الأقباط متحدون | رساله إلى المشير طنطاوى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٢ | الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ | ٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رساله إلى المشير طنطاوى

الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ - ٤٧: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: حنا حنا المحامى
سيادة المشير طنطاوى,

كنت أود أن أبدا مقالى بأن أنقل انطباعى على اللقاءات التى تمت مع الساده العظماء رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف ونائبه استاذنا الجليل دكتور يحيى الجمل, ولكن الح علىّ خاطرى فى أن اكتب أولا فى أمر يخص جيشنا العظيم لما له من أهميه بل وخطوره.
لا شك أن أى منصف لا بد وأن يشيد بموقف الجيش العظيم إزاء ثورة اللوتس البيضاء التى قام بها شباب مصر العظيم.
هذا الموقف العظيم والخالد يتعين أن يذكره ويتذكره كل مصرى.
كان يمكن لهذه الثوره أن تنتهى بأنهار من الدماء فى ميدان التحرير بل وفى شوارع القاهره لولا تدخلكم الحاسم لحماية رأى الشعب الذى نادى بالتغيير.  وكان أول بيان ألقى به المجلس الاعلى للقوات المسلحه قد وصف مطالب الشباب بأنها مطالب "مشروعه".
كان من الممكن أن يقفز الجيش على السلطه وينادى "بالحركه المباركه" وأن الجيش قد استولى على السلطه لحماية الشعب من الفساد ... إلى آخر هذه المنظومه التى أودت بمصر الغاليه ألى الحضيض, ولكن  جيشنا العظيم بقيادتكم الحكيمه لم يفعل هذا بل كان موقفه موقفا وطنيا عظيما يخطئ من يتجاهله أو من يقلل من قدره.

سيدى ... لكل عالم هفوه.  فقد عينتم المستشار البشرى ليرأس لجنه تعديل الدستور رغم ما يعرف عن البشرى بتطرفه, ذلك  التطرف الذى أودى بمصر إلى ما تردت إليه.  وانتهت التعديلات إلى ما وصلت أليه.  فإن الحقائق تتحدث عن نفسها.  فقد أيد ذلك التعديل الاخوان زملاء المستشار البشرى دون سائر الشعب المصرى الثائر والذى يصر على التغيير الجذرى للفساد والافساد, كما أن الشعب المصرى يصر على أن تكون مصر دوله مدنيه حتى تواكب الحداثه والتقدم والحضاره بوصفها أول دوله فى التاريخ عرفت معنى الدوله ومقوماتها.

مع ذلك, فإننا –كما سبق القول- نقول لكل عالم هفوه.
أما ما شد عددا كبيرا من المسيحيين والوطنيين الشرفاء – أبناء الوطن الذين تمتعوا بحمايتكم دون تفرقه أو تمييز – ما حدث فى مظاهرة مسبيرو فى اليوم الاخير.  إن موقفكم النبيل والعظيم والوطنى بترميم كنيسة أطفيح والبدء فعلا بهذا العمل النبيل تبعه أن انصرف أغلب المعتصمين بماسبيرو.  لم ينصرف حوالى مائتى من الشباب لعدة أسباب: أولها أنهم أرادوا أن ينظفوا مكان التظاهر ويزيلوا أى آثار للتظاهر مثل المنصه إلى آخره.  ثانيها أن الليل قد أمسى عليهم ولم يكن فى مقدورهم أن ينصرفوا أثناء منع التجول.
جيشنا العظيم له أن يتصرف مع هؤلاء الشباب كعهدنا بجيشنا وسابق مواقفه أزاء أبناء الوطن.  فإن ما حدث يدمى القلب والفؤاد.  فقد انطلق جنود من الجيش الباسل ليقوضوا القيم التى قامت عليه الثوره البيضاء.  كان يمكن لهؤلاء الجنود أوقادتهم أن يتفاهموا مع هؤلاء الشباب ويسألوهم عن سبب استمرار الاعتصام رغم تلبية طلباتهم ورغم أن الكهنه قد فضوا الاعتصام, أى أن التفاهم معهم كان يمكن أن يؤدى المهمه التى نزل الجنود من أجلها, فإما الاقناع أو الاقتناع.

ولكن ما حدث هو العكس تماما.  ماحدث جعل الشعب بكل طوائفه يتساءل:  هل حبيب العادلى لا يزال فى السلطه؟
طاح الجنود فى الشباب ضربا بالعصى والعصى المكهربه بلا رحمه أو شفقه مما دفع ببعض الشباب أن يلقى بنفسه فى النيل هربا من العدوان العدائى غير الانسانى.  ذلك العداء الذى قامت بسببه الثوره البيضاء التى أبهرت العالم كله.  وأصارحكم القول إننا لا يمكن أن نقلل أو نتجاهل الموقف النبيل لجيشنا العظيم.
سيدى ... رغم قيام الثوره  العظيمه إلا أننا نرى أن بعض التجاوزات لا تزال تفرض وجودها على أرض الواقع.  فقد شاهدنا أعمال العدوان فى عدة مواقع على المقدسات المسيحيه.  وإننا إذ ندرك تمام الادراك أن رواسب العهد الماضى لن تزول بين عشية وضحاها, إلا أننا نثق كل الثقه فى جيشنا الباسل وحكامنا الحاليين فى أن يزيل المعانى والدوافع التى تسببت فى هذه التجاوزات.

فلا تزال التجاوزات التى حدثت "من الجيش" فى دير الانبا بيشوى ماثله فى أذهاننا.  وقد سبق أن كتبنا فى هذا الموضوع الذى نخلصه فى أن الدير أراد أن يحمى نفسه من البلطجيه الذين اطلقهم النظام السابق وحين طلب الحمايه من رجال الجيش المرابطين قالوا لهم احموا نفسكم, ثم سمحوا ببناء السور بصفه مؤقته.  ولكن مالبث أن قيادة افراد الجيش الذين سمحوا بهذا أن قاموا دون تفاهم أو اقتناع أو إقناع بهدم السور.  كان يمكن بيع الارض التى قيل إنه اعتدى عليها.  كان يمكن السماح بالسور حيتى يزول الخطر ثم يطلب الجيش من الدير ازالة السور وإذا وجد من الدير أى تعنت أو تراخ قام الجيش بعملية الازاله على نحو ماتم.  وهنا يثور التساؤل هل لو كان السور أقامه جامع كان يمكن أن يحدث ما حدث؟  الاجابه القاطعه :  بالطبع لأ.
سيدى ...  إن الشباب الذى قام بالثوره التى أبهرت العالم كان المسيحيون يحمون اخوتهم المسلمين أثناء الصلاه والعكس صحيح معبرين بذلك عن أسمى معانى الوحده الوطنيه الراقيه والطاهره. هذه كانت أهداف الثوره والتى يتعين علينا وعلى السلطات أن تحميها وتحمى مبادئها لانها بذلك تحمى الوطن من أى انقسام أو تفتت.

سيدى ... إننا ندرك أن حمايتكم للثرةه كانت حمايه لكل من قام بها مسلمين أو مسيحيين.  وهنا يثور التساؤل هل كنتم تحمون المسيحيين لانهم مندمجون مع المسلمين؟  أم كنتم تحمون الثوره بكل عناصرها لا فرق بين محمد ومرقس؟
سيدى ... إن هؤلاء الشباب لهم الحق القانونى والقاطع فى التعويض عما أصابهم من ضرر وهلع فمنهم من نقل إلى المستشفى ومنهم من ألقى بنفسه فى النهر هربا من الاعتداء الغاشم.
لذلـــــــــــــــــك, ارجو أن تتعامل معهم بروح الابوه وتعوضهم عما أصابهم من ضرر وأذى لا موجب له حتى لا يضطروا للالتجاء إلى القضاء.  إننا نبغى بكل الحب أن تكون علاقتكم بهؤلاء الشباب علاقة حب وأبوه وليست علاقة خصومه تدفعهم إلى الالتجاء إلى القضاء.
سيدى لقد أثبتم أن الجيش جيش الشعب بكل طوائفه وأعماره, فأرجو خالصا ألا تجد أى طائفه ما يبرر اعتقادها على عكس هذا المبدأ. 
وفى انتظار قراركم الابوى, أرجو أن تتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير والاجلال.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :