الأقباط متحدون - مصر وإيطاليا ليس ثأراً ولكنها الصدفة الحزينة والفشل الأمني
  • ٠٣:٣٥
  • الثلاثاء , ١٥ اغسطس ٢٠١٧
English version

مصر وإيطاليا ليس ثأراً ولكنها الصدفة الحزينة والفشل الأمني

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٢: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٥ اغسطس ٢٠١٧

مصر وإيطاليا ليس ثأراً ولكنها الصدفة الحزينة والفشل الأمني
مصر وإيطاليا ليس ثأراً ولكنها الصدفة الحزينة والفشل الأمني

 د. مينا ملاك عازر

أراد النزول للبحر بعد المواعيد التي يحددها الفندق، فرفض مدير الفندق، واشتبكا سوياً، وانتصر السائح الإيطالي على مدير الفندق الذي سقط قتيلاً من هول ما تلقاه من لكمات وضربات - رحمه الله-
 
لا أعرف عند نشر تلك السطور سيكون السائح الإيطالي المتهم بقتل مدير الفندق المصري بمصر أم أنه سيكون قد غادرها؟ كما غادرت جماهير الفيصلي الأردني مصر بعد تلقينها للحكم إبراهيم نور الدين درساً في فنون القتال، وأفهمته بحسب مفهومها أنه لا يجوز له أن ينتقم من الفريق الأردني الذي أقصى الأهلي بهزيمته له بأن يفوز بالبطولة، لا أعرف مصير السائح الإيطالي؟ ولا كيف سيعود حق القتيل المصري؟ فهناك قتيل  مصري آخر بميلانو لا نعرف من قتله؟ ولماذا قُتِل؟ ولا شيء عنه.
 
ما أعرفه الآن وبوضوح عند كتابة السطور هذه، أنني أرفض حماقة بعض الإعلاميين، الربط بين قضية رجيني الشاب الباحث الإيطالي الذي قُتِل بصورة وحشية بعد تعرضه لتعذيب وحشي من شخص أو جهة حقيرة أضر أو اضرت بالبلد والوطن، وعرضت المسؤولين لمواقف محرجة ومؤسفة للآن، فالربط بين القضيتين لا يعي إلا أننا لا نقدر هول ما تجرعه ريجيني من وحشية ولا نفرق بين عمل يكاد أن تظهر فيه أيدي رسمية وعمل إجرامي يبدو واضح أنه عمل فردي يجب محاسبة فاعله قطعاً.
 
الفشل الأمني المصري في الوصول أو قل تقديم قاتل رجيني ومحاولة إلصاق التهمة بخمس مصريين غلابة أو مسجلين خطر، لكن غلبهم جعلهم كباش فداء لم تقبلها إيطاليا عوضاً عن دم روجيني، وما يزيد الشكوك حول الدوافع الخفية وراء عدم الوصول لقاتل الشاب الإيطالي، لذا على الإعلام المصري ألا يقرن القضيتين معاً لألا يسيء لبلده، ولموقف أمن بلاده، ولموقف بلاده السياسي، ولأ لا نظهر وكأننا عيال بنقول كده خالصين، فالمسألة ليست ثأراً أيها السادة ولكنها أمن قومي مصري، هناك قاتل أساء لمصر وكاد أن يضرها وهو يعيش في أمان سواء داخل الوطن أو خارجه علينا أن نحاسبه ونحاكمه ونبرئ بلادنا من جرمه.
 
عزيزي القارئ، مع أن البون شاسع بين الفعلتين التي جرت في مرسى علم ضد المصري والأخرى التي جرت بالقاهرة ضد الإيطالي، رغم هذا فالبعض يحاول أن يقول أن الجريمة موجودة في كل شعب، ولكن هذا غير صحيح نعم الجريمة موجودة في كل شعب وفي كل مكان، لكن في الحالة الأخيرة قدم المتهم للمحاكمة والحالة الأولى لم يُعرف القاتل، بل تحاول الشرطة المصرية حمايته بادعائها زوراً وبهتاناً على من قتلتهم أنهم ذوي صلة بالجريمة، ما يثير الشكوك أكثر وأكثر، ولذا الأمر مؤسف، ويزيد الأسف عليه ما تجرعه الشاب الإيطالي من أصناف العذاب غير المبرر على الإطلاق.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع، والكل خاضع للمحاسبة بالقانون.