الأقباط متحدون | للمرأة دور فعال لايمكن إغفاله أو نسيانه بثورة التغيير المصرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٠٧ | الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ | ٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

للمرأة دور فعال لايمكن إغفاله أو نسيانه بثورة التغيير المصرية

الجمعة ١٨ مارس ٢٠١١ - ٢٩: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

وفاء الجندي: آن الأوان للتحدث بلغة العقل الذي يضع المرأة في المكانة اللائقة
منى عباس: المرأة أثبتت في الثورة أنها تستطيع أن تتحمل الصعاب
نشوى نشأت: متخوفة من محاولات إقصاء المرأة في هذه المرحلة

تحقيق: ميرفت عياد
يوافق يوم 16 مارس "يوم المرأة المصرية"، ففي مثل هذا اليوم خرجت "هدى شعراوي"، والعديد من النساء في ثورة 1919 لمناصرة سعد زغلول، وهذا المشهد تكرر عندما خرجت المراة للمرة الثانية لتقف بجانب الرجل فى ثورة شعبية سلمية خالصة،وهى ثورة 25 يناير حيث ارتفعت اصوات الرجال والنساء.. الفتيات والشباب.. المسلمين والمسيحين.. الكباروالصغار فى هذه الثورة التى طالبت بالحصول على الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية، ورفع الظلم والحرمان عن كاهل الشعب المصرى، ومحاكمة الفاسدين وإسقاط نظام بائد بأكمله، لم يورث المصريين غير الذل والقهر، ورغم هول ما قد تعرض له الثوار، لم تخش المرأة من أن تناضل بجانب الرجل من أجل الحصول على الحقوق المسلوبة، من هذا المنطلق قررت المنظمات النسائية أن تحتفل باليوم العالمي للمرأة، بتسيير مسيرة نسائية تهدف إلى رفع شعار المواطنة الكاملة، التي لا تنتقص من أي فرد في المجتمع، ولا تقوم بالتمييز بناء على النوع أو الجنس أو الدين، كما كانت تهدف إلى زيادة تفعيل دور المرأة في الحياة السياسية، إلا أن هذا المسيرة تعرضت للكثير من أعمال الاعتداء، مما أدى إلى إنهاءها قبل الموعد المحدد لها.

ولإلقاء الضوء على دور المرأة في ثورة 25 يناير، وكيفية تنميته بصورة أفضل، من أجل بناء مجتمع قوي ومتناغم، مجتمع لا ينتقص من أحد أو يقصيه عن المشاركة الفعالة والإيجابية.. كان لنا هذا التحقيق.

أشعلت فتيل الثورة
تقول "شيرين" -طالبة جامعية- أن المرأة خرجت إلى ميدان التحرير بجانب الرجل، ولا أكون مخطئة عندما أقول أن المرأة هي التي أشعلت فتيل هذه الثورة، وذلك من خلال "أسماء" الطالبة الجامعية، التي أعلنت من خلال الإنترنت أنها ستذهب إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير، بحثًا عن الحرية والكرامة الإنسانية، وطلبًا للتغيير دون خوف أو تردد، رغم أنها تعلم ماذا ينتظرها من رجال الأمن.

"الكوتة" تهدر كرامتها
وتشير "كريمة" –مدرسة- إلى أن المرأة كان لها دور كبير وحيوي في ثورة 25 يناير، كما أنها كعادتها تلعب أدوارًا حيوية وهامة في المجتمع منذ فجر التاريخ، ولعلنا نتذكر الملكة "حتشبسوت" و"شجرة الدر" وغيرهما الكثيرات ممن تقلدن أمور الحكم، واشتغلن بالسياسة عبر مراحل التاريخ المختلفة.
وانتقدت "كريمة" نظام "الكوتة" الذي طبق في انتخابات مجلس الشعب عام 2010، ووصفته بالفاشل الذي يهدر كرامة المرأة، مؤكدة أن المراة التي تريد كرسيًا تحت قبة البرلمان، عليها أن تفعل دورها السياسي في المجتمع، ومن هذا المنطلق يجب على المرأة أن تستعيد مكانتها، وأن يدرك المجتمع أهمية دور المراة السياسي، لأن هذه التوعية ستغني.

الثورة وحدت المصريين
وتؤكد "فاطمة" -خريجة حديثة- على أن المصريين توحدوا في هذه الثورة، فلم يعد هناك مرأة أو رجل، مسلم أو مسييحي، الكل توحد من أجل مصر، وارتفع فوق رؤوس الجميع علم مصر، الذي وحد جميع الاختلافات العقائدية والمذهبية والفكرية.
وقالت: وجدنا في الميدان اثناء التظاهرات والاعتصامات أن الشباب يحافظون على الفتيات، ولم تحدث حادثة تحرش واحدة، كانوا يشعرون جيدًا أن بدون مشاركة المرأة سيفقد المجتمع نصف طاقته.

المرأة أسقطت النظام
وتعرب "آمال" –موظفة- عن فخرها بالدور النسائي المتميز في ثورة مصر، مشيرة إلى أنها ذهبت مع زوجها وابنها إلى قلب الميدان عدة أيام، وظلت تردد الهتافات بكل قوتها مع المتظاهرين، مطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس، ومحاكمة كل من تسبب فى الفساد، من أجل مستقبل مصر، حيث أنها تفخر كثيرًا بمصريتها.

التاثر بالفقر والقهر
وترى "هناء" أن المراة أكثر فئات المجتمع تاثرًا بالفقر والقهر والحرمان والظلم الاجتماعي، لذلك خرجت في تظاهرات تطالب بحقوقها المسلوبة، وتبحث عن كرامتها المهدرة، والتقت أحلام المرأة مع أحلام الشباب لتفجر ثورة 25 يناير، تلك الثورة التي نزعت الغطاء المختبئ أسفله الفساد، من أجل حياة أفضل.
مشيرة إلى أن صورة المرأة بعد الثورة أصبحت أكثر إشراقًا وأملاً في الحصول على حقوقها، وخاصة قدرتها على المشاركة السياسية.

أمهات قدمن أبنائهن
أما  "مارلين" فلفتت إلى أن دور المراة في الثورة لم يقتصر فقط على الفتيات والسيدات اللاتي شاركن في التظاهرات، بل هناك أيضًا الأمهات الحكيمات اللواتي ربين أبنائهن تربية جيدة، وزرعن بداخلهم الأخلاق والانتماء وحب الوطن، وشجعن أولادهن على الذهاب إلى التظاهرات، من أجل البحث عن الحقوق المسلوبة من النظام السابق، فدور الأمهات في البيوت لا يقل أهمية عن دور الفتيات اللاتي شاركن في التظاهرات والاعتصامات.

التضحية بدماء الأبناء
وتوافقها الرأي "سعاد" -ربة منزل- التي ترى أن أمهات الشهداء؛ قدمن لوطنهن وللثورة أغلى ما لديهن، قدمن دماء أبنائهن من أجل تطهير أرض مصر من الفساد والمفسدين، تلك الأمهات لعبن دورًا كبيرًا وهامًا في الثورة، بوعيهن وتشجيع أبنائهن على الذهاب إلى التظاهرات والاعتصامات، وتذكرت بعيون يملؤها الدموع، ابن جارتها الذي أصيب في عينيه، من جراء القنابل المسيلة للدموع، التي كان الأمن يلقيها لتفريق المتظاهرين.

 السبق والريادة 
ومن جانبها أضافت الكاتبة وناشطة حقوق الإنسان "وفاء الجندي" أن الحقيقة التي يغفل عنها كثير من الناس، أن الذي له الريادة في النداء الأول للثورة، كانت امرأة، وقد نسينا اسم "أسماء"، تلك الفتاة المصرية التي نادت للثورة على الفيس بوك، فلو قلنا كلمة تقييم سنظلم المرأة، لأنها كانت لها السبق، والذي يسبق لا يقارن بأحد، وهذا لا يعني أن نبخس دور الشباب الأبطال الذين فعّلوا نداء الثورة حتى يومنا هذا، هذا هو تحديدًا دور المرأة المصرية في ملحمة الثورة المصرية الحديثة، وقد أكملت مشوارها بجانب الرجل، وستكمل المشوار حتى يتم النجاح الكامل للثورة إن شاء الله.
وعن كيفية تفعيل دورالمرأة بعد الثورة تقول "الجندي" أنها قريبًا ستطلق مبادرة باسم مؤسسة "جسور لتنمية المرأة"، التي تشرف برئاسة مجلس إدارتها، حيث تتبنى  مبدأ تفعيل دور المرأة المصرية في المجتمع في مرحلة ما بعد الثورة، والانطلاقة التي ستتبناها تعتمد على محورين؛ محور تنمية المرأة داخل بيتها، بإعدادها زوجة وأم صالحة، ومحور تنمية المرأة في المجالات العملية في المجتمع، بما يتناسب مع إمكانياتها النفسية والجسمانية، فلغة الندية التي كانت تتحدث بها في العهد السابق، قد أفادتها كثيرًا من المكانة الاعتبارية لها. وتعتقد "الجندي" أنه آن الأوان للتحدث بلغة العقل الذي ينادي بوضع المرأة في المكانة التي تحفظ لها كيانها الاعتباري والقيمي.

 توعية سياسية وثقافية
وترى "منى عباس" -المسئول الإعلامي لرابطة المرأة العربية- أن الجمعيات النسائية والمرأة بصفة عامة، كان لها دورًا كبيرًا وواضحًا في أحداث الثورة، حيث خرجت من عزلتها وشاركت الرجل وأثبتت أنها تستطيع أن تتحمل وتصبر على الصعاب، وذلك من خلال قدراتها على الاعتصام لمدة 18 يومًا متواصلة، مؤكدة على أن الأدوار التي تقع على كاهل المرأة متعددة ومتشعبة، ولهذا يجب أن تحدث التوازن المطلوب بينها، حتى لا يطغى دور على آخر، مطالبة إياها بأن تفعل من دورها السياسي في المجتمع بصورة أقوى وأوضح، خاصة في ظل غياب نظام "الكوتة" الذي أتاح للمراة تمثيلًا جيد في البرلمان.
مشيرة إلى أن هناك مشروعًا لتوعية السيدات سياسيًا وثقافيًا، وتحفيزهن على المشاركة في الحياة السياسية، هذا إلى جانب تدريبهم على المشاركة في الأحزاب وخوض الانتخابات.


دور حيوي في
وتوضح "نشوى نشأت" -مديرة وحدة البحوث والنشر بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان- أن مشاركة المرأة في أحداث الثورة واضحة جدًا، وهي مشاركة فعالة وحيوية، وهذا واضح وموثق من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة.
مشيرة إلى أن ما قبل الثورة كانت هناك بنية معيقة لمشاركة المرأة في الحياة السياسية بصورة فعالة، أما بعد الثورة فالأمر مختلف، فيجب على المرأة أن تعى دورها الحيوي في المجتمع، وتعمل على توسيع دائرة نشاطها، ومناقشاتها لكافة القضايا التي تتعلق بها، معلنة تخوفها من محاولات إقصاء المرأة في هذه المرحلة، مثل عدم مشاركتها في لجنة التعديلات الدستورية، لهذا يجب على المرأة أن تعمل بجدية للحصول على حقوقها في المشاركة السياسية، ولا تنتظر أن يمن عليها نظام "الكوتة النسائية" بمقاعد في البرلمان، خاصة وأن فكرة "الكوتة" هي فكرة صعبة التحقيق على أرض الواقع، لأن المراة نائبة عن 11 دائرة، فالرجل لا يقوى على حل مشكلات دائرة واحدة، ما بال المرأة التي هي في الأساس زوجة وأم، فهل يعقل أن تستطيع القيام بدورها في بيتها، ثم بعد ذلك تخدم سكان 11 دائرة، شيء خارج نطاق المنطق والعقل.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :