الأقباط متحدون | نريد دولة مدنية لا دينية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٠٦ | الاربعاء ٢٣ مارس ٢٠١١ | ١٤ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نريد دولة مدنية لا دينية

الاربعاء ٢٣ مارس ٢٠١١ - ١٤: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس وهيب
عندما أعلن المستشار "محمد عطية"- رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على الاستفتاء على التعديلات الدستورية- نتيجة الاستفتاء، وأن عدد منْ شاركوا في الاستفتاء بلغ (18) مليون- ما يعادل نسبة 41% من إجمالى عدد الأصوات- وأن 14 مليون و192 ألف مواطن وافقوا على التعديلات الدستورية بنسبة تعادل 77,2%  بينما، رفض (4) ملايين مواطن التعديلات الدستورية بنسبة تعادل 22.8%- أُصبت بحالة ذهول؛ فلم أكن أتوقَّع هذه النتيجة، وكنت أتوقَّع أن تكون النسبة متقاربة جدًا بين الطرفين.. أدركت في ذلك الوقت قوة وحجم وشعبية التيارات الإسلامية والتي لو أرادت الوصول إلى حكم "مصر" خلال الفترة الحالية ستصل بكل سهولة ويسر، ومن خلال انتخابات نزيهة، ولكن باستخدام الدين والشعارات الدينية والمعلومات المغلوطة!! فالجماعات الدينية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، تلعب على وتر الدين، وهو وتر مؤثِّر وله مفعول السحر لدى الغالبية العظمى من المصريين، خاصة وأن 40% من المصريين من الأميين منْ يجهلون القراءة والكتابة، كما أن المتعلمين منهم تربة خصبة للإشاعات والانقياد وتقبُّل أي معلومات بدون تفكير، فعدد كبير ممنْ خرجوا للإدلاء بأصواتهم خلال الاستفتاء، خرجوا لمجرد خروج جيرانهم المسيحيين الذين أوهموهم بأن المسيحيين يرغبون في إسقاط الدستور من أجل تغيير المادة الثانية من الدستور وتغيير شرع الله!!

فأثناء تغطيتي للانتخابات، شاهدت مواطنين بسطاء من الرجال والنساء ومن الشباب وكبار السن، يسرعون بل يقفزون للوصول إلى المقار الانتخابية، بعد أن أحضرتهم سيارات تابعة لجماعة الإخوان، وطبعًا تم بث الحماسة الدينية في قلوبهم من خلال بعض المعلومات المغلوطة طوال الرحلة، ويرددون بعض العبارات مثل: "اللهم أنصرنا"، و"منصورين بإذن الله"، و"خلي بالك من العلامة الخضرا"، و"اللهم انصر المسلمين".. للأسف الشديد، استخدمت جماعة الإخوان النزعة الدينية بطريقة غير مشروعة.
 
كما انتشر عدد كبير من أعضاء الجماعة داخل اللجان العامة وبالطرقات وعلى السلالم المؤدية للجان الفرعية يطالبون الناخبين بالتصويت ب"نعم"، كما انتشرت أعداد كبيرة من السيارات- سواء لدعوة الناخبين للإدلاء بـ"نعم" أو إحضار الناخبين من المنازل، بل تعدَّى الأمر دعوة عدد من مشرفي اللجان من موظفي الدولة بعض الناخبين، وخاصة من يظهر إنهم أميين، للتصويت بـ"نعم"
 
كل هذه الأمور مؤشِّر قوي على عدم تغير أجواء الانتخابات عما كانت عليه من قبل؛ فهذه الأمور كان يمارسها الحزب الوطني، وكان يحصل من خلالها على الأغلبية العظمى من الأصوات، فأصبحت جماعة الإخوان تقوم بهذا الدور، وستحصل أيضًا على الغالبية من خلالها

فمطلوب من المجلس العسكري بعض الإجراءات الفورية التي لا تحتاج إلى تأجيل، وخاصة إننا مقبلون بعد عدة أشهر على انتخابات مجلسي الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية، وأول هذه القرارات، تجريم استخدام الشعارات الدينية طوال أيام الحملة الانتخابية وأثناء إجراء الانتخابات، ومنع الدعاية الانتخابية داخل اللجان، وتوقيع عقوبات رداعة على من يخالف ذلك، وإجراء الانتخابات على عدة مراحل بحيث يتم تقسيم الانتخابات إلى ثلاث مراحل؛ حتى يتوفر العدد الكافي من رجال القضاء والشرطة والجيش لتحقيق الانضباط أثناء إجراء الانتخابات، وحتى لا يتم دمج عدة لجان فرعية داخل لجنة واحدة كما كان الحال خلال الاستفتاء، حيث كانت تحتوى كل لجنة على أربع لجان يشرف عليهم قاض واحد، مما أدَّى إلى حالة من الفوضى والزحام داخل اللجان، وتشتت أعضاء الهيئات القضائية بين أربع لجان.
 
نحن جميعًا يجب أن نحترم رأي الأغلبية، وفي المقابل لابد من وجود ضمانات لإجراء الانتخابات بطريقة نزيهة وحيادية وبعيدًا عن استخدام المؤثرات الدينية، وأن نرتقي ونحترم رأي وفكر الناخبين المصريين، وليعرض الجميع برامجهم على الناخبين، وليترك للناخبين حرية الاختيار بدون ضغوط. فنحن نريد دولة مدنية لا دينية..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :