شعب وبلطجية إيد واحدة.. ولكن..
بقلم: ماجد سوس
ما حدث للأقباط في قرية «صول» أو ما يحدث لهم في المنيا وغيرها من حرق للكنائس وإعتداء على الأفراد والأغراض والممتلكات مع تكاتف بعض المسلمين مع البلطجية تحت سمع وبصر رجال الأمن العسكري لهي كارثة تحيق بالبلاد وتلوث سمعة ثورة 25 يناير المجيدة! فلم يكن أحد يتصور أبداً أن مشكلة بين فتى مسيحي وفتاة مسلمة تتحول إلى إرهاب من جانب واحد يصل معه الأمر إلى تهجير عائلة الشاب المسيحي وقتل الفتاة المسلمة ووالدها على يد مسلمين ثم حرق الكنيسة وهدمها واللهو والتنكيل بأجساد القديسين وإلقائها على الأرض، ثم سرقة ونهب وحرق ممتلكات الأقباط، وأداء صلاة الفجر على حطام الكنيسة. مما يصور لنا تحالف قوى الشر معاً، فكل من اشترك في هذا العمل الغوغائي سواء من أهالي القرية أومن البلطجية والمجرمين لا يستحق ان يطلق على أحد منهم لقب مصري أو حتى إنسان.
على أنه، وكما تعودنا معاً أن ننظر إلى نصف الكوب الملآن، في وسط هذه الصورة القاتمة ظهر بصيص من الأمل لابد لنا أن نتشبث به هو إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة ان الكنيسة ستبنى على حساب الدولة، وأنه ستتم معاقبة كل من تسبب في هذا العمل الإجرامي، كما سيتم تعويض المتضررين... وإن صدقوا في هذا فتكون هي المرة الأولى التي لا يتعامى فيها نظام مصري عما يجري للأقباط.
ومن ناحية المسيرة الرائعة والوقفة الإحتجاجية السلمية التي قام بها الأقباط أمام مبنى التليفزيون المصري بقيادة نخبة رائعة من أكثر من أربعين أب كاهن قرروا أن يتبعوا سيدهم الرب يسوع والذي قال لضاربه: "إن كنت قد فعلت ردياً فاشهد على الرديِّ وإلاَّ فلماذا تلطمني؟" ...والحقيقة الجلية التي لابد أن نشير إليها أن إحدى إنجازات ثورة 25 يناير العظيمة هي تلك الشجاعة التي تملكت على المصريين ولاسيما الأقباط والتي تحقق معها قول سليمان الحكيم: " للسكوت وقت وللكلام وقت" وها هو وقت الكلام قد حان، فبكل فخر وإعزاز نقف وراء هؤلاء الآباء الأفاضل ومعهم الشعب القبطي الصامد والثائر على أوضاع لا ينبغي السكوت عليها. وأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء بل كما وعدنا الرب يسوع قائلاً: " لا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تُعطَوْن في تلك السَّاعة ما تتكلَّمون به لأن لستم أنتم المتكلِّمين بل روح أبيكم الذي يتكلَّم فيكم" (متى 10: 19، 20).
ولنتذكر يا إخوتي القاضي الظالم الذي لا يخاف الله، ولا يهاب إنسانًا، الذي قال عنه السيد المسيح أنه كانت تأتي إليه إمرأة كل يوم تطلب منه أن ينصفها من خصمٍ لها، ويقول الكتاب أن القاضي "كان لا يشاء إلى زمان، ولكن بعد ذلك قال في نفسه وإن كنت لا أخاف الله ولا أهاب إنساناً فإني لأجل أن هذه الأرملة تزعجني أنصفها لئلا تأتي دائماً فتقمعني" (لو 18: 2-5). لذا يا أحبائي إنه وقت التكلم، وقت المطالبة بالعدل والإنصاف، وقت المناداة على السطوح وفي الميادين، وليس وقت المناورات في الغرف المغلقة أوالهمس في الآذان. إنه وقت الإتحاد ووحدة الصف.
دعونا نعود وننظر إلى المشهد السياسي الحالي، الإخوان المسلمون بدأوا ينقلبون على بعضهم البعض وشبابهم يريد تعيين من يمثِّلهم في مكتب الإرشاد... وربما يتكوَّن لهم حزب ثالث بجانب الحزبَيْن الَّذَيْن بدآ بالفعل نشاطهما بمرجعية إسلامية... وربما - كعادة المصريين – تنشأ بجانبهما عشرات الأحزاب مما سيكون في مصلحة الأقباط، حيث تتفتت بينها أصوات النَّاخبين كلما زاد عدد المرشحين... على أن الحالة الوحيدة التي ستكون في صالحنا نحن الأقباط هي أن نتحد معاً كتلة واحدة، لأنه إن كثرت تكتلاتنا وأحزابنا، كما هو حادثٌ في المنظمات والهيئات القبطية الآن، فان أصوات الأقباط هي الأخرى ستتفتت وسيصبح الحلم القبطي في تحقيق حل ملموس جذري لمشكلات الأقباط بعيد المنال.
ودعوني أقولها بمنتهى الصراحة إذا وضع كل إنسان مصلحتة قبل مصلحة الوطن والكنيسة، أو بمعنى أدق إذا كثر الزعماء وكثرت الكيانات، سيفقد الأقباط فرصة ذهبية تاريخية لا ينفع بعدها الندم ولا يجدي معها البكاء .. ومن له أذنان للسمع فليسمع.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :