الرب طويل الروح كثير الإحسان

الله هو صاحب طول الأناة الأول ، هو صاحب سعة الصدر وضبط النفس ، طول أناته اقتادت الكثيرين الى التوبة "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته ، غير عالم أن لطف الله إنما يقتاديك الى التوبة؟".. 
 

قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته عن طول الأناة حدثنا عن فضيلة طول الأناة التى يجب أن نتعلمها من الله مخلصنا الذى اتصف بغنى لطفه وطول أناته كما ظهرت فى أمثلة كثيرة جدا فى الإنجيل ، حيث نرى طول أناة الرب مع شعب نينوى فكانت سبب توبتهم ، أيضا طول أناة الله على شاول الطرسوسى الذى كان يضطهد المسيحية بكل عنف حتى تغير وتبدل وصار إنسانا جديدا  ، من خلال طول الأناة ننال بركات عديدة ، تستطيع أن نغلب الشياطين الأم سارة حاربها شيطان عدم الطهارة لمدة سنوات لكنها انتصرت فى النهاية ، طول الأناة يخلصنا من خطية الاندفاع والتسرع ، طول الأناة تجعلنا نكسب الأخرين.
 

ولكى نقتنى فضيلة طول الأناة هناك عدة خطوات تساعدنا على ذلك أولا: التأنى فى الحياة الروحية بمعنى الحرص على التدريبات والممارسات الروحية التى تجعلنا ننقدم فى حياتنا الروحية والاستمرار فى الصلاة مهما تأخر الله فى الاستجابة ، ثانيا: التأنى فى الحياة الجسدية حتى نخفف من حدة المرض والألم مثل التأنى فى مضغ الطعام والتأنى فى محيط المعاملات ، ثالثا: التأنى فى الحياة الأسرية "المحبة تتأنى وترفق" طول الأناة يعطى نوعا من التكيف بين الزوجين هو يتحملها وهى تتحمله ، طول الأناة هو العامل الرئيسى فى تربية الأبناء تربية سليمة قائمة على الحوار والنصح وليس الضرب والإهانة والكلام الحاد ، رابعا: التأنى فى الحياة الاجتماعية ، فالصداقة هى قمة العلاقات الإنسانية التى تحتاج الى طول أناة لتحمل ضعفات الأخرين ، خامسا: التأنى فى محيط الحياة الكنسية حيث التأنى فى الخدمة والثقة أن الله يستطيع أن يغير النفوس ، أياك أن تصف إنسانا أنه غير صالح طول الوقت ثق أنك لو صليت من أجله قد تأتى بثمر ، وربما لأجل تعبك وصلاتك قد يغير الله قلب الآخر ويعدل فى حياته.
 

هب لنا يا الله فضيلة طول الأناة فى حياتنا وسلوكياتنا وتعاملاتنا ، علمنا يا الله أن نتأنى على الجميع كما كنت مع الجميع لننتصر ونحصد فى النهاية ..