الأقباط متحدون - سلسلة معجزة الأمل .. أرون رالستون واحد من أعظم معجزات أمل على وجه الأرض
  • ١٠:١٦
  • السبت , ٢٦ اغسطس ٢٠١٧
English version

سلسلة معجزة الأمل .. أرون رالستون "واحد من أعظم معجزات أمل على وجه الأرض"

د. جون مجدى

مساحة رأي

٤٢: ٠٧ م +02:00 EET

السبت ٢٦ اغسطس ٢٠١٧

أرون رالستون
أرون رالستون

بقلم - د. جون مجدي
قبل ما أحكي حكاية رالستون , هنسأل نفسنا سؤال:
(( أيه هو أصعب مستوي لليأس ممكن نوصله)) ؟
الأجابة : مهما كان مستوي اليأس اللي انت بتمر بيه عمره ما هيوصل لمستوي اليأس البشع اللي وصل ليه رالستون
علي الأقل انت حواليك كتير , ربنا معاك , اسرتك موجودة , أصدقائك موجودين

و لو انت ملحد و ملكش اسرة و إنطوائي معندكش أصدقاء
على الأقل انت شايف ناس حواليك و جواك عارف إن بكره الظروف هتتغير
أرون رالستون : لا ربنا كان معاه و لا اسرته و لا أصدقاءه و لا مخلوق حتي هيقف معاه في وادي الموت "وادي بلو جون"
القصة حقيقية بكل تفصيلة فيها :
(( تبدأ القصة بشاب صغير مثلنا , اسمه أرون رالستون))
عنده هواية تسلق الجبال
علاقته سيئة بأسرته و لم يعد على تواصل معهم

علاقته سيئة بأصدقائه , بعيد عن الكل و ليس له حتي شخص قريب من قلبه
متسلقي الجبال عندما يذهبون لجبل ما لتسلقه خاصة لو ذهب احد المتسلقين بمفرده
يجب أن يترك رسالة لأحد يعلمه بمكانه لكي إذا غاب يعلموا مكانه و يذهبوا ليبحثوا عنه
لكن رالستون كان مستهتراً كثيراً في حق نفسه و لم يكن يترك رسائل لأحد عندما يذهب ليتسلق الجبال
حتي آتي اليوم .
يوم سوف تتغير الحياة كلها في عين رالستون

عندما ذهب إلي وادي ((بلو جون))
لم يترك رسالة لأحد نهائياً يعلمه فيها إلي أين ذهب
و لم يكن يدري أن قد تكون رحلته الأخيرة التي بلا رجعه
و أثناء تنقله و تسلقه من جبل إلي أخر , سقط في حفرة بين جبلين
و سقطت صخرة هائلة الحجم بجانبه
و فجأة بعدما انتبه رالستون لما حدث , اكتشف الأمر المرعب
أن يده اليمني حُشرت بين جدار الحفرة و الصخرة الكبيرة
حاول رالستون بكل الطرق أن يخرج يده:

- شد يده بأقصي ما فيه من قوة
- دفع الصخرة و حاول تفتيت أجزاء منه حتي يصنع مخرج يخرج منه يده
- عمل بكرة من الحبال بين الصخرة و صخرة أخرى قريبة حتي يرفع الصخرة الكبيرة لفوق
عمل كل حاجة ممكن تتعمل عن يسحب أيده و فشل
صرخ رالستون لربنا عشان يساعده , ربنا مساعدوش و ما بعتلوش حد
بكى رالستون لأن مفيش حد يعرف مكانه نهائياً

ما فيش ذرة آمل حتي ممكن يتمسك بيها عشان يفضل عايش
الأكل اللي معاه خلص
الماية بتعاته خلصت و الجزء الباقي وقع في الأرض
ابتدى يشرب البول بتاعه
و ابتدي يجرح نفسه عشان يشرب من دمه من كتر الجوع
و ابتدي يصور نفسه بالكاميرا اللي معاه عشان يعطي لنفسه أى ذرة أمل

و لكن هو في الحقيقة كان بيعمل كده عشان لما يموت و جسده يعفن و حد يوصل للمكان ده بعد فترة , يقدروا يتعرفوا عليه
رالستون وصل لأبشع مرحلة من اليأس
لأن مفيش حد هيوصله و لا هيعرف مكانه في وسط صحراء وادي بلو جون الشاسعة
ليه يا رب مش بتتدخل و تنقذه و ترسله أي حد يساعده , ليه يارب سايبه يحتضر ببطئ ؟
الإجابة : هى إن في حاجة لسه في مقدرة رالستون أنه يعملها ,, و هو لسه معملهاش
و ربنا مش بيتدخل إلا لما الإنسان يعمل كل ما يمكن إعماله
بس أيه اللي لسه رالستون معملوش ؟!
,, رالستون عمل كل حاجة عشان ينقذ أيده

فعلاً رالستون عمل كل حاجة عشان ينقذ أيده , بس خلاص فات 4 أيام و أيد رالستون ماتت
و جه الوقت أنه يتخلي عن أيده عشان يعيش
جه الوثت أن رالستون يقطع أيده
بس رالستون مصمم أنه يشد أيده و يبذل مجهود رهيب و يعمل كل حاجة عشان أيده اللي ماتت
لدرجة أنه لما اقتنع تماماً أن خلاص أيده ستبقى للأبد معلقة بين الصخرة و جدار الحفرة
استسلم تماماً و كتب علي جدار الحفرة
((هنا يرقد بسلام أرون رالستون))

127 ساعة من المحاولات لحد ما وصل لليأس التام و الله مازال صامت لا يتدخل
أنحني أرون رالستون برأسه و هو ينتظر الموت و قد وصل في أعماقه إلي أقصى مرحلة من مراحل اليأس التي قد يصل لها إنسان
و فجأة يصرخ أرون رالستون قائلاً:
ماذا كنت أنتظر ؟
هل كنت أنتظر إنسان كي يأتي و يخلصني؟
أنا سوف أخلص نفسي بنفسي
و أمسك سكينه الصغير الصيني غير الحاد و بدأ يقطع يده اليمني
كان يصرخ صراخاً مرعباً (( يقطع يده اليمنى بيده اليسرى من دون مسكنات بسكين غير حاد بعد خمس أيام من الضعف و الجوع و المجهود الرهيب))

لكنه رفض أن يستسلم , و عجبا
ً ألم يصل إلي اقصى مراحل اليأس!!!
و هنا نجد أن حتي لو وصلت لأبشع مرحلة من اليأس تظل ذرة الأمل التي في داخلك أقوى و أعظم
قطع ارون رالستون يده و لن استطيع أن أصف لكم كم الألم الذي مر به و هو وحيد لا احد معه
ثم جرى رالستون و نزل من على الجبل فوجد مياه معكرة ملوثة فشرب منها بشراهة
و نظر حوله لم يجد أحد مطلقاً
يارب هل سوف تتركه يموت هنا بعد كل ما عمله؟

لما لا ترسل له أحداً لينقذه ؟
سوف يموت في هذه الصحراء المهولة
الله مازال صامتاً لأن هناك أمر أخير يجب أن يفعله رالستون بنفسه
و هو أن يجري بأقصي طاقته و يصرخ بكل ما فيه حتي يبتعد تماماً عن الموضع الذي كاد أن يدفن فيه حياً
أجري يا رالستون , قاوم , عافر , أصرخ بعزم ما فيك , أرفض اليأس لأخر نفس
بالفعل كان رالستون يجري و يصرخ حتي أخر نفس فيه
حتي فعل كل ما يمكن فعله
هنا سوف تحدث المعجزة بمعناها الحقيقي

هنا سوف يتدخل الله بوضوح
هنا سوف يري رالستون من بعيد أشخاص ليس من الطبيعي أن يكونوا هنا
إنما أعدهم الله خصيصاً لمساعدته
و أعد آيضاً طائرة حربية مجهزة طبياً لنقله إلي المدينة
عاد رالستون إلي المدينة ليجد الصحافة و الإعلام و الناس في انتظار استقباله كبطل عظيم
نعم كان شاباً عادياً مثلنا ليس فيه أى مميزات , إنما التجربة القاسية التي مر بها
و رفضه لليأس رغم أبشع ما وصل إليه , جعل منه بطلاً عظيماً و معجزة أمل لكل من يراه
و الآن أنا أسألك يا من تقرأ هذا الكلام:

أنت آيضاً هناك صخرة يدك محشورة فيها
يدك قد ماتت و تعفنت
و لكنك مازلت تعافر حتي تنقذ يدك
يدك هى علاقة حب صدمتك و قتلت فيك أشياءاً جميلة كثيرة جداً
و أنت مازلت مصراً علي تلك العلاقة , رغم أنه ماتت و تعفنت
و لو استمريت اكتر من هذا سوف تموت أنت شخصياً من الحزن و الألم و النظر للماضي
يدك هى صدمة مررت بها أو حلم فشل أو أشخاص تركونك
و أنت مازلت تنظر للماضي و يموت فيك كل يوم شئ

و لو استمريت هكذا سوف تموت موضعك و لن تتحرك خطوة واحدة للأمام و المستقبل
يدك هو الشئ الذي يجرحك بشدة و سبب جرحاً في أعماقك لم يلتئم
و أنت الأن تفكر فيه بالتحديد
أنا أدعوك اليوم و بكل جراءة و شجاعة
أن تصرخ و ترفض يدك التي دفنتك في حفرة ألمك و حزنك
و أن تقطع يدك نهائياً
و تبعد بعيداً عن موضع حزنك و تبذل كل ما عندك كي تنهض من جديد
هنا فقط سوف يتدخل الله و سوف يريك العجائب و المعجزات

الخيار متروك لك :
(( كن كما أنت و أرضي و مت في موضعك أو أقطع يدك و قاوم و عافر و صر بطلاً و معجزة أمل))

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد