بقلم: ماهر الجاولي
فى أيام طفولتنا كنا ننتظر مجئ عيد الأم بشغف وترقب ولم نكن – حينذاك - ندرك معنى ابتياع الهدايا وتغليفها بورق ملون كيومنا هذا، بل كنا نحتفل بأمنا الغالية فى مراسم خاصة يندر تكرارها، كنا نجلس أمنا على كرسي عالي وأقف أنا وأختي على جانبيها حاملين الشموع المنيرة ويجئ أبى بصينية حلوى من صنع يديه نتقاسمها معاً فى سعادة وغبطة، تعقبها وليمة أخرى روحانية تتخللها التراتيل الشجية تصدح بها أمى – مرنمة اسيوط الحلوة- على أوتار عود أبى العتيق ، ثم نتناوب الترانيم والألحان ونختتم احتفالنا بصلاة قصيرة من أمى كنت عادة أبكى خلالها من شدة التأثر، وتمضى الأيام وترحل أمى فى عيدها لتبقى الذكريات الحلوة أرويها لابنائى وغايتي أن تتواصل تلك المشاعر المتأججة وتمتد جذورها فى أفراد العائلة.
أمى الحبيبة الغالية..
امتزجت دماؤنا معاً ،فى بدايتي ونهايتك
واختلطت دموعنا معاً، ما بين قدومى ورحيلك
اسمى لم يفارق شفتيك حتى لحظة وحيلك
ودموعى أبداً لن تفارق عينيى حتى لحظة لقائك
كان وعدك ألا ترحلى حتى تحملى ابنى بين أحضانك،
كما حملتينى يا أمى،
لكن فى عيدك يا أمى،
انتزعوك من حضنى ،رغماً رغماً عنى يا أمى
أنى أودعتك فى حضن الرب يا أمي.