الأقباط متحدون - الحرية كاملة .. وحرية المرأة ..!!!
  • ١٠:١٦
  • الثلاثاء , ٢٢ اغسطس ٢٠١٧
English version

الحرية كاملة .. وحرية المرأة ..!!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٢٢: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٢ اغسطس ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 نبيل المقدس
  خدعوك فقالوا أن هناك حرية كاملة , حتي لو تواجَدّتَ في عالم إفتراضي أو حقيقي   تعيش فيه بمفردك .. ففي وحدتك سوف تجد نفسك تضع قيودا تحد من تصرفاتك التي تراها  تنغص حياتك , مثلا سوف تصنع لنفسك حجرة ملحقة بباب تغلقه عند إستبدال ملابسك بالرغم انه لا يوجد احد قريب منك او بعيد عنك يجرح مشاعرك .. وسوف تُفاجأ وبالرغم هذه الحرية التي تعيش فيها بمفردك  أنك من نفسك  تلبس ملابسك كاملا وكانك تعيش بين مجموعة من النفوس .. بعكس تتمني ان تنزع كل ملابسك لو تواجدت بين مجتمع ما وتعتبره أن هناك قيود تُفرض عليك ..

    كذلك لو أخذت تصريحا من إدارة المرور بان تقود سيارتك بحرية كاملة و بسرعة ليس لها حدود .. سوف تتصور انك سوف تكون متمتعا بالسرعة الكبيرة التي كنت تعتبرها قيد متعمد من هيئة المرور .. لكن بمجرد أن تركب السيارة  وتصل إلي سرعة معينة لا تستطيع عندها التحكم في عجلة القيادة , فورا تبدأ  تقلل من السرعة وتضع قيدا لنفسك أن لا تتجاوز سرعة معينة .. وتضيع فكرة الحرية الكاملة .    

   نعم الحرية ليست منحةً، بل هي حق للجميع،  لكن لا يمكن أن تكون مطلقةً، أو دون  توجيه، لأنّ حرية الفرد تنتهي عند المساس بحريات الآخرين، فلا يمكن المساس بحرية الأشحاص من أجل أن ترتفع حرية شخصٍ معين، ففي هذا تعدٍ كبير على مبدأ الحرية ... كل هذه تٌعتبر حريات شخصية .. أما حرية الأمم فهي تتعلق بحرية المرأة لكي تصير حرية كاملة .

       علينا أن نقر أن حرية الأمم جميعها ترتبط بحرية بالمرأة .. فالمرأة تمثل للشعوب المقياس الحقيقي لحرية البلدة التي ينتمون إليها .. أما حرية التعبير وحرية الفكر وحرية النقد والمعارضة كل هذه تأتي في الدرجة الثانية .. وبالنظر إلي الدول الغربية نجدها إجتازت هذه العقدة من مئات السنين بعد ما أدركت أن تدخل الدين هو العقبة في ممارسة جميع الحريات ..  وبناء عليه يتمتعون الأن بباقي الحريات كاملة طالما لا تمس الأخرين .. كما أن المرأة الغربية إستطاعت أن تأخذ أكثر من ذلك وهي المساواة بينها وبين الرجل في جميع النواحي الإجتماعية ( الميراث) والسياسية وغيرها .    

 أما المرأة العربية ماتزال لا تأخذ حريتها كاملة من مجتمعها لأن سيف الدين مسلط علي رؤوس من يتخذ القرار في تخليصها من هذه القيود الدينية . ويري رجال الديانات أن الغاية والهدف من رفع  الشّعارات التي تشير إلي حرية المرأة هي إحداث الشّرخ في المجتمعات العربّية ، وإضعاف الرّوابط الأسرّيّة، وزيادة معدلات الجرائم الأخلاقيّة في المجتمع .. ! وانا اعتبر هذا الراي هو ما إلا ضعف تعاليم الدين , والشك في التفسيرات لكلمات الكتب الملحقة .. وانا اري المسيحية  في بعض من الدول العربية الأن تتخذ هذا النهج في امور إجتماعية كثيرة بدون خلفية ووثائق اكيدة  من الكتاب المقدس  ..!! وانا لا اريد التوغل فيها لأن هذه المشاكل لا تُناقش علي أوراق بل المفروض أن يتم إجتماعات مستمرة من جميع الطوائف تناقش هذه الأمور أخذين المسيحية أنها حياة فرح وليست حياة عذاب .

        هناك مَنْ يقول" أنا حُر أعمل ما أحب وما أريد" لكن في الحقيقة هو منغمس في خطية ما و أصبح أسيراً في قبضتها، لهذا يقول الرسول بولس في (غلاطية 5 : 13) " لاَ تُصَيِّرُواالْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ،". وشتان الفرق بين الحرية والفوضي، ومن الأسف هناك مَنْ يُخلط بينهما فتجده يأتي بأعمال منافية للمبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية , بغض النظر عن العقيدة .    كذلك الإنسان حُر في أن يُعبر عن غضبه لكن دون أن يخطئ .. عليه أن يضبط نفسه فالكتاب يعلمنا قائلاً : إغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا...لاَتَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ"(أف4: 26، 29) .. بالطبع لا يجب أن نعبر عن غضبنا بإنفعالية وتهور نسيء بها وتجرح الآخر فمكتوب في (رو12: 21) "لاَيَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ."  

     أما عن الحرية الكاملة للمرأة فقد تحققت فعلا في دولة تونس العربية الإسلامية , حتي أصبح راسها برأس الدول الغربية عامة , وذلك من خلال إعلان رئيسها " إيسبسي " قراراته الأخيرة ةالتي تخص المرأة .. فقد كانت قراراته هذه , بمثابة  قنبلة موقوتة إستطاع الرئيس نزع فتيلها في الوقت المناسب  .. فقد راي الرئيس والشعب التونسي أنه لا بُد من تخليص البلاد من فوبيا الدين  . هذا يدل علي أن التونسيين شعب  سوي راق وفي نفس الوقت حسب رؤيتهم يدل علي إخلاصهم لثوابت دينهم .. لذلك نتوقع أن تونس سوف تنطلق بسرعة الصاروخ نحو التقدم في جميع المجالات , لأنها فهمت أن تقدم البلاد في جميع جوانبها يعتمد بل يتوقف علي مدي كمية الحريات التي يتم منحها للمرأة .    

  قرأت قولا عظيما من رئيس تونس السابق ( الحبيب بورقيبة) والذي أعطي الشرارة الأولي لحرية المرأة : "سأفرض حرية المرأة وحقوقها , بقوة القانون .... لن أنتظر ديمقراطية شعب من المنخدعين بالثقافة الذكورية بإسم الدين ."  

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع