بقلم: مايكل سعيد
مما لا شك فيه أن مصر تمر بمرحلة دقيقة وحساسه في هذه الفترة , وفي ظل الـأحداث الجارية نجد تسلق تيارات متعددة من أطياف المجتمع , من جميع الفئات , و الكثير منهم يبحث عن المصلحة الشخصية فقط دون الأخذ في الإعتبار ما يفيد البلد والمواطن من عدمه.
ونجد الإخوان المسلمون وشيوخ السلفية نموذجان واضحان في إستغلال الأحداث وركوب الموجة , ولا نجد لأي منهما دور واضح وفعال عند قيام الثورة , وعادة لا يصعدان أو يتواجدان إلا بعد إنطلاق الحدث , فعندما أنطلقت ثورة52 والتي أيدها الشعب , لم نجد أي دور للإخوان المسلمون إلا بعد مرور ثلاثة ايام على الانتفاضة , وايضاً ما حدث في ثورة 25 يناير الأخيرة لا نجد وجود للإخوان المسلمون إلا بعد مرور ثلاثة ايام على إنطلاق الثورة , فوجدنا عناصر تخريبية إحتشدت وسط جموع المتظاهرين أصحاب الثورة الأصليين و إبتدئوا في الهجوم على أقسام الشرطة في آن واحد هادفين لإحداث بلبلة وفوضى في البلاد , وهذا العناصر لا تخلوا من الإخوان أو السلفيون على حدِ سواء .
ونأخذ النموذجين بإختصار
النوذج الأول: الإخوان المسلمون
وهي الجماعة التي أسسها حسن البنا سنة 1928 كحركة إسلامية , وهي جماعة تخريبية من الدرجة الأولى تحمل أفكاراً عنصرية , أهمها "لا للمرأة ولا لغير المسلم" وهو رفض شامل من قِبل الجماعة لا يقبل النقاش , وهي جماعة إرهابية من الدرجة الأولى لا يريدون سوى التسلط على البلاد وفرض أحكامهم الرجعية, ويتخذون من الإسلام ستراً لهم لسهولة الهيمنة لأسم الدين على الأوساط الفقيرة وذات الثقافة المحدودة , و أبسط مثال على ذلك "نعم مع الله" و "التصويت بنعم واجب شرعي" وهذا كان بخصوص الإستفتاءات الأخيرة , ولا شك أن هذا حرك نفوساً كثيرة من الأوساط الدنيا بالمجتمع وذهبوا للتصويت بنعم كدافع ديني لا أكثر .
النموذج الثاني: الجماعة السلفية
وهو تيار إسلامي متشدد يحمل أفكاراً رجعية , وهم لا ينتهجون العنف في معظم الأحوال لكنهم يحملون أفكارأ مسمومة , وكانوا يحرمون الإنتخابات والإستفتاءات والمشاركه بها ويحرمون السياسة على أتباعها , إلا أنهم غيروا من موقفهم بعد أحداث الثورة وبدئوا في حشد أتباعهم للمشاركة بالإستفتاءات الدستورية , ويستخدمون وسائل الترهيب لكسب مؤيديهم , وكثيراً ما يصورون الآخر على أنه عدو يريد إلحاق الضرر بك , على سبيل المثال أن الكنائس بها أسلحة وبها سجون و أسود , وهذا غير حقيقي بالمرة و إستخفاف بعقلية أتباعهم , وسارعوا بحشد الجموع في كثير من أحداث الفتن الطائفية بمصر وعند بناء الكنائس و ايضاص في الإستفتاءات الأخيرة مرهبين المسلمين بأن التصويت بلا عداوة للإسلام وتأييد للصليبيين النصارى الذين سيحكمون البلد إذا لم تقولوا "نعم" على التعديلات الدستورية , و أيضاً نجحوا في إستقطاب الكثير من ذوي النفوس الضعيفة الذين وجدوا أنفسهم أداة لتنفيذ مخطط السلف , والسلفيون يرفضون الأخر رفضاً تاماً , كل من هو غير سُني وغير مسلم وغير محجبة وتارك الصلاة والكثير من التحجيم الذي يريدون فرضه غلى المجتمع .
لذلك نقول لا للجماعة السلفية ولجماعة الإخوان المسلمون وعلى جميع العقلاء والمثقفون أن يرفضون فكرة هيمنة هؤلاء على المجتمعات , لأنهم غير إأصلاحيون بالمرة ومخربون من الدرجة الأولى وهم أحد أسباب تخلف الأمم العربيه بسبب أفكارهم و إرهابهم الفكري والبدني , أناشد كل عاقل أن يقول بأعلى صوته لا للدولة الدينية ونعم للدولة المدنية , لأن الدولة الدينية تخلق مناخاً طائفياً وقد تخلق خلافات مع دول غربية , وقد تتسبب في تقسيم إلى أكثر من دولة "دولة إسلامية –دولة قبطية" وهذا ما لا نرضاه أن يحدث , وعلى الشباب الواعي أن يدرك خطورة تلك الجماعات التخريبية الإفسادية.