الأقباط متحدون | هل يتكرر نموذج صدام حسين فى ليبيا ؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:١٥ | الأحد ٢٠ مارس ٢٠١١ | ١١ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل يتكرر نموذج صدام حسين فى ليبيا ؟

الأحد ٢٠ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مجدى جورج

بداية لابد من الاعتراف بان هناك عدة حقائق لا نستطيع انكارها فى الحالة الليبية ومنها :-
1 ان الشعب الليبى يستحق نظام وحكم ديمقراطى رشيد افضل من اللانظام الذى اسسه ومارسه العقيد القذافى على مدى اكثر من اربعة عقود .
2 ان هذا العقيد الذى جاء الى الحكم بانقلاب عسكرى عام 1969 قد اضاع ثروات الشعب الليبى الضخمة فى مغامرات اقل ما توصف انها مغامرات طائشة ومجنونة.
3 ان ثورة الشعب الليبى ضد العقيد التى انفجرت فى 17 فبراير الماضى كان لابد لها ان تحدث قبل ذلك بكثير نظرا لحجم النهب والفساد المستشرى ولحجم الظلم الذى يعانيه هذا الشعب فقد كانت هناك احداث جسام ممكن ان تجر الشعب الى ثورة قبل الان ومن اهمها مجزرة سجن ابوسليم ببنى غازى والتى وقعت عام 1996 وراح ضحيتها 1200 معتقل .
4 ان معظم ان لم يكن كل شعوب العالم قد تعاطفت مع ثورة الشعب الليبى فى بداية الثورة خصوصا عندما بدا انها ثورة شعبية سلمية يواجه فيها ابناء الشعب بصدور عارية كتائب القذافى المسلحة .
5 ان تعاطف الكثيرين قد قل او ضعف مع ثورة الشعب الليبى عندما تحولت هذه الثورة من ثورة شعبية سلمية الى ثورة ثوار حاملين للاسلحة يقاتلون ابناء جلدتهم من الليبين الاخرين فتلاشت الفروق بينهم وبين القذافى . فاذا كنا نقر ونعترف ان القذافى ديكتاتور يستخدم جزء من الشعب ومن القوات المسلحة لقتال الجزء الاخر من شعبه فلا يجب على الثوار ان يفعلوا مثله .
6 ان الثوار الليبين قد استهانوا بداية بقوات القذافى ( رغم ان قدرتها وكفائهتا القتالية والتسليحية محدودة جدا) وهذا ما جعلهم يرفضون اى تدخل اجنبى فى ليبيا اى ما كانت صورة هذا التدخل ولكن عندما بدأ القذافى يستعيد زمام الامور وجدنا هؤلاء الثوار يتهمون المجتمع الدولى باهمالهم وتركهم فريسة للقذافى من اجل النفط الليبى ويناشدونه التدخل السريع لحمايتهم من القذافى .
7 وعندما صدر القرار الاممى امس بفرض حظر طيران على ليبيا وجدنا الثوار فى بنغازى يحتفلون حتى الصباح بهذا القرار بل وجدنا المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالى هناك لا يكتفى بهذا بل يطالب المجتمع الدولى بضرب نظام القذافى ضربات محددة حتى يفقده قدرته وقدراته .
رغم كل الحقائق السابقة ورغم اخطاء الثوار الا اننى لازالت ارى انه من الضرورى ومن الضرورى جدا التخلص بسرعة من نظام العقيد القذافى الذى اصبح خطر جدا على شعبه وعلى كل الشعوب المجاورة بل وعلى العالم اجمع . رغم ان الخطأ الذى اقترفه الثوار بقيامهم بتسليح ما بدا انه ثورة شعبية لشعب مظلوم قد يؤخر ربما الى شهور او سنوات الاطاحة بنظام القذافى لان القرار الاممى الذى صدر بالامس سيجعل الوضع فى ليبيا شبيه بالوضع فى عراق صدام حسين . فالعقوبات التى فرضت على العراق مع الحظر الجوى والحظر على تصدير النفط والحظر على الورادات الا من بعض المواد الغذائية الهامة كانت اقوى بكثير من العقوبات التى صدرت فى حق نظام العقيد القذافى بالامس . وقد كان صدام حسين لا يسيطر فعليا الا على اجزاء بسيطة من العراق وهى المنطقة الوسطى وكانت طائراته لا تستطيع ان تطير لا فى المنطقة الكردية فى الشمال ولا فى المنطقة الشيعية فى الجنوب ورغم كل هذا لم يسقط نظام صدام حسين واستمر يتعايش مع هذه العقوبات لمدة اكثر من عشر سنوات ذاق فيها العراقيين الامرين .
وما حدث بالعراق فى التسعينات يمكن ان يحدث فى ليبيا اليوم الا اذا اراد المجتمع الدولى الا يتكرر نموذج صدام حسين مرة اخرى او اذا قام القذافى بحركة جنونية من حركاته تعجل بالتدخل الدولى للقضاء عليه وعلى حكمه .
لايوجد للثوار الليبين اى مبرر لاستخدام السلاح ضد القذافى وضد جزء من اخوانهم الليبين لان هذا سيضع حواجز ستبقى لسنوات بين ابناء الوطن الواحد حتى بعد رحيل القذافى . وكان لابد لابناء الثورة الليبية ان يتعلموا من الثورتين المصرية والتونسية ومدى سلمية كل منهما وهذا ما ادى فعلا الى نجاحهما السريع فى تحقيق الاهداف المرجوة .
واذا دافع البعض عن ثوار ليبيا قائلا : "بان لكل ثورة طبيعتها ولكل بلد ظروفه "
فاننى ارد عيهم قائلا : لو كان الامر كذلك لكان يجب علينا ان نتوقع ان يستخدم الشعب اليمنى المسلح من هامة الراس حتى اخمص القدمين سلاحه للتخلص من الطاغية على عبدالله صالح ولكننا راينا هذا الشعب برغم كل السلاح الذى يملكه وبرغم تعرضه لمجازر حقيقية من نظام عبد الله صالح الا انه مصر اصرار جميل على سلمية ثورته وهذا ما سيحقق لها النجاح باذن الله.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :