت المهندس/نجيب ساو يرس يقول :اليوم افتخر إني قبطي .لقد تميزت هذه المظاهرات بعده نقاط تجعلها فريدة من نوعها :
كثافة أعداد المشاركين فيها مقارنة بمظهرات الاقباط السابقة والتي قدرت بمئات الآلاف وذهب البعض ليقول أنها مليونية في بعض الأيام.علاوة علي تنوعها فهناك الرجال والنساء الشباب وكبار السن المثقفون والبسطاء الكهنة والرهبان الذين اشتركوا ربما لأول مرة في العصر الحديث للمطالبة بالحقوق القبطية المهضومة ولا ننسي الأشقاء المسلمين الرافضين للتعصب الديني الذميم والمطالبين مع المسيحيين بالمواطنة الكاملة غير المنقوصة.
إصرار المتظاهرين علي مطالبهم المشروعة ورفضهم التسويف والحلول الوسط والحلول العرفية والتي أوصلتنا للحالة المزرية التي نعيشها الآن. حتى حينما علقوا اعتصامهم أعلنوا انه تعليق مؤقت للتأكد من تنفيذ جميع المطالب وسوف يعودوا للتظاهر مرة ثانية يوم 25 مارس في حالة عدم التنفيذ. وفي تصوري أنهم سيعاود وا اعتصامهم بصورة اكبر واشد وأكثر إصرارا بعد اعتداءات الجيش الغير مبررة.
اختيار ماسبيرو كمكان للتظاهر يعبر عن إن عصر الخوف والمشي تحت الحائط انتهي وبلا رجعة حيث كان البعض يفضل وجود الاحتجاجات القبطية بأماكن تابعة للكنيسة كالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مثلا خوفا ما استغلال المتطرفين الاسلاميي للموقف ليعتدوا علي الاقباط ويرهبوهم ويوقعوا مزيدا من الخسائر البشرية لكن اليوم لم يعد هذا يهم الاقباط. ربما النقطة السلبية الوحيدة التي لاحظتها هي إن سقف مطالبات المحتجين متدني جدا ويتعلق بمشاكل معينة كمشكلة كنيسة صول ولإفراج عن الكاهن القبطي المسجون ظلما وكذلك المكرسة التي تم تلفيق قضية الاتجار بالأطفال لها وإقالة محافظ حلوان والمنيا وقنا. واعتقد انه كان يجب إضافة مطالب أخري لاتقل اهمية كإلغاء المادة الثانية من الدستور-إصدار قانون يجرم التمييز الديني-قانون موحد لدور العبادة-قانون جديد للأحوال الشخصية للمسيحيين- إعادة فتح ملفات المجازر التي ارتكبت في حقنا واولها الكشح1 والكشح 2 ومئات الاحداث الاخري ومحاسبة المسؤلين عنها .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :