الأقباط متحدون | لم يكن هَيــّـا إلي الإستفتاء ... بل حَيّ علي الفلاح ...!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٧ | الخميس ٢٤ مارس ٢٠١١ | ١٥ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لم يكن هَيــّـا إلي الإستفتاء ... بل حَيّ علي الفلاح ...!!!

الخميس ٢٤ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم:  نبيل المقدسى
     يوم 19 مارس أصبح هو اليوم الذي فيه تم إختطاف ثورة شباب 25 يناير رسميا ... هذا اليوم كان يوم دحر أهداف ثورة 25 التقدمية والتي كانت تُعتبر آماني شباب مصر الواعي ... شباب مصر المثقف ... شباب مصر الذي عاش معاناة آبائه ... شباب مصر الذي سمع عن آلام أجداده ... شباب مصر الذي ضحي بحياته لكي يحقق أحلام شعب ليعيش حياة مدنية ديموقراطية حقيقية أساسها المواطنة .. لم يتوقع شباب ميدان التحرير بجميع طوائفه أن هناك خفافيش ظلام يتربصون ويتحينون الفرص وينتهزون عدم خبرة هؤلاء الشباب السياسية , لكي يسلبوا هذا المجد منهم ...  حتي أنهم إستغلوا هؤلاء الشباب وأخذوهم خط الدفاع الأول لكي تقفز هذه الخفافيش عليهم ويلصقون إنهيار النظام القديم لهم .. وبمساعدة بعض الإعلاميين الذين يعملون في الوسائل المرئية والسمعية والصحفية , والذين تغلغلوا منذ وقت في غفلة من النظام السابق .. أو ربما علي علم بهم طبقا لمصالح معينة أو صفقات تمت بين النظام القديم وهؤلاء الذين إتخذوا من الإسلام سياسة لها .. تسلقت هذه القوي الإسلامية بجميع إختلافاتها علي منصة التحرير ... المنصة التي شهدت علي ولادة ثورة مقدسة طاهرة ... ضمت جميع أطياف الشعب . بهرتنا الصور والمشاهد التليفوزيونية , بل أدهشت العالم أجمع عندما تشابكت أيادي هذه الأطياف بعد ما إشتاقوا لبعضهم البعض . وبعد أن أصروا إعادة هذه الروابط من جديد.. تحت شعارهم الأساسي " لا فرق بين يحيي ويوحنا ... بين سارة وآية ... بين كنيسة ومسجد ... بين فكر وفكر آخر ... كل له حياته الخاصة طالما لا تؤذي الآخرين , وتعمل لبناء الوطن ".

    قامت ثورة الشباب وفي أجندتها أمر واحد فقط ... هو الحياة المدنية الخالصة ... لم يطالبوا بمدنية عرجاء نصفها ديني والباقي مدني ... كانت أجندتهم واضحة وخالية تماما من النعرة الدينية ... لذلك هرعنا إليها ووقفنا بجانبها نؤازرها ... وعمت الأفراح والزغاريد في ربوع الوادي .. ذاكرين شهداء هذه الثورة إسما إسما . لكن في نفس الوقت بدأت  خفافيش الظلام تتحول إلي خفافيش نهار ... بدأت تعمل وبدون حياء في سلب الثورة من شبابنا .. وكان أول ظهور حقيقي لهم في ساحة ميدان التحرير هو بعد يوم 28 يناير , وياليت هذا الظهور كان للإفادة .. بل كان لتقسيم شبابنا إلي إئتلافات .. علي أساس أن كل إئتلاف يحوي ويضم أحد عناصر الجماعات الإسلامية أو عضو من الإخوان ...
   وبعد رحيل النظام و إجراءات كثيرة تمت عن طريق اللجنة العليا للقوات المسلحة كرئيسة للبلاد ...  و أوصلتنا إلي عمل إستفتاء علي بعض التعديلات في بنود الدستور الذي سقط مع سقوط  نظام ما قبل 25 يناير , بدأت  غربان النهار يستغلون جهل وبساطة وتديّن الشعب المصري ... وتحولت فرحتنا بنتائج الثورة علي أنها مدنية بحتة إلي التنبؤ بتحويلها إلي دولة دينية بالرغم من تظاهر هؤلاء المجموعات أن هدفهم يتركز في حياة مدنية ثم يضيفون إليها " لكن مرجعيتنا اسلامية " .
   19 مارس هو أول يوم من بداية تهاوي الثورة ... ظن الشعب المثقف أنهم سوف يشاهدون عرس إستفتاء جميل ... وفعلا كان الظاهر يشير إلي أن الإستفتاء مُتحضر ... لكن ما أسفت له وجود هذا الهجوم التتاري الذي لا يرقي إلي مستوي هذه الثورة العظيمة , تعمل من وراء أسوار أماكن الصناديق .. فقد بدأ تم شحن الشعب البسيط غير المثقف والذين يتمركزون في المناطق العشوائية والقري والنجوع وتهيأتهم وتحفيظهم بإدلاء صوتهم بكلمة ( نعم ) حيث أنها المفتاح السري لدخولهم جنة الله ... وأن كلمة ( لأ ) هي من الشيطان ويشجعها المسيحيون لحذف البند الثاني من الدستور ويباركها العلمانيين  لتصبح الدولة من دول الغرب الكافرة .

    إنصدم الشعب المثقف في يوم فرحته ... ليس بسبب نتيجة الإستفتاء ... فنحن نشهد أن عملية الإستفتاء وإن كان فيها بعض السلبيات في الإجراءات لكنها لم تؤثر علي النتيجة ... ونشهد أن في عمومتها كانت نزيهه ... لكن كانت صدمتهم أن عملية الإستفتاء هذه , تحولت بقدرة قادر إلي عملية جهــاد . خرجت أمة لا إله إلاّ الله عن بكرة أبيها صباحا إلي معركة حاسمة ... خرج حوالي 55 % من الذين قالوا ( نعم ) إلي معركة لنصرة الإسلام ضد ما يسمونهم الكفرة ... أما الباقي فقد خرجوا من وجهة رؤيتهم السياسية .
    يوم 19 مارس هو طبق الأصل لأي يوم إنتخاب في العقود الستة السابقة ... وإن إختلفت في شكلها وأدوات تنفيذها لكنها كانت إستمرارا لنفس النهج . وهو توجيه الناخبين إلي مايريده الأقوي .! فنحن نجد الآن أن القوي الإسلامية تواصل تقوية وجودها علي الساحة ... كما تضع نفسها كأمر واقع أنها هي الرائدة أمام باقي الطوائف التي تسعي فعلا إلي تحقيق حياة مدنية حقيقية , و تحاول جاهدة هذه المجموعات الإسلامية  عن طريق مبدأ التقية ألسعي إلي تحقيق مباديء الثورة والمُتفق عليها مِنْ جميع أطياف الشعب , و تصر علي توجيه البلاد إلي دولة  مدنية بطريقتها الخاصة .. ما ضمان أن هذه المجموعات تُحقق مباديء الثورة وفي نفس الوقت  يُصرح " عبود الزمر " في أحدي الفضائيات والتي أصبح ضيفا علي جميع برامجها بأنه سيرشح نفسه كرئيس لدولة مصر ... وأخذ يذكر مزايا وخصائص دولة الخلافة الإسلامية , ومنها أن أحكام وقرارات الإعدام هي في أيادي علماء الدين , وإستبعادها عن القضاء المدني ... والمصيبة الكبري عندما يصرح علانية في أحدي البرامج أنه " يجوز سفك الدماء من أجل إقامة الدين " ... وتعجبت من هذا القول الذي يثير الرعب في نفوس أفراد المجتمع بجميع طوائفه .. كما يؤكد أن هذا الدين الذي يسعي إلي إقامته يضع المسيحيين تحت طائلة الجيزية ... لأنه لا يثق في وطنيتهم لو كانت معركتهم أمام عدو يُدين بالمسيحية ... إلي هنا أوجه إنذارا لهذا الزمر أن يكف عن هذه الأحاديث المستهلكة ... وعليه أن يعرف أن أقباط مصر بجميع مللهم قد وجدوا أنفسهم الآن .. وأنهم أخذوا قرارا مع إخوتهم المسلمين المصريين المعتدلين أنه لا توجد قوة تستطيع أن تنال من حقوقهم مرة أخري ... ولا تستطيع سلب حريتهم وعبادتهم وكنيستهم ومحبتهم للآخرين.
    إنتخابات المجالس النيابية علي الأبواب أتمني أن لا نتركها تمر بلا ثمر لصالحنا نحن المصريين من شباب الثورة وإخوتهم وآبائهم وأمهاتهم وأجدادهم .. أتمني أن نشعر اننا سوف ندخل حرب سلمية في إنتخاب النائب الذي يعطي وقته وفكره لصالح مصر .. أتمني من هذه المجموعات التي تحاول أن تتملك فكر وعقل الأمة  أن لا تدخلنا في غزوة بدر أو الخندق  لكي نتجنب إنتخاب النائب الذي سوف يوصلنا مرة أخري إلي ما قبل 25 يناير .....!!!
    




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :