مسلم(نعم).. مسيحي (لا)
بقلم: إيهاب شاكر
للأسف حول السلفيون والإخوان وفلول الحزب الوطني موضوع الاستفتاء إلى معركة طائفية، وأشاعوا أن المسيحيين سيختارون (لا) لكي يقضوا على الإسلام، على الرغم أن لا علاقة هذا بذاك.
نزلت اليوم للإدلاء بصوتي في الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة. الإقبال فعلا غير مسبوق، وإلى حد كبير هناك نظام وهدوء، غير أن أصحاب الذقون الطويلة انتشروا أيضا بشكل غير مسبوق في كل اللجان موزعين بنظام كعادتهم يحضوا المواطنين، ليس على الإدلاء بأصواتهم فقط، بل بقولهم نعم للتعديلات الدستورية، وتبريرهم في ذلك هو لعودة الاستقرار وإنهاء حالة الفوضى، على حد تعبيرهم.
لكن المنشورات التي يوزعونها، ويا ليت عندي " سكانر" كنت أرفقتها مع المقال، عنوانها" مجلس شورى العلماء" (البيان الأول) ومن ضمن ما جاء فيها " الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ... أنه في يوم الخميس الموافق 5 من ربيع الآخر لعام 1432 ه الموافق 10/3/2011 م اجتمع المجلس وتدارس الأحداث التي تمر بها مصر وموقف الدعوة من الانتخابات مع النظر في المصالح والمفاسد وغيرها من الأمور التي تؤثر في الحكم الشرعي، وبعد استشارة العلماء والدعاة أصدر المجلس البيان التالي:"
ثم كتبوا 6 بنود يحثوا من خلالها الأمة الإسلامية على الموافقة على التعديلات الدستورية، ومن ضمن ما جاء فيها أيضا: البند 1- إن الطريق الصحيح لتطبيق الشريعة الإسلامية هو تربية المسلمين على عقائد الإسلام وأحكامه وآدابه من خلال الوسائل الشرعية المتاحة.
وطبعا، مفهوم ما المقصود من هذا البند، فهو دعوة لتطبيق لدولة إسلامية واضحة.
البند 2- نهيب بالمسلمين أن لا يتأخروا عن التصويت " بالموافقة" على التعديلات الدستورية.
البند5- نهيب بالمسلمين أن يصوتوا في انتخابات الرئاسة لمن يرونه أكثر تبنيا لقضايا الشريعة الإسلامية.
البند6- أن الأمة رجالا ونساء شيبا وشبابا لن يسمحوا لأحد أن يمس المادة الثانية من الدستور بالتغيير أو التبديل في أي صياغة مقبلة للدستور.
ومزيل البيان بأسماء تحت عنوان أعضاء المجلس وهم 8 شخصيات.
لم يكتفوا بهذا المنشور، فهناك أنواع من المنشورات التي تحض الناس للموافقة على التعديلات، مثل مطبوعات " 4 لون" تقول " نعم للتعديلات" وكما ذكرت زميلتي العزيزة " أماني موسى" يعطونها لأطفال ليوزعونها أو رجال أميين تناقشت مع أحدهم سائلا إياه " لماذا نعم، فقال لي: " عشان تبقى سنتنا خضرة إن شاء الله" فقلت له يعني إيه ، إيه الفايدة من نعم" فردد نفس الجملة، فنهرته ألا يقول لأحد بماذا يصوت، فخاف متخيلا أني من الأمن أو أي حد مهم يعني " طبعا لمن لا يعرف، واعتقد الآن أن الكل يعرف، أن خانة "نعم" هي في دائرة ملونة باللون الأخضر، وخانة "لا" ملونة باللون الأسود، وهذا غريب أيضا.
بالطبع انتشرت اللافتات التي تملأ الشوارع، والمكلفة ماديا، داعية الناس للموافقة على التعديلات، ومحذرة من سيقول "لا" أنه بذلك يخالف شرع الله. بل قسّموا الناس إلى طائفتين قائلين، أن المسيحيين سيقولون"لا" لأنهم القضاء على الإسلام، لذلك لا تسمحوا لهم بذلك، وحطموا مخططاتهم.
من الأحداث المريبة والفاضحة، أنه كان هناك شاب علق على صدره لافتة تقول: " أنا مسلم وموحد بالله، وأقول "لا" للتعديلات الدستورية، لا لدستور مبارك، لا لترقيع الدستور من أجل دم شهداء الثورة" وكان هناك بعض الناس تقف أمامه لتقرا ماذا كتب، وبعد برهة من الوقت جاءت مجموعة من " أصحاب الذقون الطويلة" وانتهرته بشدة وقطعت الورقة التي كان يعلقها، فحاولت التدخل، قائلا لماذا تفعلون ذلك، دعوه مادام مسالما وفي هدوء يكتب رأيه. فردوا قائلين:" ده عاوز يخربها، ومش عاوزين فتنة" فقلت لهم" معاكم حق، إذا أنزلوا هذه اللافتات التي فوق رؤوسكم" وكانت معلقة فوقهم فعلا في وسط الشارع." وامنعوا توزيع المنشورات والمطبوعات التي تقول نعم" فما منهم إلا أنهم انصرفوا وتركوني مع الناس التي تزاحمت حولنا.
عموما، أنا متفائل بمشاركة الشعب الإيجابية الغير مسبوقة كما قلت من قبل، ومن الطبيعي أنت يستغل السلفيون الثورة، ويلتفوا حولها ويحاولون سرقتها، وأنا أثق في الشعب وفي فهم هذا المخطط، وقد رأيت الكثيرين من المستنيرين الفاهمين لهذه اللعبة، فلرأيت مسلمين كثيرين رافضين لهذا الإرهاب الفكري، وبعضهم أفصح أنه ضد التعديلات، كما رأيت البعض أيضا من المسيحيين الموافقين على التعديلات.
إذاً، نعم أو لا ليست لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد، ولا تسمحوا لأحد أيها المصريون أن يخدعكم ويجركم لهذا المنزلق الخطر، وكما ختموا بيانهم المزعوم، أختم مقالي من كل قلبي مع بعض التعديل"حفظ الله مصر من كل مكروه وجمع أهلها على خيرها وسلامتها من كل شر.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :