"رزق نجيب".. عاد من كندا ليموت تحت أنقاض عقار المنصورة المنهار(صور)

لحظات من الترقب الممزوج بالبكاء والعويل بشارع بسيم بمنطقة الثانوية بمدينة المنصورة، منذ الثانية عشرة والنصف من مساء الخميس، وحتى الثالثة عصرًا بعد انتشال أول ضحايا العقار المنهار.

 وبينما يواصل رجال الحماية المدنية مباشرة عملهم وينتشر الإسعاف وقوات الأمن لتطويق المنطقة ونقل المصابين، يحتشد الأهالي والمارة للسؤال عن حال قاطني العقار، ويقف الجيران في انتظار استخراج الضحايا.

وما أن انتشر خبر وفاة "رزق نجيب زكي جرجس" وحفيدته، وإصابة ابنته ونجلتها، العائدين منذ أيام قلائل على رحلة مصر للطيران من كندا، لقضاء إجازة الصيف، حتى عم الحزن والأسى بين أهالي وجيران الأسرة المنكوبة.

ففي ظل العمل الشاق لقوات الإنقاذ البري من أجل رفع الأنقاض، جلست سيدة، في العقد الربع من عمرها، أمام العقار المنهار، لم تُبالي بما فقدته داخل مسكنها الذي انهار بعد أن اطمأنت على أبنائها الصغار، والتي نقلتهم في الصباح إلى منزل جارتهم "صدفة" لتصرخ: "مش معقول الأستاذ نجيب وأحفاده ماتوا.. دول بيجوا كل سنة يصيفوا وكنا منتظرين يرتاح علشان نسلم عليه ونناقش وضع البيت".

بتلك الكلمات، قالت ابتهال عبد الله، والتي تقطن في الشقة المجاورة لشقة رزق نجيب، وعادت السيدة بعد أن استكملت قواها، لتؤكد أن المتوفى انتقل إلى كندا منذ عدة أشهر في زيارة لنجلته "مارينا"، والتي تعيش هناك منذ فترة طويلة بصحبة زوجها وأبنائها "ساندرا، وجاسيكا"، وقرر السفر هذا العام ليعود  بصحبتهم، أمس، ليقضي معهم رحلة صيفية بإحدى المدن الساحلية، غير أن القدر لم يمهلهم لتحقيق أمنياتهم.

وتضيف السيدة، والتي ظلت جالسة أمام المنزل المنهار في حالة من الصدمة، أن الراحل كان يعمل مديرًا لإحدى المدارس الحكومية، ويقطن بالطابق الرابع بصحبة زوجته "الدكتورة هدى"، وعقب خروجه على المعاش منذ عدة أشهر، قرر السفر إلى كندا في زيارة لنجلته، وبالفعل شاهدناه فجر أول أمس عائدًا من السفر بصحبتهم، وتركناه حتى يستريح من عناء السفر، ولكن العقار انهار بالكامل، وتوفي الجد وحفيدته، فيما ظلت ابنته "مارينا" ونجلتها "جاسيكا" مصابتين داخل مستشفى الطوارئ بالمنصورة .

وأوضحت "ابتهال" أن زوجة الراحل خرجت في التاسعة من صباح اليوم من أجل فتح صيدليتها الخاصة بشارع الماشية السفلية، وتركت زوجها وأبناءه وأحفاده بالشقة، وفي الثانية عشر تحديدًا فوجئنا بهزة عنيفة وانهيار كامل للمنزل.

وأشارت السيدة، إلى أن صاحبة العقار تدعى "فاطمة"، هدمت منذ عدة أيام، أجزاءً كبيرة من الطابق الأول، بدعوى أنها تقوم بأعمال ترميم.

وتابعت أن الأمر كان مخيفًا بالنسبة لهم، لذا قرر كل ساكني العقار من أجل وضع حل وترميم المنزل، مشيرة إلى أنهم كانوا في انتظار وصول الأستاذ نجيب من السفر لمناقشة الأمر، لا سيما أن أحد قاطني الطابق الأول، ويدعى "حسن منصور زكي"، كان يعيش بصحبة نجلته المعاقة ذهنيًا وتدعى "آية"، وتَقدم بأكثر من شكوى من أجل إيجاد حل من المحاولات المستمرة لصاحبة المنزل لطرده وتشريده، لكن المنزل انهار فوقه ولم يجر استخراجه هو ونجلته حتى الآن، بحسب السيدة.

كان عقار مكون من خمسة طوابق بمنطقة شارع الثانوية بمدينة المنصورة، انهار، اليوم الخميس، وانتقل رجال الحماية المدنية والإنقاذ البري والإطفاء، برئاسة اللواء مروان عبد المعطي مدير الحماية المدنية، واللواء محمد حجي نائب مدير أمن الدقهلية للمكان، للوقوف على ملابسات الواقعة، وتم انتشال ثلاث ضحايا من بينهم 2 من أسرة واحدة.