من أجل مستقبل أبناء الأبناء.. ذهبت أمي للإستفتاء ..!!
بقلم: نبيل المقدس
كان يوم الجمعة السابق .. وبلغة شباب الثورة في تسمياتها لأيام الجمع , تم تسميته بجمعة التكريم لأمنا الغالية ذات الـ 86 عاما .. فقد إتفقنا نحن ابنائها أن نتقابل في هذا اليوم في بيتها .. يوم ننتظره مرة في السنة ... نتمتع فيه بإكتساب جزء من حنانها الفياض علينا كابناء و أحفاد بالإضافة إلي باقي ابنائها واحفادها الموجودين خارج البلاد من خلال التليفونات أو الشات ... لكن ولأول مرة أخذتنا أحداث الساعة وتركناها لنتناقش في تعديلات الدستور , وما هي التوقعات لو كانت النتيجة في صالح قبول التعديلات أو رفضها ... وفي لحظة سمعنا صوت اُمنا يخترق مناقشاتنا ... " هو فيه إيه يا أولاد ؟؟؟ ايه حكاية نعم ولأ ... هرعنا إليها محاولين أن نعطي إهتمامنا لها .. لأنها أحست أننا لم نلتفت إليها .. فاخذنا نحكي لها الأمر بطريقة بسيطة و سهلة ... وفجأة قال لها حفيدي ... إيه فكرك يا تيته تيجي عندنا اليومين دوله عشان تستفتي بنعم أو لأ . ضحكنا علي هذا الطلب ولم نعطيه الأهمية ... وإستكملنا إعادة الذكريات معها والتي اصبحت مملة والتي نكررها كل سنة في مثل هذا اليوم ... وبالرغم انها تعاني بكمية ليست بالكثير من مرض الزهايمر , نفاجيء بانها توجه سؤالا لإبن حفيدها الكبير ... قول لي يا نادر ..! لو انا ذهبت للإستفتاء وقلت لأ هيكون حلو عشانك ؟؟؟ .. كانت كلماتها جميلة لأنها تؤكد لنا أنها ما زال الحنان والحب يتدفق حتي يصل إلي أحفاد أحفادها .. كل ما عملناه بعد ما سمعنا كلامها الجميل , أن كل واحد فينا قام وقبلها علي جبينها ... وهتفنا في صوت واحد " ربنا يخليكي لينا ياتيته " . ثم تركناها كل إلي حاله .
اليوم ( السبت ) وفي تمام الساعة 11 صباحا , وأنا في محل عملي بعد ما ذهبت لكي انهي الإستفتاء , رن جرس التليفون وكانت المكالمة من الجليسة الخاصة بأمي .. تعرفني انها قد صاحبتها إلي لجنة الإستفتاء لكي تعطي صوتها .. قلت لها بإستغراب وبدهشة : كبف حدث هذا وهي أكيد قد نسيت مادار بينها وبين حفيدي ؟!! قالت : انها كانت بالصدفة تتكلم معها عن الإستفتاء , فوجدتها تقول لها : خذيني معكي لكي استفتي من أجل أحفادي .
لم أستطيع أن أمنع سقوط دموعي ... وتكلمت معها لكي أسألها عن مشاعرها بعد ما أدت الإستفتاء ... وكالعادة ردت عليّ أنها لم تذهب للإستفتاء ... وايه هو الإستفتاء ؟ ... لم تتذكر ما فعلته ... لكنها عملت ما عليها !!!!!!
كل سنة وانت طيبة يا أمي .... تحاملتي علي نفسك ونزلتي إلي لجنة الإستفتاء ... إستعدتي ذاكرتك للحظة لكي تقومين بواجب الأم والجدة نحو أبنائك وحفيدك ... المهم إنك تشوفي حفيدك مبسوط .... في يوم تكريمك أنت كرمتي أبنائك بصوتك بغض النظر كانت النتيجة بـ نعم أو بـ لأ . تعيشي لينا يا أمنــــــــا..
وتشاركي احفادك في بناء مستقبلهم ....!!!
إنت اصلك مش غريبة عن مصر ... فأنتِ إبنة مصر .. وعلي رأي المثل في صعيد مصر : "إقلب القدرة علي فُمهـــا ... تطلع البنت شبه أمهــــا....!!!!!"
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :