الأقباط متحدون - وداعا علي السمّان
  • ٠١:٢٨
  • الخميس , ١٠ اغسطس ٢٠١٧
English version

وداعا علي السمّان

د. رؤوف هندي

مساحة رأي

٠٦: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ١٠ اغسطس ٢٠١٧

الكاتب الكبيرالدكتورعلي السمّان
الكاتب الكبيرالدكتورعلي السمّان

 بقلم الدكتور رؤوف هـندي  

 رحل عن عالمنا يوم الخميس 3أغسطس في باريس المفكروالكاتب الكبيرالدكتورعلي السمّان عن عُمر يناهز 88 عاما وقد كان الدكتورالسمّان إحدى القامات العالمية المصرية التي يعرفها العالم جيدا ويكاد يقترب من قامة وقيمة الدكتور بطرس غالي رحمه الله .تخرّج الدكتور السمّان من كلية الحقوق جامعة الإسكندرية ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي والعلوم السياسـية من فرنـسا وفي  عام  1966 حصل على الدكتوراه في ذات التخصص من جامعات باريس وقد شغـل الدكتور السمّان عددة مناصب رفيعة المستوى سواء على المستوي المحلي أوالأقليمي والعالمي أهمها أمين عام الهيئة المصرية الأوربية للإعلام السياسي والأقتصادي ورئيس لجنة الحوار والعلاقات الإسلامية الدولية وعملَ أيضا مستشارا لفضيلة شيخ الأزهر السابق محمد طنطاوي لشئون الحوار والتعايش مع الأديان الاخري ثم شغلَ منصب نائب رئيس لجنة الحوار الدائمة بين الأديان للأزهر ثم مستشارا للرئيس أنور السادات لشئون الإعلام والعلاقات الدولية وفي ظل تواجده استطاع الأزهر فتح مجالات عديدة للحوار مع كل كل معتقدات واديان العالم وتحسنت لحد كبير في عهده علاقات مصر بمختلف دول العالم.

 وكان رحمه الله شخصية تؤمن بثراء التعدد والتنوع بين الـبشر وكان يُثـمّن حرية العـقيدة المطلقة لكل إنسان بل كان يـناشد دول الشرق الاوسط خصوصا بجعـل حـرية العـقيدة مطلقة وجـوب وجودها في الدستور كمادة مستقـلة بذاتها غـير مصحوبة بكلمات تخرجها عن عمد من مضمونها القانوني كما حدث في دسـتور 2014 بمصر وهو صاحب الجٌملة الشهيرة التي كان دوما يرددها في كل منتـديات وملتقيات ثقافية يكون حاضرا فيها(التعدد والتنوع ثراء للفكرالإنساني وثراء لكل دوائر التنوع)الدكتور السمّان لم يكُن على هوا كثير من القوى الظلامية المتعـصبة التي ترى نفسها فقط ولاأحد آخرفي الكون ومن هنا فهي ترفض التعايش وقبول الآخروالحوارالإنساني معه وهي المقومات الرئيسية الآن للبقاء ضمن منظومة العالم المتحضّرولاأبالغ حين أقول أن الدكتوربطرس غالي والدكتور علي السمان حاولا بقدر المستطاع تغـيـير مفاهـيم المجتمع لجعلة مجتمعا قادرا على التعايـش والتناغم في ظل مفهوم القيم والمشتركات الإنسانية التي تجمعنا وهي كثيرة ومتعددة ولكن قوى الظلام والتعصب وضعت امامهما عراقيل كثيـرة  وشرفتُ بلقاء د.علي السمّان ثلاث مرات في حياتي إبان القضية البهائية المتعـلقة بحقـوق البهائـييـن المدنية ولاانسى أبدا مواقفه الداعمة والمساندة للمصريين البهائيين كمواطنين لهم كافة

الحقوق المدنية والإنسانية ولعب دورا كبيرا في ترتيب لقاء إعلامي لي مع فضيلة الدكتور محمود عاشور وكيل الازهـر آن ذاك في احد أشهر البرامج الحوارية(نأسف للإزعاج) تقديم الإعلامية الكبيرة منى الحسيني وبلاشك كل من قابل علي السمان واستمع لفكره الراقي يدرك قيمته العلمية والإنسانية فهو رمزعـظيم للتعايـش والحواربين البشر ومن هنا أطالب الدولة بتكريم إسم الدكتورعلي السمّان التكريم اللائق لمكانته وقامته العالمية فهو شحصية عملت كثيرا من أجل رفع إسم مصرأمام العالم الخارجي وبذل جهدا كبيرا لترسيخ مفاهيم التعايش والحوار في المجتمـع المصري وأناشد وزير الـثقافة حلمي النمنم بعـمل أسبـوع ثقافـي بمراكز الاوبرا الثقافية لتسليط الضوء على الفكر الراقي الإنساني للدكتور علي السمّان رحمه الله وهذا أقأل مايجب تقديمه لهذا الرجل العظيم رمز التعايـش والحوار فـقد كان قامةً إنسانية وفكرية وإبداعـية وكان مبـدعا والـمبدعـون لا يمـوتون  
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع