الأقباط متحدون - جوام حيث الحرب الثالثة!
  • ٠٤:٤٤
  • الجمعة , ١١ اغسطس ٢٠١٧
English version

جوام حيث الحرب الثالثة!

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٠: ٠٦ م +02:00 EET

الجمعة ١١ اغسطس ٢٠١٧

جوام حيث الحرب الثالثة!
جوام حيث الحرب الثالثة!

 د. مينا ملاك عازر

عاصمتها هاجاتنا، مساحتها 544 كيلومتر مربع، بحسب تعداد سكانها في الثلاثين من يونيو لعام 2015، 161785 نسمة، لغتها الرسمية الإنجليزية والتشاموروية، أتحدث عزيزي القارئ، عن جزيرة تقع في غرب المحيط الهادي وهي أرض أمريكية تقع في مجموعة جزر ماريانا، يوجد فيها قاعدة بحرية وجوية أمريكية حيوية في المحيط الهادي، نعم عن جوام الأمريكية أتحدث.
 
عاصمة جوام تقع في خليج أجانا، على الساحل الغربي للجزيرة تنمو نباتات استوائية كثيفة بالقرب من أجانا وتغطي معظم بقية أنحاء جوام، قاد المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان أول بعثة أوروبية لجوام، ووصل فريقه هناك في عام 1521م، وجعلت اسبانيا من جوام ملكية اسبانية عام 1561م، وتنازلت عنها للولايات المتحدة عقب انتهاء الحرب الاسبانية الأمريكية في عام 1898م، ومن ثم وُضِعَتْ تحت إدارة البحرية الأمريكية، وهاجمت اليابان جوام في 8 ديسمبر 1941م، واحتلتها في العاشر من الشهر نفسه، ونزلت القوات الأمريكية في جوام في 21 يوليو 1944م، ولكنها لم تسترجع الجزيرة تمامًا حتى العاشر من أغسطس 1944م، وفي عام 1954م، أنشأت القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو الأمريكي قاعدة أندرسن الجوية، واتخذت من جوام مقراً لقيادتها في منطقة المحيط الهادي، وفي عام 1962م دّمر إعصارٌ حوالي 90% من مباني جوام وقتل 9 أشخاص، ولكن تم تشييد العديد من المباني الجديدة منذ ذلك الوقت، وأعلنت الولايات المتحدة أن جوام جزء من أراضيها في الأول من أغسطس 1950م، ونقلت الإشراف عليها من البحرية إلى وزارة الداخلية، وأصبح سكانها مواطنين أمريكيين، وينتخب الناخبون في جوام هيئة تشريعية من مجلس واحد، وينتخبون حاكمًا ونائبًا له، مرة كل أربع سنوات.
 
 وقبل عام 1970م كان الرئيس الأمريكي هو الذي يتولى تعيين حكام جوام ولكن منذ عام 1972م بدأ سكان جوام في انتخاب وفد لمجلس النواب الأمريكي، ويحق للنواب التصويت في اللجان التابعة لمجلس النواب، ولكن ليس في المجلس ذاته، وطقسها مليء بالأعاصير، وهو دافئ بشكل عام يترواح بين20و32 درجة، وحولها حاجز من الشعب المرجانية، وفي جنوبها سلسلة جبال بركانية، وأكبر مدنها ليست العاصمة، وبها جامعة واحدة، سكانها خليط بين أصول فيلبينية واسبانية ومستوطنين أمريكيين.
 
يرتكز اقتصاد جوام أساساً على الجيش الأمريكي والسياحة، ويحتفظ الجيش الأمريكي بقاعدة أجانا البحرية والعديد من المنشآت البحرية الأخرى على الجزيرة، وتوفر المنشآت العسكرية العديد من الوظائف للجواميين، ويزورها آلاف السياح ومعظمهم من اليابانيين كل عام، أما الزراعة وصيد السمك فهما نشاطان اقتصاديان صغيران، ويزرع الفلاحون جوز الهند والبطاطا الحلوة والقلقاس أما التونة فهي أهم أسماك الجزيرة، وميناء جوام الرئيسي هو آبرا.
 
هذه الجزيرة الصغيرة تبدو أنها قد تكون سبب الحرب العالمية الثالثة، إذا أصر ترامب على تجربة قاذفة بلاده البي 1 ب في تنفيذ مخططه -الذي أكدت أستراليا على انسحابها منه- الذي صمم على ضرب قرابة20 هدف من الأهداف الكورية الشمالية، ما بين منشئات عسكرية وأخرى تقوم على تطوير القدرات النووية، غالباً أن كوريا الشمالية سيكون ردها أو فعلها الاستباقي هو ضرب جوام بأربع صواريخ متوسطي المدى لقصف القواعد البحرية والجوية الأمريكية، وهو ما أشارت إليه اليابان، وهي المفارقة الغريبة أنها سيكون لها حق صد الصواريخ وهي التي كانت تشتبك مع أمريكا سابقاً كما عرفنا لاحتلال والاستيلاء على الجزيرة.
 
المختصر المفيد واضح أن الجزر مهمة في العالم إلا عندنا.